نشر موقع شيكاغو تريبيون، اليوم الخميس، أنه في الإسكندرية في منطقة الشامية بمسجد التقوى من أكبر مساجد مصر، أخذ أمام المسجد يدافع عن فكره السلفي المتشدد وتأييده لعبد المنعم أبو الفتوح، المرشح الإسلامي الذي يصرح دائماً بأنه يحمل فكر إسلامي معتدل. وأشار لدفاعه عن أبو الفتوح قائلا "لا تنظر في تصريحاته لوسائل الإعلام فقط، فأبو الفتوح لديه كتابات تؤكد فهمه الشامل للإسلام ورغبته في تحقيق ذلك "، كما قال ياسر برهامي مؤسس الحركة السلفية في مصر، أثناء تواجده بتجمع جمهوري بالاسكندرية، وسجلت رسالته وبثت على موقع جماعة الإخوان المسلمين، من المتوقع أن يدخل أبو الفتوح في جولة الإعادة يونيه المقبل، ويعتبر ذلك علامة بارزة في مرحلة انتقالية مضطربة إلى أن الديمقراطية يمكن أن تجعلنا نرى انتخابات مصرية اسلامية للمرة الأولى لتحل محل الرئيس السابق حسني مبارك، الذي قمع دعاة الإسلام السياسي طوال حكمه لمدة 30 عاما، وفي عهده ظهرت الجماعات الإسلامية المسلحة المتطرفة في التسعينات، لافتاً إلى أن تأييد الدعوة السلفية وحزب النور لأبو الفتوح يعتبر تقويض لمحمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين المنافسين لحزب النور الآن. وشدد شيكاغو على أهمية دور أصوات السلفيين البالغة 3 ملايين، إضافة لمن تأثروا بالفكر السلفي من إجمالي 82 مليون مواطن مصري، في التأثير القوي على سير الانتخابات الرئاسية. واعتبر الموقع أن المنافسة في السباق الرئاسي أصبحت حامية الوطيس، بعد دخول عبد المنعم أبو الفتوح في السباق، وفقاً لاستطلاعات الرأي الأولوية، فيما يحتل عمرو موسى، وهو رئيس سابق لجامعة الدول العربية المرتبة الثانية. ولفت إلى أن دعم السلفيين لأبو الفتوح، يحسم مصيره وفرصته في الفوز بكرسي الرئاسة، فيما أعلن بعض السلفيين عن اتحادهم للتصويت لصالح محمد مرسي مرشح الإخوان أو لمرشحين اسلاميين آخرين . وأشار الموقع لشق شباب السلفيين عصا الطاعة لقيادتهم، قائلاً أن الشباب ليس لديهم صوت موحد، فالبعض يقول أنهم يتبعوا قرار الشيوخ والعض الآخر يقول بأنهم يفكروا ويقرروا من تلقاء أنفسهم ". ويعتبر التزام بعض السلفيين لتأييد أبو الفتوح إجباراً له على تطبيق الشريعة الإسلامية، ولكن الليبراليين يغازلون أبو الفتوح في التليفزيون والصحافة، فيما يغازلهم هو أيضاً بالإعلان المستمر عن تقديم التزالات. وقال شيكاغو تربيون أيضاً أن السلفيين أكدوا دعمهم لأبوالفتوح، وقالوا أنهم لن يدعموا مرسي مرشح الإخوان المسلمين، لأنهم لا يريدون أن تحتكر جماعة واحدة السلطة ونعود كما كنا أيام الرئيس السابق وهذا يوضح التنافس الطويل بين الإسلاميين ( السلفيين والإخوان ) والتي يعود تاريخها إلى السبعينيات . وذكر الموقع أن برهامي أضاف أيضاً أن سليم العوا المرشح الإسلامي، ربما كان ضمن خيارات السلفيين، لكنهم تراجعوا بعد ذلك لأن العوا ليس لديه القدرة كأبوالفتوح لإستقطاب مجموعة واسعة من الناخبين . وتابع أن تلك العملية الحسابية حدثت في المخيم السلفي، والذين امتنعوا لسنوات عن ممارسة السياسة، وكثيرا ما انتقدوا جماعة الاخوان المسلمين , التي تأسست قبل 84 عاماً , من أجل المساومة على المبادئ في السعي وراء النفوذ السياسي التي حملت جماعة الاخوان المسلمين من وطأة سياسات مبارك القمعية . وقال عادل سليمان، رئيس مركز القاهرة الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، تبين أن السلفيين لديهم القدرة والآلية لتحقيق أهداف سياسية في وقت قصير وأثبتوا ذلك في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة والتي صدم الكثير من المصريين بنتائجها عندما سيطر السلفيون على أكثر المقاعد بعد الإخوان، وتعتبر تلك القدرة والآلية الهائلة مرتبطة بشكل وثيق بخطباء المساجد ويتجاوز عددها 4 آلاف مسجد و108 ألف مسلم في مصر يترددون على دور العبادة . وأضاف أيضاً أن قرارات السلفيين السياسية يتم وزنها على نطاق ما هو مفيد وما هو ضار " وكتب عبد المنعم الشحات المتحدث بإسم الدعوة السلفيةعلى الموقع الإلكتروني معرباً عن "تحفظات" حول نهج أبو الفتوح , لكنه قال : " على الرغم من ذلك , ونحن نتفق على أن تطبيق (الشريعة) ينبغي أن تبدأ مع ما هو ممكن ." وذكر موقع شيكاغور تريبيون نيوز أيضاً أنه ليس كل السلفيين سينتخبون أبو الفتوح، وقال رئيس حزب النور عماد عبد الغفور أنه كان من الصعب إقناع كل السلفيين بدعم شخص بعينه . وجاء في الموقع أن المسؤولون بحزب النور السلفي، قالوا أن مصر في حاجة إلى رئيس لا يمثل فئة واحدة فقط كما كان في أيام مبارك لذلك ليس من مصلحة الشعب أن يسيطر الإخوان، فهم من تعهدوا في البداية بعدم تقديم مرشح إخواني حتى لا يعتقد المصريين أننا نسعى لإحتكار السلطة، لكن الجماعة بعد ذلك قامت بالدوران للخلف ونقضت وعودها. كما نشرت شيكاغو تربيون نيوز أن عمر عبد العزيز، والبالغ من العمر 24 عاما وهو عضو في حزب النور السلفي، قال أنه سيدعم مرسي مرشح الإخوان بغض النظر عن قرار حزب النور والسلفيين بدعم ابو الفتوح، لأنه غير مقتنع بقرار الحزب قائلا " الناس صوتوا لصالح حزب النور من اجل الدين ولا شئ غير ذلك " وأضاف " إذا فاز أبو الفتوح سيكون من العصور المظلمة على السلفيين وسوف يظهر الليبراليين بفكرهم مرة أخرى .