صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب حلمى سالم ناقدأ ومحاوراً الذى أعد الشاعر شعبان يوسف، والذى يلقى الضوء فى هذا الكتاب على جانب مختلف من شخصيه الشاعر حلمى سالم الذى رحل عن عالمنا فى يوليو الماضى، بوصفه محاوراً وناقداً أدبياً أيضاً، حيث يتضمن الكتاب مقالات له حول علاقه الشعر بالواقع ومنها "شكل الشعر"، "شكل المجتمع"، "شعراء السبعينيات فى مصر: المرجع الإجتماعى والثقافى"، "الحضور الشرعى والحضور الشعرى"، "نقد العقل الميكانيكى". كما يتضمن الكتاب حوارات أجراها الراحل مع كل من الشيخ إمام ومحمود أمين العالم ود. شكرى عياد والناقد اللبنانى محمد دكروب. وفى مقدمه الكتاب أكد الشاعر شعبان يوسف أن الذى يعرف حلمى سالم عن قرب سيعرف أنه لم يك مووباً فى كتابه الشعر فقط، ولا بتطوره والمغامره بتجاربه المثيره فحسب، ولكنه سيكتشف أن حلمى كان مشغولاً طوال الوقت بمحاوله تأسيس قاعده نظريه للإبداع عومماً، وللإبداع الشعرى خصوصاً، ورغم أن حلمى إرتبط بالعمل السياسى مبكراً وإنخراط فى صفوف التنظيم الطليعى فى أواخر الستينيات، إلا أن ذلك لأمر لم يعفه عن التمرد الشعرى والفكرى والنقدى. وأضاف يوسف قائلاً "إن قراءه حلمى سالم الشاعر والناقد والسياسى والمتأمل مثير للجدل، فهو ينجذب بشكل جارف للخطه التى يحياها، وتأثير اللحظه على ما كتبه من كتابات نقديه وصحافيه وشعريه واضح جداً، فكتاباته غنيه جداً، والواقع الثقافى نفسه كان يباغته بمواقف متعدده ومختلفه، وأظن أن موقفه السياسى كان وسيطاً فلم يكن حاداً إلى درجه الخصومه. وإن كان رافضاً لفكره "التوافق الدينى" مما جعل له بعض الخصومات من الذين حاولوا النيل منه عندما نشرت له مجله إبداع قصيره "شرفه ليلى مراد" ووقفوا عندها، وحاربوه بها، مستخدمين لدين فى قتاله، وحاولوا إختصاره فى هذه القصيده، وحبسه فى جدرانها، لكن الشاعر لا يستطيع أحد أن يحبس أفكاره.