بعد حل مجلس الشعب السابق الذى توزعت أغلب مقاعده بين جماعة الإخوان والتيار السلفي ممثلين في حزبى الحرية والعدالة والنور، يسيطر الترقب على الجميع فيما يتعلق باتجاه الحزبين في الانتخابات التشريعية القادمة؟، وهل سيتم إستغلال الدين كنوع من الدعاية الانتخابية كما فعلوا من قبل ووسيلة للوصول الى عقل المواطن المصرى البسيط؟ وماذا ستقدم القوي والتيارات الليبرالية علي الساحة السياسية لمواجهة تلك الظاهرة؟ تساؤلات عديدة طرحتها "الوادي" على القوي السياسية والثورية للوقوف على آليات الدعاية الانتخابية خلال الإنتخابات البرلمانية التي سيتم الإعداد لها بعد وضع الدستور الجديد. بداية اشار د. أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، الى وجود احزاب سياسية إسلامية كثيرة تلجأ الى استغلال الدين كنوع من الدعاية الانتخابية، مؤكدا أن ما حدث فى الانتخابات التشريعية السابقة لن يتكرر فى الانتخابات المقبلة واذا تكرر استخدام الدين واستغلاله فى الانتخابات المقبلة فإن الاحزاب السياسية لن تقف مكتوفة الايدى، بل ستتحرك وسيكون لها موقف صارم تجاه هذه الاحداث. ونفى د. محمد حبيب، النائب الأسبق للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين لجوء الاحزاب والقوى السياسة ذات المرجعية الإسلامية لإستخدام الدين فى الانتخابات القادمة، لافتا إلى أن ذلك سيتوقف على مدى الاقتراب من الجماهير والاعتماد على الشباب والاقتراب من الشارع والناس. وقال "يكفى ايضاً ان المواطن المصرى صار منشغلا بمشاكل وهموم البلاد والارتفاع الجنونى للأسعار وزيادة البطالة وانتشارها وعلى كلا الطرفين من الاحزاب الليبرالية والاشتراكية والقومية والاحزاب السياسية الإسلامية التوقف عن الصراخ عبر قنوات وبرامج التوك شو." فيما ذكر د. مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن هناك بعض الاحزاب والقوى السياسية ستقوم بأستخدام الدين كوسيلة للدعاية الانتخابية القادمة، كحزبى الحرية والعدالة والنور السلفى. واضاف " السيد " أنه ربما ستكون الانتخابات القادمة شبيهة بالانتخابات السابقة ولكن بأثر اقل، فالاحزاب السياسية الإسلامية متمسكة بقضايا الدين والحفاظ علي الهوية الدينية، مشيراً الى ان الاحزاب والقوى السياسية الاخرى لم تحدد بعد استراتيجيتها وبرامجها السياسية الانتخابية وسوف تؤكد القوى الاشتراكية والليبراليية والقومية على فشل حزب الحرية والعدالة فى إدارة شئون البلاد ولكنها لن تقتصر على الرد لإستخدام دعاية انتخابية دينية، بل سترد بأقصى ما لديها على هذا السلوك. فيما يرى د. مصطفى علوى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الامر يتوقف على البرنامج السياسى لكل حزب وإذا كان لديه برنامج دينى سيستخدم الدين كنوع من الدعاية الانتخابية، خاصة أنه إذا كانت أحزاب سياسية ذو مرجعية إسلامية. وفي المقابل فإن الاحزاب الليبرالية والقومية والاشتراكية، تنتقد توظيف المرجعية الدينية فى الدعاية الانتخابية، ولذلك فعلى هذه الأحزاب الاندماج مع بعضها البعض لمواجهة الاحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية من استغلال الدين فى الانتخابات المقبلة . ومن جانبه أكد الناشط السياسي أحمد دومة، عضو ائتلاف شباب الثورة، ان هناك مجموعة من القوى والاحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية ستلجأ الى استخدام الدين فى الانتخابات المقبلة، للنصب والاستيلاء على عقول الشعب المصرى وعلى راسهم القوى والاحزاب الاسلامية مثل حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفى والجماعات الاسلامية. وأضاف دومة أن محاولات خداع المصريين من قبل القوى والاحزاب الاسلامية بإستخدام الشعارات الدينية للسطو على عقولهم شئ قديم جديد، كان وما يزال قائما، وكان من المفترض بعد ثورة 25 يناير ان يكون الشعب المصرى أعقل من أن يخدع مرة اخرى من التيار الإسلامى. كما حذر "دومة" من وقوع المصريين فى فخ الشعارات الدينية أو محاولات التأثير عليهم بإسم الدين البرئ من أفعال تلك الجماعات الاسلامية واستغلال الدين بهذه الطريقة الرخيصة، مطالبا القوى المدنية ان تقاوم ذلك الشعار الديني بسلاح السياسة الذى يحترم عقول المصريين بتوجهاتهم وبرامجهم الانتخابية، كما ان هناك رفض تام لتلك الاحزاب لوجودهم على الساحة.