في الذكري ال17 علي مولده، هذا اليوم الأليم من عمره الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر، هاهو يمضي وهو بين يدي الله، بعد سنوات عديدة قضاها في عشق هذا الوطن والتضحية من أجله، هاتفاً أحياناً ومشاركا وناشطا سياسياً في أحيان أخري، رفقاءه لم ينسوا ذلك اليوم وقرروا الإحتفال بعيد ميلاده في المكان الذي كثيرا ما احتمي به ولجأ إليه من بطش العسكر وظلم الإخوان. جابر صلاح، الشهير ب"جيكا"، الضحية الأولي في حكم الاخوان، التي سقطت في اشتباكات الأمن مع المتظاهرين بعد تولي الرئيس محمد مرسي السلطة في يونيو الماضي، إثر تلقيه طلقا ناريا في العنق خلال احياء الذكري الأولي لأحداث محمد محمود الأمر الذي أدي إلي دخوله في غيبوبة تامة لعدة ساعات توفي بعدها ودماءه في رقبة الأخوان المسلمين والرئيس مرسي. وهو ما أكده الناشط السياسي باسم طارق، عضو حركة 6 أبريل الذي قال إن ذكري ميلاد صديقه ستكون ثورة ضد قاتليه في ميدان التحرير، ومن يطلب القصاص يقتل وسنظل نهاجم الكاذبون الاوغاد حتى القصاص علي حد قوله، مرددا كلماته الشهيرة قبل موته "أنا شهيد مش صوره على حيط ولا على حسابك شعار محطوط، أنا عشان تعيش بكرامة وتبقى انسان شوفت الموت". "صوتك حي فينا يا جيكا".. صرخة مدوية ومبادرة فنية علي جدران شارع الثورة والحرية، محمد محمود قام برسمها أصدقاءه ورفقاءه في ميادين التحرير عبر جرافيتي عريض بطول الشارع، تحية له وإهداءا إليه في يوم مولده الذي يتزامن مع أول جلسة من جلسات مجلس الشيوخ "الشوري سابقا" بعد انتقال سلطة التشريع إليه كاملة من الرئيس محمد مرسي. في هذا اليوم دعت حركة شباب 6 أبريل والعديد من نشطاء الثورة والقوي السياسية إلي تنظيم مسيرات بالملابس السوداء وسلاسل بشرية لإحياء الذكرى الأولي لميلاد "جيكا"، عضو الحركة مساء اليوم السبت بداية من ميدان عابدين، مقر مولده وحتي ميدان التحرير، مكان وفاته وسط أصدقاءه ورفقاء الثورة الذين خرجوا لإسقاط النظام، الفاسد والظالم الذي يتكرر اليوم بصورة غريبة.