د.تليمة: أطالب الرئيس بالاعتذار.. فصاحب الكارثة لا يشجب إنما يتخذ موقفا. محمد السيد عيد: المخابرات المصرية نائمة علي آذانها. أبو سعده: اداء الرئيس مرسى (الاخوانى) بالغ الفتور. د. مصطفى الضبع: على المثقفين التخلى عن الصمت. حادث إرهابي على حدود مصر في رفح، خلف استشهاد 16 من الضباط والجنود، وسبعة من الجرحى على حدود البلاد، الحدث جلل وموقف مؤسسة الرئاسة مخز وصادم للجميع، لم يلعن الحداد الرسمي وكأن من استشهدوا ليسوا مصريين.. ويظهر الرئيس المصري ليشجب ويدين، مما زاد من بشاعة الموقف، فارتفعت الأصوات الباكية والرافضة والمطالبة بالقصاص.. المعلومات شحيحة لكن أصابع الاتهام تتجه نحو التيارات الإسلامية الجهادية، ومنهم مجموعات تم العفو عنها مؤخرا بقرار رئاسي.. في هذا التحقيق نرصد موقف المثقفين من الحدث.. في البداية يقول دكتور عبد المنعم تليمة: أنا بشكل شخصي أطالب رئيس البلاد أن يعتذر عن البيان الذي جاء به الشجب، فالشجب يأتي من الخارج وليس من رئيس البلاد، فقد أسفت أسفا شديدا فالشجب والإدانة تأتي من الخارج، الخارجية الأمريكية تشجب وتدين، الخارجية الإسرائيلية، لكن صاحب الكارثة لا يدين ولكن يجب أن يتخذ موقفا. التبست الأمور بين حماس الإخوانية، والإخوان المسلمين في مصر، وتكون النتيجة أن يدفع الشعب المصري والفلسطيني الثمن، شعوبنا ليست ساحة للعبث والمصالح الضيقة، نرجو من الرئاسة المصرية أن تصدر بيانا للشعب تصرح فيه بحقيقة ما حدث، وما هي السياسات والخطوات لمواجهة الموقف. إن ما حدث اليوم عدوان كامل على السيادة المصرية لن نستسلم له. وعن موقف المثقفين يقول: المثقفون ضد دولة دينية لا تعترف بالوطن، إنما تعترف بالإسلام وطن، فالإسلام دين إنساني شامل البشر جميعا، لا يجب أن نحتكره ونعتمد على تأويلات وتفسيرات لفقهاء من عصور التخلف ونعترف بها، فلا تفرض الهزيمة على المواطن ولا تنكر وطن لمصالح لك أو لغيرك، تتحالف معهم فهذا الكلام لا يصح. وأضاف: أعلم جيدا أن المثقفين والشارع المصري ضد هذا الأمر بالغريزة، أنت أقسمت على الحفاظ على تراب الوطن وحدوده، أين هذا القسم؟ أن تدين لا يمكن طبعا أن نقبل هذا الأمر. لابد من سحب هذا البيان التعس، وصدور بيان من الرئاسة المصرية يحدد طبيعة الرد الدبلوماسي والسياسي وربما العسكري إذا اقتضى الأمر، وإلا فالشعب المصري فعلا في حزن مقيم، أقل شئ تفعله الرئاسة الآن أن تعلن الحداد ثلاثة أيام كما تفعل كافة الأمم، ثم تتخذ موقف يليق بحقوق الشعب المصري ومكانة مصر. ويقول الكاتب محمد السيد عيد:أن ما حدث أراه تهديدا لأمننا القومي، وأرى أن المخابرات المصرية نائمة علي آذانها، وان اصابع اسرائيل ليست بعيدة، وربما تكون أصابع حماس، لكن السؤال اين المخابرات المصرية؟ مؤكد يوجد تقصير، هل هذا نذير بأن فتح الأبواب علي مصراعيها سيكون له خطورته. والسؤال هنا من صاحب الجريمة حماس ام اسرائيل؟ وربما التصريحات غير المسئولة للقيادي الإخواني صفوت حجازي حول تحويل غزة إلى عاصمة مصرية هو سبب هذا الحدث، فالأمور غامضة. نريد أن نفهم أولا قبل أن نتخذ أى موقف. و يرى الناقد الدكتور مصطفى الضبع أن ما حدث هو اختبار حقيقى للنظام المصرى الجديد، ليس على مستوى الرد على الفاعل ولكن على مستوى الشفافية التى يجب العمل به، ويقول: لابد من أن تتضح كل الأمور مع اعتراضى مسبقا على تشكيل لجنة لتقصى الحقائق لأنها لجان على الطريقة المصرية فاشلة فمنذ حريق القاهرة في القرن الماضى تشكلت لجنة تقصى حقائق لم نعرف نتائج عملها حتى الآن وهو ما يتكرر في كل كارثة، الشفافية هنا مطلوبة ليس لأننا نتجاوز عهدا جديدا ولكن لأننا جميعا شركاء في القضية وعلى القيادة السياسية أن تعى هذا الاختبار وتتحرك وفق معطياته وان يكون الرد