شن وجدى غنيم الداعية السلفي هجومًا ضاريًا من خلال حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على الفنانات واصفهن بالعاهرات، الداعرات، الفاجرات، وأيضا عاب على الرئيس محمد مرسى أنه ألتقى بالفنانين والمثقفين قائلا "أيها الرئيس لست من المريخ حتى لا تعلم ما هي الأفلام والعهر الذى يقدم تحت اسم الفن" و"لم اخترك لتكون رئيساً للدولة المدنية كما قلت، بل لأنك رجل مسلم حافظ لكتاب الله وشعارك الإسلام هو الحل". حول تلك التصريحات التي تجيء ضمن سلسلة من حملة موجهة ضد الثقافة والفن، رصدنا الاراء الاتية: د.مصطفى علوى، أستاذ العلوم السياسية، يؤكد أن صعود التيارات الاسلامية أكبر تهديد لحرية الفكر والإبداع والثقافة المصرية، وهو ضرر لا يقع على الفنانين وحدهم بل على مصر بأكملها. واستطرد "علوي" قائلا: لاشك أن الحياة ستكون كئيبة بدون الفن المصرى والابداع، وأن الفن لا يدعوا إلى الكراهية بل يناقش قضايا إجتماعيه تعيشها مصر، وما يقدمه لا يتعارض مع القيم الاجتماعية. وأشار إلى أن ما قام به "غنيم" هو "بمنتهى البساطة يتناقض مع كل ما ينص عليه الدستور المصري من حرية الإبداع والتفكير وأيضا الوثيقه العالمية لحقوق الإنسان التى وقعت عليها مصر، وأيضا مع تعاليم الدين الاسلامى". أما إبراهيم الحسينى، الكاتب المسرحي ، فيشير إلى أن تقييم الفن يأتى من قبل النقاد والصحفيين المتخصصين في مجال الفن لا من الشيوخ. وتساءل "الحسينى" هل مكانة الشيخ هو السب في الفنانات ووصفهم بالفاجرات، هل هذا ما نحتاجه في بناء البنية الأساسية في مصر بعد سقوط نظام دام 30 عاما ،نحن لا نحتاج الى التفاصيل المهمشة في فيلم معين بل ننظر إلى المضمون وهدف العمل الفني في توصيل الرسالة، وخير دليل فيلم"رابعة العدوية" فى بداياته حمل مشاهداً مثيرة وفي نهايته دعوة إلى حب الله ،لذلك علينا الحديث عن المضمون المجمل للعمل الفني، هل يهدف إلى توصيل رسالة هدفها مناقشة فكرة تصلح لبناء مجتمع راقى أم لا. وأعرب "الحسيني" عن إعجابه بالفن الراقى، وعدد المسلمين الذين دخلوا الى الاسلام فى مختلف انحاء العالم لمشاهدتهم فيلم "الرساله" لمصطفى عقاد أكثر ممن دخلوا على أيدي "وجدى غنيم" و"خالد عبدالله"، كما تعجب"الحسينى"من ترك الشيوخ المسجد والدعوة للاصلاح وتوصيل الرسالة الدينية الصالحة واتجاههم ناحية السب والوصف البذيء للأشخاص. كما توقع د.يسري الغرباوي الخبير السياسي، أن الحرب القائمة الان بين التيارات الاسلامية والفنانين، من ضمنها حملة الفنانة ألهام شاهين وصولا إلى ما قاله "غنيم"، أيضا يعود إلى أن مصر تعيش الآن مرحلة فارقة في تاريخها السياسي، وهناك من الفن ما يتعارض مع عادات وتقاليد المجتمع المصري في ظل النظام السابق. ويؤكد محمد أبوطالب، محلل سياسي، أن لقاء الرئيس محمد مرسي بأهل الفن والابداع هو تصرف سليم بالفعل، لأنه رئيس لكل مصر ليس لطائفة او حزب معين، لتحقيق النهضة في مصر وهناك من الفن الهابط والراقي، ليس من حق "غنيم" أن يعيب على تصرف الرئيس "محمد مرسي". وأضاف "أبوطالب" لا يستطيع أن يفرض رأيه على مجتمع بأكمله ويسب الفن أيا كانت توجهاته ووظيفته في مصر، والشيخ وجدي استخدم أساليب جارحة، والدين الاسلامي يدعو إلى التسامح "وادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". أما د.قدري سعيد، رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فيقول: علينا أن نتعود على الكثير من تلك الهجمات خاصة فى المواضيع التي تخص الفن والثقافة، وكل طرف منهم سواء وجدى غنيم أو ما يرد عليه من الفنانين يرى نفسه الأصح، وتصوري في الفن أن كل شخص يحكم عليه بالصوره التي يراها. كما لا يرفض "سعيد" النقد لكن ليس بالطريقه التى اتبعها "غنيم" في سب الفنانات ووصفهم بالعاهرات والداعرات، وكل من يرى له الحق عليه أخذه، وللفنانات الحق فى رفع القضايا ضد من يسبهن علنا، وما يحدث بمثابة إهانة للفن والإبداع.