أثارت الدراسة التى أعدها السفير الأمريكى الأسبق لدى القاهرة دانييل كيتزر، أستاذ دراسات الشرق الأوسط فى كلية وودرو ويلسون للشئون العامة والدولية بجامعة برينستون بمعاونة مارى سيفنستريب، الباحثة بالكلية ذاتها العديد من التساؤلات داخل الشارع المصري ولدي المهتمين بالشأن السياسي والاجتماعي العام. تلك الدراسة التي أكدت على احتمالية وجود صدام وشيك بين قادة الجيش المصري وبين الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، وأرجعت السبب إلى عدم قبول قادة القوات المسلحة السيطرة على الجيش المصري من قبل الرئيس الحالي والرفض العسكري التام للرقابة على ميزانية الجيش. واختلفت التقديرات حول حجم الإمبراطورية العسكرية، طبقاً لما جاء في الدراسة، حيث يرى وزير التجارة الخارجية الأسبق، الدكتور رشيد محمد رشيد، أنها تمثل أقل من 10 فى المائة من الاقتصاد، بينما تشير مصادر أخرى إلى أنه يصل إلى نحو 30 %، أى نحو 60 مليار دولار، مما يرجح أن تفعل المؤسسة العسكرية كل ما بوسعها للحفاظ على شركاتها والإبقاء على سرية أنشطتها خارج الميزانية حسب نص القانون رقم 32. هنا رصدت "الوادي" آراء القوى الوطنية الدستورية والسياسية والثورية والأمنية بشأن ما يحدث والسيناريوهات المتوقعة حال حدوث ذلك الصراع وتحوله إلى صدام بين الطرفين "الرئيس والجيش" ومن سيكون الرابح أوالخاسر وهل ثمة انقلاب عسكري يحدث من جراء ذلك؟ تساؤلات عديدة طرحناها على اللواء فؤاد علام، وكيل سابق لجهاز مباحث أمن الدولة، الذي أكد ان حقيقة الصراع بين الرئيس الحالى والجيش كذب فى كذب وجميع الاعلامين يجلسون أمام الإنترنت وشاشات التلفاز وعند رؤية خبر يقومون بعمل فرقعة وبلبله اعلامية عليه، مشيرا إلى أنه متأكد تماما من حقيقه عدم وجود صراع بين قاده الجيش والدكتور محمد مرسي. وعن المعلومات التى نشرتها إحدى الجرائد المصرية قال: انه كلام غير حقيقى وعلى الجريدة تقديم المستندات والأدلة التي تؤكد كلامها للجهات المسئولة. ومن جانبه قال عبدالشافعى أبو راس، أستاذ القانون الدستوري وعميد جامعة بنها الأسبق، إن القيادة المدنية تعلو القيادة العسكرية، ورئيس السلطة المدنية يجب أن يكون مدنيا وأن تخضع له السلطة العسكرية، موضحا أن المدنيين عُزل من السلاح والعسكريون يحملون الاسلحه ولحدوث التوازن بين المدنين وضمان الحياه الكريمه لهم لابد ان تكون القيادة للمدنيين. ومن ثم فلا يجوز لأي وحدة عسكرية ان تتحرك من مكانها إلا بأخذ الأوامر من السلطه السياسية المدنية، تجنبا لأي صراع بين الرئيس محمد مرسي وهو القائد الاعلى للقوات المسلحه وبين الجيش المصري. وعلى الجانب الاخر أوضح أيمن عامر، منسق عام ائتلاف ثورة 25يناير، أن تلك الدراسة التى أكدت على وجود صراع بين الدكتور محمد مرسي وقواد الجيش هى دراسة مشبوهة تريد احداث انقسام بين الطرفين وينطق على ذلك ما نشر فى إحدى الجرائد اليومية والمعروف اصلها والممول لها بدون الدخول فى تفاصيل، على حد قوله، مشيدا بذكاء الرئيس محمد مرسي حينما أطاح بالمشير طنطاوي والفريق سامي عنان وعين اللواء عبدالفتاح السيسيي بوزارة الدفاع لعلاقته الوطيده به، قائلا "لسنا فى مسلسل صراع بين طرفين"، مؤكدا على عدم رفض أي رتبة من الجيش المصري سواء كانت رتبة عالية أو صغيرة لتعليمات الدكتور محمد مرسي. ومن جهته أوضح كرم من الله السيد،المتحدث العام باسم الائتلاف العام للثورة أنها دراسة قديمة، خاصة منذ أن قام الرئيس مرسي بالإنقلاب على العسكر وإقاله القائد العام للقوات المسلحه السابق ورئيس الأركان وهم بالفعل المحركين الاصليين للثوره المضاده التى قامت فى الآونة الأخيرة قبل إقالتهم علي حد وصفه. وعن قاده الجيش الحالى أوضح "السيد" أنهم على علاقه طيبه مع الدكتور مرسي وهم بالفعل شخصيات نزيهة ومشهود لهم بالكفاءات، وقام بتصفيه الرؤس الكبرى المناصرة للنظام البائد. فيما