هناك نصيحة طبية عن المضادات الحيوية تقول ( القاعدة الاولى للمضادات الحيوية هى ان تستخدم احدهم والقاعدة الثانية تقول حاول الا تستخدمهم كلهم فتفشل ) لا شك ان سنة 1939 تعد علامة فاصلة فى تاريخ الصحة على مستوى العالم وهى السنة التى بدأ فيها انتاج عقار السلفوناميد على يد الطبيب الالمانى ايرليك الذى طور هذا العقار وعمل على انتاجة على مستوى تجارى وقد تغير العالم كثيرا بعد ذلك الاختراع وظهر بعد ذلك البنسلين والعديد من المضادات الحيوية الاخرى حتى وقتنا هذا . وهناك سؤالان هامان يدوران فى اذهان المجتمع الطبى . أولهم ماذا بعد بالنسبة لانتاج مضادات حيوية جديدة ؟ وبالنسبة لاجابة ذلك السؤال فعدد المضادات الحيوية المكتشفة حديثا فى تناقص ولا يتناسب مع الحاجة الماسة لديهم مما قد يؤدى الى مشكلة كبيرة فى المستقبل والسؤال الثانى كيفية ترشيد المضادات الحيوية الحالية وتقنين استخدامها حتى لا يفاجئ العالم ذات صباح بأنة لايملك مضادات حيوية مناسبة وفعالة لانواع جديدة من البكتريا مضادة للمضادات الحيوية . خطورة تلك الظاهرة ؟ ان قضية معالجة ظاهرة الافراط وسوء استخدام المضادات الحيوية تعتبر قضية اساسية للمنظمات الصحية فى معظم دول العالم . حيث انها تتعلق بحياة الانسان وكذلك جودة نمط حياتة فقد اظهرت دراسة تم نشرها عن طريق منظمة الصحة العالمية فى ابريل 2011 ان الافراط فى استخدام المضادات الحيوية هو السبب الرابع للوفيات فى عديد من الدول المتقدمة والفقيرة . وكما يؤدى الافراط فى استخدامها الى قتل العديد من الانواع المفيدة من البكتريا الموجودة فى الامعاء مما يؤثر على كفاءة الجهاز المناعى للانسان . فضلا عن التاثير الضار على كل من الكبد والكلى نتيجة لسوء الاستخدام . وقد اظهرت دراسة عن منظمة اليونسيف انة حوالى 40% من الاطفال الخاضعين للدراسة يتم اعطاؤهم مضادات حيوية غير مفيدة لحالتهم نتيجة لعدم المعرفة الكافية للفريق الطبى بالقواعد الجيدة والفعالة بالنسبة الى المضادات الحيوية مما يؤدى الى تعرض تلك النسبة من الاطفال لمخاطر الاعراض الجانبية للمضادات الحيوية على الكلى والكبد وكذلك مقاومة البكتريا لتلك الانواع من المضادات الحيوية وقد اظهر احد تقارير مركز مكافحة العدوى الامريكى (CDC) ان اكثر من 70% من المرضى الذين يدخلون المستشفيات يتعرضون لمقاومة على الاقل نوع من المضادات الحيوية وهى نسبة كبيرة وتعد علامة مقلقة وخطيرة . وحوالى 25 ألف مريض يموتون سنويا فى الدانمارك نتيجة العدوى البكتيرية بأنواع من البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية وقد اظهرت دراسة اخرى لنفس المركز ان 15% من حالات الوفيات بعد العمليات نتيجة للعدوى البكتيرية هى نتيجة ظهور تلك الانواع الجديدة المقاومة للبكتريا لا نتيجة لمضاعفات العمليات الجراحية وقد ظهرت تلك الانواع نتيجة لسوء استخدام المضادات الحيوية او الافراط فيها فى حوالى 85% من الحالات التى تتعامل مع غرف الطوارئ فى المستشفيات او تلجأ للصيادلة فى الصيدليات الأهلية لتكرار المضادات الحيوية وقد تناولنا تلك الظاهرة بالتفصيل فى مقال سابق والان ياتى السؤال هل يوجد اليات ونصائح للتحكم فى تلك الظاهرة والتعامل معها ؟ الاجابة نعم ومن ضمنها اساسيات بسيطة ولكنها غائبة عن كثير من المتعاملين مع المضادات الحيوية ومنها :- مراعاة وزن المريض عند اعطاء الجرعة طبقا لوزن المريض يؤدى الى توفير 40 % من كمية المضاد الحيوى المستخدمة والحصول على آقصى استفادة منة مع تقليل الاعراض الجانبية الصادرة تاريخ استخدام المضادات الحيوية يراعى عدم تكرار نفس المضاد الحيوى اكثر من مرة على فترات متقاربة وتلك الفترات تترواح من شهر الى 3 شهور ضبط الاستخدام اليومي الصحيح على سبيل المثال "كل 8 ساعات بدلا من 3 مرات يوميا تحديد القترة بدلا من المرة يؤدى الى ظبط الجرعة كذلك استكمال العلاج الى المدة المقررة لة حيث انة يلاحظ ان الكثير من المرضى يوقفون استكمال العلاج عند ظهر تحسن ولو بسيط في الحالة الصحية لديهم وهيى طريق غير مقبولة على الاطلا ق لانها قد تؤدى الى مقاومة البكتريا للمضاد الحيوى بعد ذلك يمكن ايقاف استخدام المضاد الحيوى من 48 الى 72 ساعة من الاختفاء النهائى للأعراض المضادات الحيوية طويلة المفعول التى تؤخذ مرة أو مرتين يوميا لها الأفضلية على قصيرة المفعول اللتى تعطى مرتين أو ثلاثة يوميا الالتزام بالراحة لمدة يومين او اكثر لاسترداد النشاط تلك النصيحة تؤدى الى التوفير فى استخدام المضاد الحيوى بنسبة تترواح من 30 الى 50% من كمية المضاد الحيوى المستخدامة البدء بالمضادات الحيوية البسيطة مثل الامبيسلين كخط علاج اول وعدم اللجوء اللى المضادات الحيوية الاكثر تعقيدا الا عند فشل المضادات الحيوية البسيطة بالنسبة لاثناء الرضاعة يراعى الترشيد فى الاستخدام وعمل مزرعة بكتيرية صحيحة فى معمل موثوق لتقليل نسبة الاصابة بحساسية الصدر بالنسبة للاطفال الاعتماد على مزارع البكتيريا الصحيحة لاعطاء المضاد الحيوى المناسب وهذا يؤدى الى تقليل نسبة الخطأ والافراط فى المضادات الحيوية بنسبة 75% يراعى عدم استخدام المضادات الحيوية الا عند اللزوم فى حالات نزلات البرد البسيطة مع الاعتماد على قسط وافر من الراحة وتقوية جهاز المناعة الذاتى للانسان عن طربق الاغذية والسوائل الدافئة لا تعطى المضادات الحيوية بشكل وقائى الا عند الضرورة القصوى وليس كما يحدث الان من الافراط فيها بصورة وقائية ارتباط اعطاء المضادات الحيوية ببعض العادات الغذائية الخاطئة كضروة تناول المضاد الحيوي بعد الطعام مباشرة او مع أنواع معينة من العصائر أو اللبن مما يؤدى لى تقليل الامتصاص للدواء او تفاعلة مع تلك العصائر مما يؤدى الى عدم كفاءة المضاد الحيوى .