كتب - محمد سليمان وهشام السيوفي نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرا زعمت فيه أن الأمن في سيناء منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع مبارك أصبح هشاً كما بات التواجد الشرطي ضعيفا، مما سمح بامتلاك البدو كميات كبيرة من الأسلحة، حيث باتت تلك المنطقة مضطربة يشكو فيها البدو من الإهمال الحكومي، خاصة وأن بها عدد من القرى السياحية والمنتجعات والفنادق إلا أن البدو يرون أن هذا بلا فائدة. كما كتبت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن 85% من المتسللين هم من السودان وإريتريا، وفي تقرير مطول حولهم قالت الصحيفة إن المتسللين من مصر عبر الحدود وصل عددهم إلي 43 ألفا، والشهر الماضي دخل ما يقارب من 26 ألف أفريقي إلي إسرائيل، وقد ازدهرت هذه التجارة بالنسبة للبدو في سيناء الذين يقدمون هذه الخدمة مقابل 2.500 دولار للفرد وهذا ما دفع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد يواف مردخان للإدلاء بتصريحات أن ايلات لا زالت تواجه التهديد الإرهابي من شبه جزيرة سيناء ولهذا تشرع إسرائيل في بناء السياج الحدودي مع مصر، معتقدا أن سكان ايلات لا يمكن أن يستريحوا في هذا الوقت حيث تحولت سيناء إلي منطقة مريحة لإقامة البنية التحتية للإرهاب. كما زعمت إذاعة "ريشت بيت "الإسرائيلية أن هناك تنامي في ظاهرة تهريب السلاح إلى سيناء عبر الحدود المصرية الليبية، وقالت الإذاعة نقلا عن مسئول سابق في المخابرات المصرية إن عناصر من حركة المقاومة الإسلامية حماس يعملون على تهريب كميات كبيرة من صواريخ أرض جو إلى سيناء بعدما قاموا بشرائها من تجار السلاح في ليبيا. وعلي صعيد آخر، زعمت دراسة نشرها موقع جيروزاليم بوست الاسرائيلي، أن سيناء تحولت إلى برميل بارود من عدم الاستقرار، وقاعدة محتمله للإرهاب، ومصدرا للتوتر بين مصر واسرائيل، وذكرت الدراسه، أن التطورات في شبه جزيرة سيناء عملت علي كسر السلام الهش بين البلدين "مصر وإسرائيل" خاصة بعد رحيل مبارك من مطالبات بإلغاء أو تعديل معاهدة السلام بين القدسوالقاهرة. وشهدت الأوضاع تلاشي السيطره على سيناء في أعقاب ثورة يناير، والإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في فبراير، ولهذا فإن سيناء تحولت إلى منطقة ذات حكم ذاتي متزايد، وشهدت زيادة في تهريب الأسلحة وتصاعد التطرف الإسلامي، وهو مزيج متقلب مشيرا إلى مهاجمة خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر سيناء إلى إسرائيل 10 مرات في العام الماضي. هذا وقد رصد تقرير ذكرته الدراسة صدر عن معهد واشنطن أكد علي ارتفاع أداء القوي الإسلامية مستشهدها بالانتخابات البرلمانية المصرية وهذا مقلق بالنسبة لإسرائيل، خاصة في ظل وجود علاقة بين التيار الإسلامي في مصر بحكومة حماس، علاوة علي تمكين الميليشيات في سيناء من العمل بحرية. وتقول الدراسة، إن هناك حلا سريعا، يمكن أن يحسن الأوضاع في سيناء، ويوفر عددا من التوصيات للمساعدة في إبطاء تدهور الأمن فيها، مثل نشر الجيش المصري على الحدود، وتشديد التنسيق بين مصر وإسرائيل، كما يمكن للولايات المتحدة أن تعزز من جاهزية القوات الدولية لحفظ السلام في شبه الجزيرة. هذا بالاضافة إلي تصريحات إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، أن الوضع في شبه جزيرة سيناء لديه القدرة على إحداث تغيير كبير في أمن إسرائيل حسب التفاضل والتكامل خاصة وأنه "منذ توقيع اتفاق السلام مع مصر منذ أكثر من 30 عاما كانت عملية السلام باردة، إلا أنه الآن فإن صناع السياسة في إسرائيل يحتاجون إلى حساب لمسرح جديد يمكنه زعزعة الاستقرار في الجنوب لأنها تنظر في التهديدات الإقليمية"، خاصة وأن هناك نمو مثير للقلق في مستوي العلاقات بين تنظيم القاعدة وهو على صلة بالمجموعات في سيناء، بما فيها تلك التي أعلنت مسئوليتها عن عدة هجمات من خطوط الأنابيب قبل قطع القاهرة الغاز عن تل ابيب، وأيضا هجوم أغسطس الذي أودى بحياة ثمانية إسرائيليين بالقرب من إيلات. وأوضحت الدراسة، أنه من السابق لآوانه القول ما إذا كانت سيناء ستخرج كواجهة حقيقية في حرب تنظيم القاعدة ضد الغرب، فمن الواضح بالفعل أن شبكة بن لادن تعمل على استغلال الفراغ في سيناء وإذا ما نجحت فإن ذلك سيشكل خطوة عملاقة إلى الوراء بالنسبة للاستقرار في الشرق الأوسط، وعلى التقدم الذي أحرزناه في الحرب على الإرهاب".