* إبراهيم جاد الله: يظل الشاعر الراحل باقيا ما بقيت القصيدة. * قاسم مسعد عليوة: حلمي سالم شاعر كبير طمح للتجديد وحمل قيم الحق والخير والجمال. * محمود مغربي: كان مناضلا وإنسانا مرهفا.. هو رجل لا ينسى. * مأمون الحجاجي: حلمي سالم كان يسبح ضد التيار فقد كتب نصه المغاير والمدهش. * د.يحيى عبد العظيم: كان حلمي سالم معارضا بارزا بما خطه قلمه. * سامح محجوب: اختتم شاعرنا حياته بمعركة ضد الفاشية الدينية التي كانت ومازالت تهدد حرية الإبداع. برحيل حلمي سالم تكون مصر قد فقدت قامة شعرية كبيرة، من شاعر من أبرز شعراء مصر في سبعينيات القرن العشرين.. ولد حلمي سالم في 1951 بمحافظة المنوفية، حصل على ليسانس الصحافة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وعمل صحفي بجريدة الأهالي ومدير تحرير مجلة أدب ونقد الفكرية الثقافية المصرية، ورئيس تحرير مجلة قوس قزح الثقافية المستقلة. حصل على جائزة التفوق في الآداب للعام 2006 عن مجمل أعماله الأدبية، صدر له ما يزيد عن 18 ديوانا شعريا منها: حبيبتي مزروعة في دماء، الأرض 1974، سكندريآ يكون الألم 1981، الأبيض المتوسط 1984، سيرة بيروت 1986، البائية و الحائي 1988، دهاليزي و الصيف ذو الوطء 1990، فقه اللذة 1992، الشغاف و المريمات1994، سراب التريكو1996، الواحد الواحدة 1997، يوجد هنا عميان 2001، تحيات الحجر الكريم 2003، الغرام المسلح 2005، عيد ميلاد سيدة النبع 2005، مدائح جلطة المخ 2006،حمامة على بنت جبيل2007، الثناء على الضعف 2007. الأسطر التالية كلمات خارجة من القلب لمجموعة من الأدباء المصريين ينعون زميلهم الشاعر الكبير حلمي الذي وافته المنية أمس. الكاتب إبراهيم جاد الله: يظل الراحل حلمي سالم باقيا ما بقيت القصيدة، ويظل الراحل حلمي سالم مبهجا ما تضمخت القصيدة بتراب وطن، يسكنها ويظل الشعر بصيرة السائرين فى دروب متعثرة بالإحباط والقمع والكراهية، يظل الشعر كما أبقاه حلمي سالم أيقونة ورغيف خبز وحلما ناجزا وطريقا للفردوس / الوطن لن يضل شاعر اقتفى إثر رايات مثقلة بخصوبة الإيمان، وجسارة الترصد للكراهية والاستبداد والجهالة، رفها ذات رحلة من زمن العرب الراحل حلمي سالم ولن يضل عاشق استنشق بملء روحه تاريخه والقصيدة، والموقف والإنسان شاءت أقدارنا الجميلة أن تتفتح أعيننا وبصائرنا على ضوء مصابيحه، وفناران موانئه التي شيدها فى غير موقع من صحيفة ومجلة ومنتدى (لمة) رفاق عم حلمي سالم الحالم، الجسور بوعيك الحالم لن يموت الشعراء الحالمون الواعون صباح الخير عليك دائما عم حلمي القصيدة الوطن الإنسان. الشاعر محمود مغربي: (حامل قيم الحق والخير والجمال، المنتصر للعدل، الطموح للتجديد، حامل لواء الحداثة، المناضل السياسي، رفيق الدرب، الشاعر العربي الكبير حلمي سالم..) هكذا يقول عنه مبدعنا الكبير قاسم مسعد عليوة. حقا يظل حلمي سالم الإنسان والشاعر قيمة باقية لأنها قدمت الكثير عبر عقود كثيرة، لم نلتق كثيرا رغم ذلك كان دائما محبا ومشجعا، فى اللقاءات السريعة مصر فى مدينة بورسعيد الباسلة وهو أول مؤتمر أشارك فيه, جمعتني به الصدفة فى أتوبيس المؤتمر حيث جلس بجواري، عرفته بنفسي, ابتسم مرحبا, تحدثنا فى الشعر والحياة, وطلب قصيدة لنشرها فى مجلة أدب ونقد، سلمته قصيدة مهداة إلى الشهيد ناجى العلى, مرت شهور ولم تنشر القصيدة كما وعدني, لم فنسيت الأمر تماما, وفى ذكرى ناجى العلى أجد ملفا كبيرا منشورا فى مجلة أدب ونقد يحتفي بناجي العلى, وضمن الملف أجد قصيدتي (ترتيله أم) ضمن أعمال الملف والذي ضم قصائد أيضا للكبار محمود درويش, الأبنودي, سميح القاسم وغيرهم, طرت