دعا عادل القاضي، خطيب مسجد الخلفاء الراشدين التابع للجمعية الشرعية بكفرالشيخ، جموع المصلين للتصويت ب"نعم" على الدستور، قائلا إن عليهم أن يختاروا ما بين دستور أبوجهل وأبولهب، الذي يبيح أن يمسك الولد يد البنت في الجامعة، كما يتيح عبادة صنم بوذا، وبين دستور وُضع على نهج الصحابة والسلف الصالح، بحسب قوله. وتعجب القاضي من قبول الأقباط لمسودة الدستور، في حين يرفضها من وصفهم بالعلمانيين والليبراليين، مضيفا أنه "إذا كان الرخاء الاقتصادي سيأتي إذا نحينا الشريعة الإسلامية، فلا حاجة لنا به". وأكد الشيخ أن 12 دولة من الدول الاستعمارية اجتمعت في مدينة منرو بسويسرا، واتفقت على التنازل عن أموالها وامتيازاتها الأجنبية في مصر سنة 1937، مقابل إلغاء الشريعة في المحاكم المصرية، مضيفا: "ألا تستحق الشريعة الإسلامية منا أن نضحي من أجلها بالأموال؟". وتم توزيع منشورات بعد الصلاة تحث المصلين على التصويت ب"نعم"، فيما وزعت مساجد سيدى فتح والقدس منشورات تدعو للتصويت ب"لا". وندد إمام مسجد القدس ببلطيم ب"العلمانيين المنافقين"، مؤكدا أن الخلافة الإسلامية قادمة رغم أنفهم وأنف الإعلاميين الذين "ملأووا بيوتنا بالضجيج"، والذين يعملون على تقسيم البلاد ونشر الفتن وبثها في طول البلاد وعرضها، ثم دعا للرئيس محمد مرسي أن يوفقه الله لنشر دعوة الرسول. ونبَّه بعض المصلين على أئمة المساجد، وخاصة بالقرى، بعدم الحديث عن الاستفتاء. ودعا الشيخ عبدالناصر بليح، مدير عام بأوقاف كفرالشيخ، في خطبته إلى التحلي بآداب الحوار لأنها من سمات الإسلام، مشيرا إلى أن الخلل الذي نعاني منه في مجتمعنا الإسلامي لا يصلحه إلا التفاعل من خلال الحوار، بعيدا عن القهر وتأليب جانب على آخر، أن السلطة السياسية يجب أن تمثل دور الوازع الذي يقف عند تهيئة جو الحوار الهادف، الذي يحترم حريات جميع الفئات، حتى وإن كان يتحفظ عليها، وأنه لا يمكن أن نتخيل عدالة اجتماعية بدون استقلال فكري ومذهبي، مضيفا أنه لا بد من أدب في الحوار يُحترم فيه صاحب السلطة. وأضاف بليح أن "الأمم التي بنت حضارتها أوجدت أماكن مناسبة للمفكرين والمثقفين بالقرب من السلطة، واستفادت منهم في حركة النقد الهادف، فأصبحوا أعمدة لها وليس حربا عليها، مؤكدا أن الكبت الفكري لا يضر المفكر والمثقف فقط، بل سيضرب في عنق النظام بعد أن يستفحل خطره، فزبد النصائح التي تبذل للمجتمع والنظم إن لم تجد طريقها إلى النور ستجد طريقها إلى من يحملها في قالب عنيف ومفاجئ، فالفكرة المكبوتة قنبلة موقوتة، ومنهج الجدل والحوار الإسلامي قادر على احتواء جميع الصراعات والاختلافات، فقد احتوى هذا المنهج الصراعات مع الأديان الأخرى وانتصر واتسع، فكيف لا يتحمل الحوار بين المسلمين".