"أفضل معلم في العالم"، لقب تفوقت به المعلمة الفلسطينية حنان الحروب على منافسيها في هذه الجائزة، التي تمنحها مؤسسة "فاركي" سنويًا لمعلم متميز قدّم مساهمة بارزة لمهنة التعليم، وتبلغ قيمة الجائزة مليون دولار. ترعرعت ابنة فلسطين في مخيم "الدهيشة" للاجئين في مدينة بيت لحم، أنهت دراستها في العام 2005، حتى انتقلت للعمل في مديرية تربية وتعليم رام الله والبيرة، وتعمل معلمة في مدرسة بنات سميحة خليل الابتدائية الحكومية بمدينة رام الله. ولم تمنعها سنوات المعاناة داخل المخيم من إكمال تحصيلها العلمي، الذي يعتبره لاجئو هذا الوطن سلاحهم الذي يمكن أن يدافعوا به عن حقهم ووسيلتهم لكسب لقمة عيشهم، فتميزت بمبادرة تعليمية حملت شعار "لا للعنف في التعلم"، استخدمت فيها تقنيات للعب لتحقيق الشعار على الطلبة خاصة بالصف الثاني الابتدائي "الأساسي" في مدرستها. وأعلنت مؤسسة "فاركي" التعليمية الخيرية، مساء أمس، في حفل خاص في دبي، فوز المعلمة الفلسطينية بجائزة أفضل مُعلم في العالم، متفوقة على 8 آلاف متسابق بالقائمة التي ضمّت معلمين من باكستان وكينيا والمملكة المتحدة وأمريكا واليابان وفنلندا وأستراليا والهند. "نريد لأطفالنا العيش بحرية وسلام كباقي أطفال العالم"، كلمات نطقت بها الحروب فور إعلان فوزها، وهللت فرحًا باللقب ونصرًا على العدو، وارتفعت أيدي الحضور مصفقة وحاملة العلم الفلسطيني الذي رفرف عاليًا، داعية لأن يكون هذا العام عام المعلم الفلسطيني. ورشح لهذه الجائزة 8 آلاف معلم ومعلمة من كل أرجاء العالم، وتأهل منهم 50 معلمًا انتقلوا إلى المرحلة ما قبل النهائية كان من بينهم 3 معلمين فلسطينيين، وحافظت فلسطين خلال هذه التصفيات على موقع لها حيث تأهلت المعلمة حنان الحروب لتفوز باللقب النهائي. وألّفت الحروب كتاب "نلعب ونتعلم"، وهو موثق بالصور والأنشطة الصفية التي تتضمن ألعابًا ووسائل تعليمية أخرى كثيرة، وأعدت معرض وسائل وألعاب تعليمية فيها أكثر من 70 وسيلة ولعبة تعليمية وتربوية علاجية وإثرائية في مبحثي الرياضيات واللغة العربية أغلب موادها من خامات البيئة. وقال وزير التربية والتعليم، صبري صيدم، في وقت سابق حول اختيار الحروب في المنافسة العالمية "هذا الانتصار هو اختراق لفلسطين، ووضع لعلم فلسطين على خارطة المعرفة العالمية، وتحقيق لسابقة نوعية في حياتنا الفلسطينية". يذكر أن هذه الجائزة، التي تنظمها مؤسسة "فاركي" التعليمية الخيرية في المملكة المتحدة، تمنح كل عام لمعلم متميز قدم مساهمة بارزة في مهنة التعليم، وتسعى للاعتراف والاحتفاء بجهود المعلمين حول العالم.