فرحا أن تكون قصيدتي فى صحبة الكبار فى ملف يحتفي بالكبار والقيمة فعلا, لم بهمل القصيدة كما يفعل كثيرين, واحتفظ بها لسنوات, هذه لفتة فعلا لا أنساها. أتذكر لن أنسى ملامح خجله، وهو واقف فى قاعة معهد إعداد القادة فى مؤتمر أدباء مصر عندما لم يجد مكانا له فى القاعة, ولم يلحظ الجميع ذلك, وقفت ورحبت به بحفاوة وأجلسته مكاني بعد إصرار منى لأنه لا يريد أن يأخذ مكان غيره، هذه هي بعض ملامح قليلة وتفاصيل تضيف لي الكثير من محبة حلمي سالم, الذي اعرفه كشاعر كبير ومثقف ومناضل رحمه الله رحمة واسعة.. هذا الرجل الذي لا ينسى, فهل تنسى القيمة؟! الشاعر مأمون ألحجاجي: برحيل حلمي سالم يفقد الشعر أحد أهم مريديه ومخلصيه، وحلمي سالم كان دائما يمثل السباحة ضد التيار فقد كتب نصه المغاير والمدهش، وظل طوال حياته مدافعا عما يقول يمكننا أن نختلف معه بل ونتطرف ونكره لكننا لا نملك إلا أن نحترمه واذكر له: يا عُرْيَهَا يا مِلْحُ.. يهوي فَتِيتُكَ فِي الفُؤادِ فَيَنْكَوِي ضِلْعُ الفتَى.. ويَنزُّ جُرْحُ يا عُرْيَها يا مِلْحُ... ! الشاعر والناقد د.يحيى عبد العظيم: كنا طلابا شعراء نشيطين جدا في جماعة الشعر بكلية دار العلوم جامعة القاهرة في الفترة من 1985 إلى 1989 من القرن الماضي، وكان هو واحدا من أولئك الشعراء الكبار الذين تعرفنا عليهم؛ هو وأحمد عبد المعطي حجازي، وإبراهيم عيسى ووفاء وجدي وطاهر أبو فاشا، وغيرهم الكثير. من هنا كانت العلاقة الوطيدة التي بدأت تربطنا به وبغيره من الشعراء المصريين والعرب. كان حلمي سالم واحدا من أولئك الذين يقتربون أكثر فأكثر من الشعراء الشباب بل ويمد لهم يد العون، ويدعوهم إلى الأمسيات التي كان هو أحد أعمدتها الأساسية في القاهرة خاصة وربوع مصر بوجه عام. لم يتوقف حلمي سالم عند قصيدة التفعيلة التي برع فيها وتألق، كما كان مجربا لكثير من الأنماط والأشكال سواء في الكتابة السردية أو في الشعر، أو حتى في قصيدة النثر. كان حلمي سالم واحدا من الرواد الذين عاشوا الكتابة بأسمى معانيها مشاركا في كل القضايا المصيرية، على المستوى المحلى والعربي. كان حلمي سالم معارضا بارزا بما خطه قلمه في هذه السنوات الطويلة، ومجلة أدب ونقد خير شاهد على ما قدمه في المجالات الإبداعية والنقدية كافة بما يخدم القضايا المصيرية لمصر وللأمة العربية من المحيط إلى الخليج. الشاعر سامح محجوب: أعتبره المحب الأكبر للشعر فهو إلى جانب كونه شاعرا كبيرا، هو أيضا إنسانا كبيرا كان يتمثل الشعر قولا وفعلا وسلوكا يوميا، ولعل هذا هو سر ولعه الشديد بشعرية اليومي والعادي، حيث أنه كان يرى أن كل شيء يصلح أن يتكلم شعرا كما أن حلمي سالم كان من القلائل الذين لديهم القدرة على تعبيد أرض الشعر لغيره، ولذلك كان له تأثير كبير فى الأجيال التي تلته من كتاب قصيدة النثر، وأنا شخصيا سأفتقد كثيرا وثبته الشامخة وهو يلقى الشعر بشغف وعشق نادرين، كما أن مصر ستفتقد مثقفا ثوريا كبيرا ظل طيلة حياته يناضل من أجل حرية ألكلمه. كما أن سالم الذي فقدناه سريعا قد لعب أدوارا مهمة فى الحركة الشعرية العربية، طيلة الثلاثين عاما الماضية كشاعر وناقد وصحفي كبير قدم الكثير من الأصوات الشابة، كما طرح العديد من القضايا الثقافية الشائكة، ومازالت أتذكر كتابه الرائع الحداثة أخت التسامح. ومن العجيب فى بلدنا أن يختتم شاعرنا الكبير حياته بمعركة ضد الفاشية الدينية التي كانت ومازالت تهدد حرية الإبداع بل تهدد التقدم نفسه أقصد بذلك المعركة التي حركها الظلام يون ضد قصيدته شرفة ليلى مراد وأرادوا أن يستردوا منه جائزة ألدوله للتفوق التي كنت أراه أكبر منها.