إذا كان الشيخ مصطفى إسماعيل هو المقرء المفضل لملوك مصر ولأمراء العرب فى الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى، فإن القارئ الطبيب أحمد نعينع هو المقرء المفضل للرئيس الراحل محمد أنور السادات ومن بعده حسنى مبارك، فلم تخلو أحتفاليه دينية حضرها أياً منهما إلا وافتتحها "نعينع" بصوته الرخيم المتمكن، صاحب القدسة الإنسانية والدقة فى مخارج الحروف. ولد "نعينع" فى مدينة كفر الشيخ عام 1954، وظهر نبوغه المبكر فى حفظه للقرآن الكريم وهو لم يتجاوز السادسة من عمرة، بل إنه قرأ سورة الفاتحة أمام الرئيس جمال عبدالناصر فى الإحتفالية الخاصة التى أقيمت لتوزيع الأراضى على فلاحى كفر الشيخ عام 1959، ولم يتجاوز عمره وقتها الخمس سنوات. وبالإضافة إلى دراسته للطب بعد ذلك، تعلم "نعينع" أصول التجويد، فدرس القراءات السبع، وتفوق فيها مما أكسبه بالإضافة إلى حلاوة الصوت، الدقة فى الأداء والتنوع فى القراءات، والاستفاده من المسارات الصوتيه الفائقة التى يمتلكها - وكانت دراسته للتجويدات حرة على يد أساتذة متخصصين فى علم القراءات. لكن بداية إنطلاقات الحقيقية فى مجال التلاوة كانت بالمصادفه حيث كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى زيارة للقوات البحرية بالإسكندرية فأقيمت له إحتفالية خاصة بمناسبة هذه الزيارة، بدأت بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت "نعينع" وكان وقتها بقضى فترة التجنيد بالقوات البحرية. وفى عام 1979 أعتمد نعينع كمقرئ بالإذاعة والتليفزيون، بعدها ضمه السادات للفريق الطبى الخاص به، وليصبح بعد ذلك القارئ الرسمى لكل المناسبات التى يحضرها "السادات"، خاصة فى الإحتفالات الخاصة بليلة القدر والأعياد. وأستمر هذا النهج فى عهد حسنى مبارك بداية من عام 1981، وذاع صيته فى الوطن العربى - أيضاً - فتمت دعوته للقراء أمام بعض الملوك العرب كان أولهم الملك الحسن الثانى ملك المغرب والذى طلبه لإحياء ليالى رمضان. وظهر د. أحمد نعينع مرة أخرى فى خطاب الرئيس محمد مرسى فى جامعة القاهرة حيث بدأ الحفل بتلاوة آيات قرآنية بصوته الجميل، ليصبح أكثر المقرئين المصريين حضوراً فى الأحتفاليات الرئاسية فى ظل عهد ثلاث رؤساء السادات ومبارك ومرسى. استمع الي التلاوة المباركة