أصدرت مؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان، تقريرها المبدئى لبعثة تقصى حقائق أوفدتها المؤسسة إلى موقع حادث قطار أسيوط بأتوبيس أطفال مدرسة دار حراء بمنفلوط صباح اليوم، والتى تعد أول بعثة للمجتمع المدنى تصل لموقع الحادث. وطالبت المؤسسة - فى تقريرها - بضرورة فتح ملف الإهمال فى هيئة السكك الحديدية بعد تكرر وقوع الحوادث خلال الفترة الأخيرة، وزيادة المخصصات المالية لأعمال التجديد والصيانة للاشارات الكهربائية والتراسل بين القطارات وغرف التشغيل، وإنشاء بوابات أتوماتيكية للمزلقانات. كما طالبت المؤسسة بإحالة كافة المتسببين عن الحادث للنيابة للتحقيق معهم، ورأت ضرورة إعلان الحداد الرسمى فى الدولة على فقد ال 50 طفلا لحياتهم نتيجة للاهمال وللتضامن مع أسرهم واعتبار هذا اليوم من الأيام الحزينة والمؤلمة التى تمر بها مصر. وأكد المدير التنفيذى للمؤسسة يوسف عبدالخالق أن بعثة تقصى الحقائق تشكلت من عدد من الشباب والحقوقيين المتطوعين فى العمل مع المؤسسة من محافظة أسيوط ووصلت فى العاشرة صباحا، بعد وقوع الحادث بساعتين، وقامت برصد وثوثيق الحادث وشهادات وروايات الشهود التى تضمنت وصف الحادث وعدد الضحايا ونوع سيارة المدرسة والإدارة التابعة لها وسماع شهادة الشهود الذين رأوا الحادثة أثناء وقوعها وكذلك المستشفيات التى نقل إليها المصابون والمشرحة. ووصف التقرير حالة المنطقة التى شهدت الحادثة وتناثر أشلاء الضحايا وبعثرت كتب وكراسات التلاميذ وملابسهم المدرسية وتحطم الأتوبيس بالكامل وانتشار دماء الأطفال على مقدمة القطار ووجود جثث وأشلاء الأطفال تحت العربة الأولى والثانية للقطار. كما رصد التقرير قيام أهالى قرية المندرة بالإسراع لمكان وقوع الحادث وحاولوا بكافة الطرق انتشال جثث الأطفال من أسفل القطار الذين كانوا قد فارقوا الحياة على الفور وتجمهر أولياء أمور الطلاب عند موقع الحادث بمزلقان قرية المندرة للبحث عن جثث ذويهم. وسجل التقرير رفض أهالى الضحايا سحب أتوبيس الأطفال من أسفل جرار القطار، ومنعوا مسئولى هيئة السكك الحديدية من التدخل، لسحب الأتوبيس والجرار حتى تصل النيابة العامة لموقع الحادث وتقوم بتصويره خوفا من إفلات هيئة السكك الحديدية من تحمل مسئولية الحادث. كما رصد المواقف الشجاعة لأهالى المنطقة وسرعة مبادرتهم بالتبرع بالدم وحملوا الجثث والأشلاء فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة الأطفال وتخصيص القوات المسلحة طائرة لنقل المصابين، للعلاج بالمستشفيات خارج أسيوط. وذكر التقرير أن شهود العيان ذكروا بيانات متباينة حول الحادث حيث ذكر عدد منهم أن سائق أتوبيس المدرسة قام بعبور المزلقان لكنه فوجىء بقدم القطار بسرعة مسرعة فى غير توقيته، بينما ذكر آخرون أن الأتوبيس إندفع على المزلقان رغم قدوم القطار. وضم تقرير المؤسسة أسماء القائمة الأولية لضحايا الحادث حيث تضمن 8 تلميذات و35 تلميذا بالإضافة لاسم سائق القطار علي حسين علي. وعلى جانب آخر، تقدمت المؤسسة بخالص عزائها لأسر الأطفال ضحايا الحادث وأعلنت شعورها بالألم لفقدان هذه البراعم البرئية لحياتها فى هذا الحادث الأليم البشع، متمنين لذويهم كل الصبر وللأمهات القدرة على صدمة فراقهم.