نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا حول زيارة الرئيس محمد مرسي إلى شمال سيناء أمس الجمعة. وسلطت الضوء على تعهد نرسي بتخفيف الحملات الأمنية المشددة على شبه جزيرة سيناء المضطربة, وعدم ملاحقة مئات الفارين من المنطقة التي يغيب عنها القانون والتي شهدت موجة من الهجمات والاشتباكات عبر الحدود مع إسرائيل. ونوهت الصحيفة إلى أن تصريحات مرسي جاءت خلال زيارته إلى مدينة العريش في شمال سيناء, حيث صلى في المسجد الرئيس بالمدينة, ثم التقى بزعماء القبائل ورجال من التيار السلفي, كما اجتمع بالأسر المسيحية التي تردد أنها أجبرت مؤخرا على ترك منازلها في المنطقة بعد تلقيهم تهديدات بالقتل من جهاديين. وألمحت "واشنطن بوست" إلى حالة الاستنفار الأمني والتأهب القصوى لقوات الأمن التي انتشرت على مداخل ومخارج المدينة أثناء إلقاء مرسي لكلمته, التي أكد فيها لمشايخ القبائل أن "أبناء سيناء" لن تتم ملاحقتهم وان القضاء سيعيد النظر في الكثير من القضايا في المنطقة. وقالت الصحيفة أنه من المتوقع زيادة عدد العمليات التي يقوم بها مسلحون متطرفون في أماكن متفرقة من سيناء منذ العام الماضي بسبب الاضطرابات السياسية التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الاستبدادي حسني مبارك. وأرجعت "واشنطن بوست" زيادة الهجمات المسلحة إلى الفراغ الأمني في أعقاب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك, وتهريب الكثير من الأسلحة الثقيلة من ليبيا إلى سيناء عبر الصحراء التي تربط الحدود المصرية بقطاع غزة وإسرائيل. وقالت الصحيفة أنه تم إهمال أهل سيناء من البدو لفترة طويلة تحت حكم مبارك, وكان هناك تمييزا ضدهم, مما جعل المنطقة بؤرة للسلاح والمخدرات والاتجار في البشر , كما تعيش المدن والبلدات التي تقع على الحدود مع غزة وإسرائيل على التهريب عبر الحدود والنفاق تحت الأرض. وذكرت الصحيفة أن نظام مبارك كثيرا ما احتجز مئات الشباب من سيناء, دون توجيه اتهامات لهم ثم محاكمتهم أمام القضاء العسكري, وإصدار أحكام قاسية وسريعة. و ألمحت الصحيفة إلى أن مرسي الذي ينحدر من جماعة الإخوان المسلمين – التي تم اعتقال أعضائها ومحاكمتهم بشكل روتيني في عهد مبارك- يسعى إلى تغيير الصورة الذهنية للحملات الأمنية والتعذيب على أيدي رجال الشرطة وسوء المعاملة من قبل السلطات, ومع ذلك فإنه أطلق عمليات عسكرية لضبط مرتكبي هجوم شهر أغسطس. ونقلت "واشنطن بوست" عن مرسي أمس قوله أنه تم اتخاذ القرار بإعادة النظر في تلك الحالات سيناء الذين حوكموا غيابيا, إلى جانب تلميحه إلى أنه من الممكن تخفيف أو التنازل عن أحكام الإعدام التي صدرت ضد 14 عضوا من جماعة متطرفة في سيناء, مشيرا إلى أنه لم يوقع إلا على حكم واحد بالإعدام منذ توليه السلطة. وذكرت الصحيفة أن ال14 متطرفا تم اتهامهم بمهاجمة مركز شرطة العريش الرئيسي وبنك قريب منه في يونيو الماضي , مما أسفر عن مقتل شخص مدني وعدد من ضباط الجيش والشرطة. وأضافت الصحيفة أنه ثبت إدانة تلك الجماعة بتفجير مركز شرطة العريش وتحطيم تماثيل للرئيس الأسبق محمد أنور السادات . وأشارت الصحيفة إلى قيام مرسي منذ انتخابه رئيسا لمصر في يونيو الماضي بإصدار الأوامر بالإفراج عن العشرات من كبار قادة المقاومة الإسلامية الذين حكم عليهم بالسجن مدي الحياة أو بالإعدام في قضايا تتعلق بالإرهاب بمن فيهم من حاولوا اغتيال مبارك. وكشفت "واشنطن بوست" عن تشكيك بعض رجال الدين الذين التقوا بمرسي في سيناء في مدي التزام الرئيس بوعوده, حيث نقلت عن أبو فيصل, أحد القيادات الإسلامية في المنطقة, قوله " إن الرئيس قد قطع وعودا بالكثير الآن ومن قبل , وحتى الآن لم نر شيئا."