واضحا وقويا فلا مجال للعواطف هنا فإن المطلوب بشكل عاجل أن نعرف الفاعل فكرامة النظام وكرامة مصر كلها على المحك ولن نسمح بأكثر من ذلك، ويجب على المثقفين التخلى عن الصمت والوقوف يدا واحدة تجاه مايحدث، فالاحتمالات حتى الآن إما أن العملية إسرائيلية لاختبار نظام مرسى، وإما أنها فلسطينية، وإما أنها بلطجة نظام مصرى. في كل الأحوال مطلوب كشف الحقائق وعلى المثقفين، المطالبة بالكشف عن الحقائق، مثلا علينا ان نعرف تهم الذين أفرج عنهم النظام الأسبوع الماضى، فلماذا لا يكونوا بلطجية نظام يتم العفو عنهم لممارسة لعبة كان يلعبها النظام السابق، إن إخفاء الحقائق مدعاة للشكوك والإشاعات، فليكن للمثقفين موقف واضح وكفانا صمتا وبحثا عن مصالح شخصية، وعلى وزير الثقافة أن يكون رجل المرحلة، وأتمنى أن اسمع صوته كوزير للمثقفين وليس للنظام. ويؤكد الشاعر محمد فريد أبو سعده أن ما حدث أمر فى منتهى الخطورة، واعتقد أن الامن القومى المصرى أصبح مهددا بشكل خطير وعلى المثقفين أن يؤكدوا على أن موقفنا من القضية الفلسطينية مهما كان لا ينبغى أن يكون مدعاة لاختراق الامن القومى المصرى. وأخشى من أن يكون الاخوان على طرفى الحدود سندا قويا لفكرة اسرائيل عن يهودية اسرائيل وان تكون سيناء وطنا بديلا عن غزة. ان اداء الرئيس مرسى (الاخوانى) بالغ الفتور، لم يعلن الحداد العام، ولم يكن حاسما وقويا تجاه من فعلوا هذه الجريمة ، تحدث عنها كما لو كانت حادثة تصادم مرورى وليس اعتداء على قوات مصر التى تحرس حدود !! وعلى الجميع الدعوة إلى اعادة النظر فى حجم القوات المصرية في سيناء (المسموح به فى اتفاقية (كامب ديفيد) بما يضمن أمننا القومى. ويقول الكاتب ممدوح عبد الستار: لابد أن نفهم أولا وبعد أن نفهم يمكن أن نفكر في الموقف الذى يجب أن نتخذه، لكن برغم كل شيء فهناك تهديد للامن القومي في سيناء، والذي يحدث في سيناء أمر معقد ومتشابك للغاية، والاخطاء كثيرةحينما نقرأ المشهد الكلي، منه ما هومحلي، ومنه ماهو دولي، لكن ما يعنينى هنا أولا، يجب القصاص من القتلة، سواء محليا، ومن المقصرين عن حماية جنودنا والحدود الملتهبة، وهنا لابد من لوم المؤسسة العسكرية، وأيضا اللوم علي رئيس جمهورية الإخوان بسبب تقاعسه المهين وأسلوبه في إدارة البلاد. أما بالنسبة لدور المثقفيين في هذه اللحظة الحرجة، فيجب كشف الحقيقة بكل تجلياتها، حتى لو كانت علي غير رغبتنا، لاننا دائما نحب مدح الذات، أيضا لابد للمثقفيين أن يكونوا ضمن نسيج المجتمع بشكل عضوي، بمعنى أن يشارك المثقف قي بناء هذه اللحظة بنشر الوعى، ثم الانضمام لحزب أوعمل تطوعى مثل المنظمات، كل علي حسب ميولة. الكاتبة والروائية انتصار عبد المنعم تقول: قتل جنود مصر على الحدود ليس بجديد، كان يحدث ولا يتم أخذ أي موقف تجاه الطرف المعتدي وكان في كل الحالات اسرائيل. ولكن اليوم عندما يحدث بهذه الكيفية وبهذا العدد لضباط وجنود جيش مصر في هذا التوقيت فلابد لنا - كمثقفين- أن نقرأ الأمر بطريقة مغايرة للسائد. اسرائيل منذ فترة أعلنت عن تحركات للقاعدة في سيناء. ثم تقوم اليوم في هذا الحادث وحدها بالتصدي للمهاجمين، ثم تعلن وحدها مسئولية الإسلاميين على الجانبين المصري والفلسطيني عن تدبيره. السؤال هو كيف تستطيع اسرائيل رصد حادث قبل حدوثه داخل حدودنا؟ وكيف لجيش مصر ألا تكون لديه القدرة على التصدي لحفنة من المهاجمين؟ الرسالة التي يجب أن نفهمها، هناك من يدفع بنا نحو الصراع سواء الداخلي مع كل التيارات، والخارجي الحدودي وكل هذا يصب في مصلحة طرف واحد يتم تقديمه على أن لديه القدرة على مواجهة التطرف والارهاب، تماما كما كان العالم ينظر إلى أمريكا فسمح لها بالتدخل في العراق وفي كل مكان...اليوم ستحل اسرائيل مكانها في المنطقة.