دعوات عديدة للحث على القراءة، وحديث متواصل عن أهمية الكتاب وضرورته فى الحياة، لكن الأحاديث الوردية شىء والواقع شىء آخر تماماً، حيث تتواصل العديد من المحاولات الفردية لنشر ثقافة الكتاب، تارة بإتاحته فى مناطق نائية تفتقد وجوده، وتارة أخرى بإتاحته مجاناً للذين يرونه «بعيد المنال» بسبب ضغوط الحياة المادية. مبادرات لنشر ثقافة «الكتاب».. وأصحابها: «فين الحكومة؟» «خد الكتاب وادفع تمنه، أو اقراه بالمجان» الشعار الذى اتخذه الشاب أحمد سعيد، مسئول دار الربيع العربى، بعد قراره بالسفر بكتب الدار إلى مدينة دمنهور بالبحيرة، حيث قام بنصب خيمة خاصة بالدار خلال معرض مؤقت للكتاب هناك، لكن المختلف هذه المرة أنه لم يعرض كتبه للبيع فحسب، ولكنه أتاح قراءتها مجاناً لأى شخص يرغب فى ذلك. الشاب الذى يعتبر أن صناعة القارئ هى المكسب الأهم لم يختلف فى وجهة نظره عن مصطفى كمال، الشاب الثلاثينى الذى قرر هو أيضاً أن يكون مشروع عمره «مكتبة» افتتحها فى «قلب الصعيد»، لم يكتف بدوره فى محافظة أسيوط، لكنه قرر الترحال بالمكتبة المتحركة عبر المحافظات، واختار محطته الأولى «الوادى الجديد»: «الناس هناك قالوا لى احنا ماشوفناش معرض كتاب من 20 سنة»، جملة صادمة، وموقف غريب تفاجأ به الشاب الذى حمل قرابة 16 ألف كتاب من 60 دار نشر تقريباً: «رُحنا بكتب فى فروع مختلفة وفوجئت بالإقبال، والأسئلة عن كتب نادرة عمرى ما تصورت إنهم يطلبوها». البعد عن العاصمة «المحظوظة» بأغلب أنشطة الحكومة، جعل الوادى الجديد وغيرها العشرات من محافظات مصر، تعانى من نقص الكتب المعروضة والمتاحة، «بعنا فى أسبوع واحد قرابة 1300 كتاب وده رقم ضخم بالنسبة لسوق ماكناش عارفين إمكاناته، غير أسئلة كتير عن كتب أكاديمية فى مجالات الفيزياء والكيمياء بلغات مختلفة»، يتساءل عن سبب التقصير فى تنظيم معارض وأنشطة ثقافية لنشر «الكتاب» فى كل مكان فى مصر.