ادخل اغتيال القائد في المخابرات العسكرية اللبنانية وسام الحسن أثر انفجار سيارته الملغومة وسط العاصمة بيروت، لبنان إلى منعطف جديد في الوقت الذي انتهزت فيه المعارضة الفرصة للتنديد بمساوئ الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي والتي قدمت استقالتها على إثر تلك الاحتجاجات، ولكن الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان رفض تلك الاستقالة مما أثار سخطا عارما لدى المعارضة في بيروت وضواحيها. ويؤكد حسن القشاوي، الباحث في الشئون العربية، أن هناك حالة من الاحتقان السياسي في لبنان، مرتبط بالأحوال السياسية بين حزب الله اللبناني وجماعات السنة خاصة بعد مقتل الحريري، وبعد مقتل وسام الحسن بنفس الطريقة التي قتل بها الحريري، موضحا أنه منذ فترة بسيطة لم يكن للشيعة اللبنانيين قيادة دينية محددة ولكن الآن أصبح لهم قيادة حقيقية وحلفاء خاصة بعد المعاونة الجادة التي يلقونها من النظام السوري. يضيف القشاوي في اتصاله مع "الوادي" أن ما يحدث هو حالة احتقان وشعور بالإهانة من الفترة الماضية بعد اقتحام الجماعات الشيعية المسلحة لبيروت وتدمير مكتب تيار المستقبل في منطقة النويري في بيروتالغربية والتي يشكل السنة أغلبية سكانها. وأوضحت التحقيقات أن جماعات شيعية تابعة لحركة أمل أطلقت عدة قذائف صاروخية في اتجاه مكتب تيار المستقبل مما يوضح تورط الشيعة في ذلك الهجوم، بحسب ما يقول القشاوي. ويضيف القشاوي، وهو كاتب صحفي في وكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه من غير المتوقع زيادة الاحتجاجات من المعارضة اللبنانية بعد مقتل وسام الحسن أكثر من ذلك نظرا لمحاولة النظام السوري تصدير الأزمة إلى الدول المحيطة، وخاصة لبنان نظرا للأغلبية الشيعية المناصرة له، موضحا أن زيادة الأزمة في المنطقة العربية وخاصة الدول المجاورة للنظام السوري تعد في صالح النظام الأسدي. ويشير القشاوي إلى أن هناك ارتباطا كبيرا بين ما يحدث في سوريا وبين ما يحدث في المجتمع اللبناني خاصة وأن الشيعة الذين ينتمي إليهم بشار الأسد أغلبيتهم في لبنان، مشيرا إلى أن هؤلاء الشيعة هم جزء أصيل من الشعب اللبناني وهم في نفس الوقت متعاونين مع النظام السوري. وردا عن سؤال حول ما إذا كان حزب الله وراء مقتل الحسن يعتقد القشاوي ألا يكون حزب الله بهذه السذاجة حتى يتورط في مقتل أحد مناهضي النظام السوري خاصة وأن الشيعة لهم نظامهم ورجالهم. ويصف القشاوي نظام حزب الله ب "عالم الجريمة" والتي تعتبر شبكة تهريب بين سوريا ولبنان لتهريب السلاح وشبكات أخرى لتهريب السلع والمخدرات وغيرها، بمساعدة أدوات النظام السوري وهم مثل الشبيحة الذين انتشروا في مصر عقب الثورة المصرية، كما أن النظام السوري إن أراد أن يغتال أحدا فهو لا يحتاج لمساعدة حزب الله اللبناني في أعماله ولا يمكن أن يتورط حزب الله في هذه الفعلة. ويؤكد الباحث في الشئون العربية أن لبنان يوجدهناك في لبنان توازن قوى بين الطوائف الموجودة ولكن أصبح الآن حزب الله اللبناني متفوق على كل الطوائف وأصبحت الطائفة المسيحية على هامش الطوائف الموجودة. ويستطرد القشاوي في حديثه ل "الوادي" بقوله: "حزب الله الشيعي يسيطر على مقاليد الأمور في لبنان بقوته العسكرية خاصة بعد أن هزم الجيش الإسرائيلي في لبنان عام 2006، مؤكدا أن السنة بطبيعتهم لا يميلون للعنف وهم عنصر ضامن في وقف تفجير الأوضاع في لبنان، بمعنى أنهم على استعداد أن يسلحوا أنفسهم ويستخدموا الاتجاه السلفي كذراع عسكري لهم، مؤكدا أن التركيبة اللبنانية قابلة للحرب الأهلية". ويلمح القشاوي إلى أن هناك تصورا شيعيا عسكريا يجعل اللبنانيين يفكرون ألف مرة قبل اندلاع أي مواجهات أو زيادة حدة الاحتجاجات من المعارضة، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في أن المشاعر السنية يمكن أن تخرج عن السيطرة في أي وقت للرد على الشيعة، فضلا عن أن حكومة نجيب ميقاتي وإن قدمت استقالتها إلا أن الرئيس اللبناني لم يقبل الاستقالة وأبقى عليها، وهو ما يجعل سقوط حكومة ميقاتي متوقف على إرادة حزب الله وليس غيره.