أكد أكثر من 20 باحثًا سياسيًا وناشطًا حقوقيًا من مصر والمنطقة العربية والاتحاد الأوروبي أن المواطن العربي قد استطاع استخدام ما لديه من "حرية مقيدة" نتجت عن "الانفتاح الجزئي" الذي سمحت به بعض الأنظمة العربية في القيام بالثورة، حيث أتاحت بعض الأنظمة السابقة الفرصة لبعض الحركات السياسية المعارضة للتعبير عن غضبها من الأوضاع القائمة عن طريق الفعاليات الجماهيرية من تظاهرات واحتجاجات، إضافة إلى إطلاق حرية تأسيس الصحف الخاصة، وإطلاق القنوات الفضائية. جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر" ثورات الكرامة العربية: المفاهيم والتطورات" الذي عقد بالقاهرة برعاية منتدى البدائل العربي بالإشتراك مع منظمة هيفوس الهولندية على مدى يومين. وصرح محمد العجاتي المدير التنفيذي لمنتدي البدائل العربي -خلال المؤتمر- أن مؤتمر ثورات الكرامة أهمية تسليط الضوء على ما أحرزته هذه الثورات في إيجاد مدخل جديد للأوضاع السياسية في المنطقة، ونظرة المواطن العربي إلى السياسة، بهدف جذب انتباه المواطن الغربي وصانع القرار العالمي نحو المحاور الجديدة التي أضافتها تلك الثورات". وأضاف العجاتى أن المؤتمر ناقش عدة قضايا ومحاور أساسية تؤكد أن المواطن العربي قد استطاع تغيير النظرة التي كانت لدى صناع القرار في العالم حول عدم استعداد المنطقة العربية للديموقراطية، فقد أثبتت الجماهير العربية أن هناك حالة استثنائية إذا ما تعلق الأمر بقيمة الكرامة. كما ناقش المؤتمر عدة قضايا أساسية مثل الديمقراطية وطرق الإصلاح السياسي، والتنمية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية هناك أيضًا عنصر هام وحيوي في دراسة السياسة الآن في المنطقة العربية وهو "الحركات" سواء كانت تلك الحركات دينية أو اجتماعية. فضلًا عن أهمية الاهتمام بدراسة وتحليل قضايا المرأة والأقليات كنماذج لقضايا ورثتها المنطقة من نظم القمع". وسلطت الأوراق البحثية بالمؤتمر الضوء على ما أحرزته هذه الثورات في إيجاد مدخل جديد للأوضاع السياسية في المنطقة، مثل "ورقة وضع الأقليات" التي اعتبر فيها الباحث السوري محمد رستم تلك القضية أحد كواشف " الصندوق الأسود" للمجتمع السياسي العربي، حيث تحكمت طبيعة بنية الأقليات في مختلف دول العالم العربي في مدى دعمها للثورات في بلدانها. وتناول رستم بمزيد من الإسهاب الحالة السورية نموذجًا. كما حاولت الورقة البحثية التي قدمها الدكتور فواز الطرابلسي عن " الحركات الاجتماعية في الوطن العربي" الإجابة على عدة أسئلة محورية مثل: أسباب عجز الأحزاب السياسية عن قيادة التغيير خلال المرحلة التي سبقت الثورات العربية، وكيف نجحت أنظمة الحكم طيلة تلك المرحلة في تأمين حالة من " الاستقرار السياسي"، مما مكنها من تحقيق أرقام قياسية في سنوات احتكار السلطة، رغم توسعها في الاستبداد ونهب الثروات الوطنية. كما اشتمل المؤتمر على دراسة حالة في ستة دول عربية هي مصر، سوريا، تونس، ليبيا، اليمن، والبحرين. حيث يتم تطبيق المفاهيم الجديدة التي أضافتها ثورات الربيع العربي، بمنظور حقوقي وسياسي، على تطورات الوضع في تلك الدول بعد أن غمرتها رياح التغيير. شارك في المؤتمر عدد من الباحثين الساسيين والحقوقيين مثل سلام الكواكبي (سوريا)، أحمد دريس (تونس)، فواز طرابلسي (لبنان)، وحسين يوسف (البحرين). ومن مصر الكاتب الصحفي وائل جمال، والباحث جورج ثروت. كما شارك من أوروبا الباحثة الهولندية كاوا حسن ممثلة عن منظمة هيفوس، ومن أسبانيا كريستينا كوش منسقة أبحاث مؤسسة فريدا لشئون الشرق الأوسط.