قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن ما يجري في مصر من الأحداث حاليا "طبيعي جدا" بعد ثورة 25 يناير 2011، مشيرا إلى أن "المطالب المحقة تمر بمراحل صعبة وتكون هناك خلافات في الرؤى خلال هذه المرحلة الانتقالية". وتشهد مصر حاليا جدالا واسعا بشأن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي الخميس الماضي والذي اعتبرته قوى سياسية "انقلابا على الشرعية ويحول الرئيس إلى ديكتاتور"، فيما اعتبر مؤيدون للرئيس المصري بأنه "مؤقت وضروري لجلب الاستقرار للبلاد بصورة سريعة". وأضاف داود أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسى في الجزائر مساء اليوم الأحد أن "التعبير عن الآراء المختلفة امتحان للديمقراطية ونحن نقف بجانب ترسيخ الديمقراطية في مصر في هذه المرحلة الحساسة". وأعرب داود أوغلو عن أمنياته في أن "تمر هذه المرحلة بسلام وأن يتم التوصل إلى حل يتفق عليه جميع الأطراف". وحول الأزمة في مالي، قال وزير الخارجية التركي إن مالي "دولة استراتيجية مهمة جدا في الصحراء، وأن مدينة تمبكتو بشمال مالي تعد أيضا مركزا حضاريا وثقافيا تمام كالجزائر وإسطنبول". وشدد داود أوغلو على أن تركيا حريصة على وحدة مالي وعلى الثراء الثقافي لها، مشددا في الوقت نفسه على استعداد بلاده لتقديم ما لديها لحل الأزمة مع مالي بالتشاور مع الجزائر. وتتنازع حركتا تحرير أزواد وأنصار الدين النفوذ في شمال مالي مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد المنشقة عنه منذ أبريل، تاريخ سقوط شمال البلاد تحت سيطرة هذه المجموعات غداة انقلاب عسكري أطاح بالرئيس المالي توماني توري وانسحاب الجيش النظامي من الشمال. وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد وزير الخارجية التركي على أن موقف بلاده والجزائر واضح جدا فيما يتعلق بقضية فلسطين. وشدد على أن تركيا تقف بجاب الشعب الفلسطيني وتدعم حقه في إقامة دولته وعاصمتها القدس. وتطرق داود أوغلو أيضا إلى الأزمة السورية، وقال إن المشاروات مازالت متواصلة مع الجانب الجزائري حول تلك القضية. وأوضح أن "تركيا كانت واضحة جدا وكانت مع الثورات العربية منذ بدايتها في تونس ومصر وليبيا ونحن نقف بجوار المطالب المحقة للشعوب وقدمنا نصائح عديدة لبشار الأسد لاتباع أساليب سلمية للتعامل مع مطالب شعه لكنه للأسف لم يصغي لهذه النصائح". وحول العلاقات التركية الجزائرية، قال داود أوغلو "حان الوقت لتطوير علاقتنا بناء على القاسم المشترك العريق بين الجزائر وتركيا". وأضاف أن هناك "160 شركة تركية تنشط في الجزائر وتدير مشاريع بقيمة 3.5 مليار دولار"، معربا عن أمله في أن يزيد حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليار دولار قريبا خاصة عن طريق التعاون في مجالي النقل الجوي والبحري. وتابع: "نريد من تلك الزيارة أن نطلق رسالة للعالم بأن الجزائر دولة صديقة ولا حدود للتعاون السياسي بيننا"، مشيرا إلى أنه اتفق مع نظيره الجزائري لتعزيز الاتصالات السياسية بين البلدين إلى مستوى رفيع في الفترة القادمة. وأجرى وزير الخارجية التركي مباحثات مغلقة مع نظيره الجزائري اليوم الأحد في العاصمة الجزائر. وكان داود أوغلو، قد وصل عصر اليوم إلى العاصمة الجزائرية، في زيارة رسمية تستغرق يومين بدعوة من نظيره الجزائري، لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين، وتطورات القضايا الدولية والإقليمية. ومن غير المؤكد ما إذا كان وزير الخارجية التركي سيلتقي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة