عقد مركز الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة بالتعاون مع إدارة البيئة والتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية ومركز البيئة والتنمية للاقليم العربى وأوروبا (سيدارى) مائدة حوار حول: "الإستدامة في أفق الربيع العربي" التي تنعقد بمناسبة مؤتمرالأممالمتحدة للتنمية المستدامة ( ريو +20) والتي شارك فيها وحضرها عدد من الأكاديمين والخبراء وممثلي المجتمع المدني والإعلام. وقالت الدكتورة خولة مطر مدير مركز الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة، في كلمتها أن اللقاء يأتي في الوقت الذي يستعد فيه العالم لموعد تاريخي هام جدا هو مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة "قمة ريو +20 " التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل في الفترة من 20 إلى 22 يونيو 2012 وتجمع قيادات العالم من قادة ورؤساء وزارات وسياسيين ومجتمع مدني ورجال أعمال وخبراء من أجل التقييم والتأسيس لتغير حقيقي في أجندة التنمية العالمية. وتحمل القمة رمزية كبرى تؤهلها لأن تمثل موعدا تاريخيا للبشرية لتقيم مدى نجاحها في السير على درب التنمية المستدامة وقدرتها على الحفاظ على امكانية العيش والتنمية علي كوكب الأرض. وأضافت مطر أن القمة تأتي بعد 40 سنة من عقد أول مؤتمر دولي حول قضية البيئة وحمايتها كأساس للتنمية وهو مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية البشرية الذي عقد في 5 يونيو 1972 والذي كرس أول اجماع دولي حول مسألة البيئة وضرورة حمايتها وتنميتها باعتبارها موردا مشتركا للبشرية، وتأتي أيضا بعد مرور 20 سنة علي قمة ريو الأولى عام 1992 التي اعتمدت فيها الأجندة 21 كخطة عمل دولية للتنمية المستدامة، وتأتي أيضا بعد 10 سنوات من قمة جوهانسبرج والتي كرست التنمية المستدامة وركائزها الثلاث الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما أنها تأتي قبل ثلاث سنوات من الموعد المحدد لاستكمال انجاز أهداف التنمية للألفية في وقت تشير فيه التقارير إلى أن العديد من الأهداف المرسومة لن يتم انجازها بصفة كاملة وإن جهدا إضافيا يجب أن يبل لاستكمال إنجاز أهداف التنمية للألفية، كما تأتي قمة ريو في ظل عجز دولي لايضع حدا لتهديدات تغير المناخ علي التنمية والبيئة ومازال العالم يعاني من تبعات أزمات الاقتصاد واطاقة والغذاء التي لم يتعافى منها الاقتصاد العالمي بعد. وأضافت مطر أنه علي الصعيد الاقليمي فإن المنطقة العربية تشهد بداية إعادة جديدة منذ استقلالها حيث شهدت دول الربيع العربي ثورات وانتفاضات أطاحت بأنظمة مستبدة ورغم إجماع العديد من الملاحظين على صعوبة التنبؤ الدقيق بنتائج الحراك الذي تشهده المنطقة العربية فإنهم يكادون يجمعون على أننا أمام مرحلة تغييير عميقة ستؤدي لإعادة تشكيل العقد الاجتماعي القائم ولإنتاج مشهد جديد للحوكمة ولعلاقة المواطن والدولة وهذا التغير سيكون له أثر كبير علي التنمية المستدامة. وقال الدكتور جمال الدين جاب الله الوزير المفوض ومدير ادارة البيئة والاسكان والتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية والذي تحدث عن: "التحضير العربي لمؤتمر ريو+20 " ان الجامعة العربية عقدت عدد من الاجتماعات التحضيرية ولا سيما الاجتماع التحضيري الاقليمي العربي لمؤتمر الأممالمتحدة للبيئة ريو +20 بالجامعة سبقها عدد من الفعاليات كلها تؤكد علي الالتزام السياسي بتحقيق التنمية المستدامة وما دعت إليه قمة الأممالمتحدة بأبعادها الثلاث الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، التأكيد علي مبادئ ريو وأهميتها لتحقيق التنمية المستدامة وعدم المساس بها ورفض أية محاولات لإعادة التفوض بشأنها وأن أية اتفاقات مستقبلية متعلقة بالتنمية المستدامة لابد أن تكون مبادئ ريو هي الأساس لها. وأكد جاب الله علي استمرار الدول العربية في تنفيذ استراتيجيات وخطط وبرامج التنمية المستدامة علي المستويين الوطني والاقليمي خاصة مبادرة التنمية المستدامة في المنطقة العربية وذلك بالبناء علي التقدم المحرز في تنفيذها ومواجهة التحديات وسد الثغرات وتحديثها بناء علي التغيرات الجديدة التي تشهدها المنطقة. وشدد على أحقية اتلدول العربية في تنويع مصادر الطاقة بمافي ذلك الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النووية في مجال الاستخدامات السلمية ، وكذلك التأكيد على توفير الخدمات الاساسية والبنية التحتية كامدادات المياه والصرف الصحي والتعليم نظرا للزيادة السكانية والتوسع الحضري غير المسبوق في الفترة الأخيرة مع ضرورة التوزيع العادل في الموارد والخدمات، كما طالب جاب الله بضرورة ادخال مفاهيم التنمية المستدامة في المناهج الدراسية والانشطة غير المنهجية من أجل خلق جيل واعي يحافظ علي الموارد الطبيعية واستداماتها.