كوبري قصر النيل الذي كان نزهة رائعة للعديد من الأسر والعائلات، إلا أنه أصبح الأن مخبأ سري للشباب أصحاب المزاج و"الضريبة"، وهو ما يعد انعكاس لانتشار العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية والتي كانت أحد مظاهر البلاد في فترة ما بعد الثورة. أحمد حمص - بائع مشروبات على الكوبري - يقول أن عهد مبارك كان أفضل كثيراً، حيث كان هناك أمن ورقابة بشكل أكبر من الأن، فالأن أصبح الشغل يسير ولكن بشكل غير شرعي، هذا إلى جانب المظاهرات والإعتصامات التي تحدث من حين لأخر وتقوم بقلب الكوبري رأساً على عقب، فنتضرر كما يتضرر سكان المنطقة وربما يكون الضرر الواقع علينا أكبر بكثير. وأكد "حمص" أنه قبل الثورة كانت تلك المتنزهات ليست إلا للعائلات، أو لشخص وخطيبته، أما وجود الشباب التي تتعاطى المخدرات بأنواعها كان تقريبا غير موجود، بل كان يكاد معدوماً، أما الأن فقد أصبح هناك إضطرار من قبل الباعة أن يقوموا بتقسيم "القاعدة" نصفين، أحدهما للعائلات والأخر للشباب منعاً لحدوث أي نوع من أنواع المشاكل وهذا نظراً لعدم تحكم هؤلاء الشباب بتصرفاتهم بمجرد تجرعهم تلك الجرع من المواد المخدرة التي يتعاطونها. وأشار أنه بالنسبة للأمن، فقد كان في عهد "مبارك" رجل الأمن يأتي للتفتيش بشكل منتظم، وفي حين إكتشافه شخص يقوم بتعاطي تلك المواد المخدرة، يقوم بضربه وأخذ تلك المادة المخدرة منه ومصادرتها، ويقوم بوضعه في قسم الشرطة إلى أن تتم الإجراءات القضائية التي تتم في مثل تلك المواقف، أما الأن فلا يقوم رجل الشرطة إلا بأخذ تلك المادة منه ثم تنبيهه لعدم فعل تلك الفعلة المشينة مرة أخرى وإلا سيجازى، ولكن ولا حياة لمن تنادي، وسيظل الوضع هكذا لو لم يجد هؤلاء المخالفين الردع اللازم. كما أشار إلى أنه بسبب توافد عدد كبير من "الضريبة" أصبح الباعة الجائلين يقومون ببيع ورق البفرة وكأنه "شيبسي أو بسكوت"، على عكس الوضع قبل الثورة. هذا وقد أضافت إحدى الفتيات التي رفضت أن تصرح بإسمها أنها تقوم بالرقص في المراكب المستأجرة، فبعد أن تتحرك المركب، تقوم بالرقص لإستفزاز الشباب والفتيات للرقص، وفي حين عدم توافد الزوار للمركب، تقوم بالرقص قبل تحرك المركب لجذب الشباب والفتيات للركوب، وهذا نظراً لقلة توافد العائلات والأزواج، فأصبح التركيز الأهم على الشباب "أصحاب المزاج العالي". وترى تلك الفتاة أنها أفضل كثيراً من الفتيات اللواتي يقفن في الشوارع "عشان يلقطوا رزقهم"، فعلى الأقل لا يقوم أحد بلمس جسدي. كما أكدت أن أعمار الفتيات اللواتي يختارهن للرقص تتراوح بين 18 عام و 22 عام، كما تتراوح أجرتهم بين 50 جنيهاً و80 جنيهاً، وهذا يكون حسب عمر الفتاة وجمالها وقدرتها على الرقص.