لطالما كان ممدوح عباس وطوال السنوات الأخيرة هو "بابا نويل" نادى الزمالك فالجميع كان ينظر له بأنه الرجل الذى جاء ليضع القلعة البيضاء على المسار الصحيح وبدأت الجماهير تمنى النفس بسماع اسماء النجوم المتلألئة فى سماء كرة القدم داخل الفريق الأبيض . ونجح عباس فى أن يرسم لنفسه هذه الصورة بالعديد من الصفقات الجماهيرية المؤثرة مثل عودة شيكابالا وميدو وأيمن عبدالعزيز من الإحتراف لنادى الزمالك وكذلك ضم مهاجم غانا الأول أجوجو قبل أن يفشل الأخير مع الزمالك وحتى على مستوى الأجهزة الفنية كان طموح عباس أن يصل بالزمالك لمصاف النجومية فتعاقد مع هنرى ميشيل الفرنسى وفاوض الإيطالى البيرتو زاكاروني وهما من علامات التدريب بالعالم التى من الصعب أن ترى نادى مصرى يتعاقد أو يفاوض أى منهما بسهولة . كل هذه الخطوات جعلت من عباس "سانتا كلوز" لدى جماهير الزمالك التى بدأت بدورها تنتظر من الرجل المصرف ببذخ على الفريق وهى الأزمة التى يدفع الزمالك ثمنها حتى هذه اللحظة وكذلك تنتظر منه أن يحقق لها كل آمالها ليكون بحق هو صوت جمهور الزمالك ونبض عشاق القلعة البيضاء . إلا أن الأيام السابقة بل والشهور الأخيرة بالتحديد فوجئت جماهير الزمالك بشكل مغاير لبابانويل فالرجل لم يعد يصرف على النادى والأندية المصرية والعربية تطارد الزمالك للحصول على مستحقاتها ووصل الأمر لساحات القضاء فى واقعة لم يكن ينتظرها أكثر المتشائمين بأن يتعرض رئيس الزمالك لحكم قضائى بالحبس نتيجة عدم الوفاء بمستحقات نادى الجونة فى صفقة نور السيد . إنتهاء موسم الهدايا والصفقات من بابانويل الزمالك قد يكون له العذر لدى جماهير الزمالك التى بدأت تفوق من حلمها واقتنعت بأن عصر الهدايا والمنح من سانتا كلوز قد إنتهى فما كان منها إلا أن تطالب بآخر طلباتها التى لن ترهق بابانويل فى شئ وهى عودة التوأم حسام وإبراهيم حسن لقيادة الفريق مرة أخرى . طلب جماهير الزمالك الواضح والصريح لم يجد من عباس إلا التجاهل والرفض بدون أى سبب مقنع وخلع بابانويل زى الهدايا وعباءة صوت الجماهير ونبض العاشقين ليرتدى جلباب حديدى من العناد الغير مبرر . "لن نسير خلف رغبات الجماهير" كانت هذه الجملة هى نقطة النهاية بين عباس وجماهير الزمالك التى اظهرت وجهها الآخر لعباس ليفاجئ بثورة غضب عارمة من الطوفان الأبيض . عناد عباس لو زاد أمام جماهير الزمالك لكان الأمر مقبولاً لدى البعض إلا أنه وصل ل"اولاده بمجلس الإدارة" كما يردد البعض وهما عمرو الجناينى وحازم إمام وهانى العتال والثلاثى ومعهم أحمد جلال إبراهيم من المؤيدين لعودة التوأم فى واحدة من المرات النادرة التى يختلف فيها عباس مع "اولاده" بالمجلس مما يعكس صورة واضحة من التخبط والديكتاتوريه الواضحة لرئيس النادى . واليوم "الجمعة" وبينما ينتظر عشاق الزمالك الإعلان عن المدير الفنى الجديد للفريق .. يحتفل التوأم حسن بعيد ميلادهما السادس والأربعين بعد سنوات من العطاء لكرة القدم المصرية .. وساعات ويخرج علينا بابانويل الزمالك بالقرار الحاسم الذى تأجل مرتين ويحاط بسياج من الغموض والتكهنات . فهل يخلع عباس جلباب العناد ويرضخ لرغبة الجماهير والأعضاء بمجلس الإدارة ويمنح الهدية للتوأم فى عيد الميلاد .. ام يصر على عناده ويخرج بقرار قد تكون توابعه غير سعيدة على سانتا كلوز البيت الأبيض .