يرى مينا ثابت، ناشط سياسي، أن الأطاحة بالمشير والفريق من قبل الرئيس الحالي أكد سيطرة الاخير على اوضاع الجيش المصري وضمن الرئيس ولاء المتبقيين من قادة الجيش العسكري، فضلا عما فعله "مرسي" من تغييرات فى صفوف الجيش الداخلية وهي عبارة عن لعبة سياسية من خلال ترقيه اللواء عبدالفتاح السيسي الى القائد الأعلى للقوات المسلحة ضمن مسلسل انضمام الجماعات الاخوانيه للجيش المصرى وأن الرئيس وجهه لمكتب إرشاد للجماعة الإخوانية. لذلك تساءل "ثابت" كيف يحدث صراع بين الجيش ومرسي وهما وجهان لعمله واحدة؟. وعلى صعيد آخر نفى د سعد ابو عامود، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، وجود صراع بين قاده الجيش وبين الرئيس، بل هناك نوع من التكامل فيما بينهم، موضحا أن الجيش المصري جيش وطنى مهني. وبناء على ما كان يتردد عن ان هناك نظام عسكري يقول "أبو عامود" هذا وهم وجيشنا ليس علماني العقيدة العسكرية بل منتقي فكرته من التراث الإسلامى والدليل عند زيارة أي وحدة عسكرية نرى المأثورات الدينيه المعلقة. ولم يتفق "أبوعامود"حول ما يتردد من وجود صراع وكلام لم يتفق معه، وأفتراضا منهم حول تواجد هذا الصراع بين الطرفين هذه مساله حسمها الرئيس "مرسي"من خلال يوم القرارات التى اعلن فيها عن إقاله المشير طنطاوي والفريق سامي عنان،والقوات المسلحه استجابت لانها مؤسسه مهنيه وطنية. ورأى "أبوعامود"ان تدخل الرئيس مرسى فى ميزانيه القوات المسلحه فبالفعل أن "مرسي"هو القائد الأعلى للقوات المسحله وعند معرفته بالأمور الاقتصاديه الخاصة بالجيش المصرى عليه مناقشته داخل الجيش فى اجتماع ولا شك ان يحضر فيه محمد مرسى دون الاشهار. وأكد "ابوعامود" انه مع وجود دوله مدنية ورئيس مدنى يتولى مهام القوات المسلحه، وعلى الأول أن يبتعد عن المشاحنات السياسيه، وأن الجيش المصري ليس دوله فوق الدوله بل هو مؤسسه وطنية داخل دولة مصرية ومن ثم يجب الابتعاد عن الاعلام الفاسد فهو مهتم بأحداث الفتن بين كيانات الدوله من أجل الشهرة على حسابهم. كما قال عمرو حامد،عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة، إنه من الواضح ان هناك سيطرة على الجيش المصري من قبل الرئيس محمد مرسي، وبتعيين الاخير اللواء عبدالفتاح السيسي، وزيرا للدفاع ضمن الرئيس الحالى سيطرته على الجيش علي حد قوله، وكلا من الطرفين على علاقه طيبه مع بعضهم البعض. وقامت "الوادي" باستطلاع رأى الشارع المصري حول الصدام المتوقع بين "مرسي" و"الجيش" وفى حاله حدوث ذلك الصراع من الرابح ومن الخاسر؟ وهل يعتبر ذلك الصراع بدايه لانقلاب عسكري قادم؟ فقال علاء عبدالاله، 26 سنه، تجاره انجليزي، لاشك الصدام قادم بين مرسي والجيش، لان عملية تطهير القوات المسلحه صعبة للغاية وبدأ الدكتور محمد مرسي الخطوات الصواب، عندما قرر إبعاد المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان عن الساحه السياسية والعسكرية وتعيين اللواء عبدالفتاح السيسيى رئيسا للقوات المسلحة ونتيجه المعركه الصراعيه بينهم سيفوز الدكتور محمد مرسي وسيكون هو الرابح ولم يحدث اية نوع من أنواع الانقلاب العسكرى على الرئيس لأنه الطرف الاقوى فى تلك المعركه. في المقابل توقعت غاده محمد 32 سنة، مدير العلاقات العامة فى إحدي الشركات السياحية، عدم حدوث صدام بين الطرفين لان الجيش هو الدكتور محمد مرسي فكيف ينقلب "مرسي" على ظله ومن الممكن ان يصلح او يغير ما يحدث فى الجيش فحسب. وعلى الجانب الآخر أوضح أسامة عبدالله، 23سنه، مهندس، أن الدكتور محمد مرسي هو المسيطر على الجيش عند انقلب على قادته وأطاح ب"طنطاوى" و"عنان"، وكان الرئيس والمشير يتعاملون مع بعضهم البعض كأنهم "قطة وفأر" والنتيجه كانت فى صالح الرئيس واذا حدث صراع فيما بينهما فإن النتيجه ستكون لصالح "مرسى" لأن مصير من يريد أن ينقلب على الرئاسة سيكون نفس مصير المشير والفريق.