عبر البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى ،الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، في كلمته أمام اجتماع كبار الموظفين التحضيري للدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية المنعقد في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة خلال الفترة 9 – 11 سبتمبر 2012، عن قلقه العميق نتيجة تواصل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في سوريا، وتفاقم أعمال العنف المفرط، مشيرا إلى إجراء اتصالات عديدة مع القادة السوريين منذ بداية الأزمة، ودعوة الحكومة السورية في مناسبات عديدة إلى التوقف فورا عن استخدام القوة المفرطة ضد المواطنين السوريين، وإلى الاستجابة لتطلعاتهم ومطالبهم المشروعة في المشاركة السياسية والحكم الرشيد. وقال ان المنظمة رحبت بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوضع في سوريا الذي أدان استمرار انتهاكات حقوق الإنسان وللحريات الأساسية، مؤكدا في الوقت ذاته دعمه لمبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة السيد الأخضر الإبراهيمي الذي نرجو له النجاح في مهامه الصعبة. وبالنسبة للوضع في ميانمار، قال إحسان أوغلى: " قمنا بإجراءات حاسمة لحشد الجهود الدولية لوقف الأعمال اللاإنسانية ضد مسلمي الروهينجا، بالتواصل مع المنظمات الدولية والإقليمية وحكومة ميانمار نفسها، وتنفيذاً لقرارات القمة الاستثنائية الرابعة، بعثت المنظمة وفدا رسميا لتقصي الحقائق في ميانمار من 5 إلى 16 سبتمبر الحالي، إضافة إلى زيارة مرتقبة للأمين العام إلى ميانمار في نهاية شهر أكتوبر للوقوف على الحالة هناك، وبات من المتوقع إنشاء مكتب للشؤون الإنسانية تابع للمنظمة في العاصمة رانجون ". وفيما يخص العراق، بين الأمين العام إلى أنه اتفق مع رئيس الوزراء العراقي على تطوير العلاقة بين المنظمة والعراق وأهمية عقد مؤتمر مكة الثاني في بغداد خلال هذا العام، ومازالت الاتصالات جارية بين المنظمة والعراق للأعداد والتحضير لعقد هذا المؤتمر، داعيا إلى تعزيز العلاقات فيما بين الطوائف الإسلامية المختلفة في العراق، والحيلولة دون حدوث ما من شأنه إذكاء نار الفتنة الطائفية التي تستهدف وحدة المسلمين. وأضاف "أوغلي" أن الوضع في مالي ومنطقة الساحل يشكل مصدراً رئيسيا للقلق بالنسبة للمنظمة بسبب الآثار المترتبة على زعزعة السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها، مشيرا إلى أنه بناء على تكليفٍ صادرٍ عن القمة الاستثنائية الرابعة، سيتم خلال الأيام القادمة تعيين مبعوث خاص إلى المنطقة من أجل المساهمة في صياغة حل سلمي للنزاع. وحث جميع الدول الأعضاء على بذل كل مساعدة ممكنة من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في مالي ومنطقة الساحل. من جهة أخرى، أشار الأمين العام على أن أعمال الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام المنعقدة في العاصمة الغابونية ليبروفيل يومي 19 و 20 إبريل الماضي قد تكللت بالنجاح، وحث على دعم القرار الخاص بفتح مكاتب للمنظمة في بعض عواصم الدول الأعضاء لزيادة ارتباط الأمانة العامة مع مناطق العالم الإسلامي. وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أنه تم الاتفاق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على متابعة تنفيذ الخطة القطاعية الخاصة بالتنمية في مدينة القدس التي تم اعتمادها في القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة التي عقدت في مكةالمكرمة في رمضان الماضي، مشيرا أن المنظمة شرعت بالفعل كذلك في الاتصال مع عدد من الدول لدعم المشاريع المتضمنة في الخطة. وأوضح "أوغلي" أن مجلس وزراء الخارجية القادم في جيبوتي، سيدرس تطورات الأوضاع في فلسطين لا سيما ظاهرة تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المتمثلة بالاقتحامات ومنع المصلين من الوصول إليه، وإجراء حفريات خطيرة تحته ، فضلا عن تزايد الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في أنحاء فلسطين كلها.