نادراW ما نجد أسرة واحدة تتميز بحلاوة الصوت وعذوبة الأداء، ولم يتحقق ذلك في مجال التلاوة إلا لأسرة واحدة أنجبت ثلاثة من أجمل الأصوات وهي أسرة "المنشاوي"، تلك الأسرة التي تضرب بجذورها في تربة صعيد مصر، بمالها من حسب ونسب وأصول عربية. الأب: هو "الشيخ صديق المنشاوي" قارئ الصعيد الأول في الثلاثينات والأربعنيات، والذي وصل صيته إلى كافة أنحاء مصر، نظرا لقوة وجمال تلاوته، مما جعل له مريدين في كل المحافظات، وتخرج على يديه العشرات من القراء، الذين تتلمذوا عليه، وقد لاحقته الإذاعة كثيرا وجرى وراءه مسئوليها كي يلتحق للقراءة بها إلا أنه فضل أن يكون قارئا للبسطاء من المصرين في القرى والنجوع والمدن الريفية. ومع ذلك طفق صوته في كل الأفاق حتى صار إسمه يذكر مع أعلام التلاوة كمحمد رفعت وعلى محمود وغيرهم. أما الأبن الأول: فهو الشيخ محمد صديق المنشاوي أحد أغرب الأصوات وأقواها وأجملها في التلاوة، وهو من مواليد قرية "المنشأة" بمحافظة سوهاج عام 1920، وتعلم في كتابها أحكام التجويد بعدما أتم حفظ القرآن الكريم وهو دون العاشرة من عمره، وكان إلتحاقه بالإذاعة المصرية عام 1953. وجذب صوته وعمق أدائه المستمعين في البلدان الإسلامية، خاصة الدبلوماسيين العرب الذين كانوا يتوافدون على "مسجد الزمالك" الذي كان الشيخ قارئه الأول وقد نال الشيخ محمد عدة أوسمه منها وسام الإستحقاق من سوريا عام 1956، وسام من الحكومة الأندونيسية، بالإضافة إلى تلاوته في الحرمين، والمساجد الكبرى في ليبيا والجزائر والكويت والعراق والأردن وباكستان وغيرها من الدول الإسلامية، وقد سجل الشيخ "محمد" ما يقرب من مائة وخمسين ساعة تلاوة للإذاعة المصرية والإذاعات العربية والإسلامية. وقد توفي الشيخ محمد صديق المنشاوي عام 1969 عن 48 عاما. والابن الثاني: هو الشيخ محمود صديق المنشاوي قارئ مسجد الإمام الحسين، والذي كان القارئ الأساسي في الإحتفال بليلة القدر، ويذكر له أنه في الإحتفال بهذه الليلة عام 1979 كان المسجد ليس به موضع قدم من كثرة توافد المستمعين من كل صوب وحدب، ظل الشيخ "محمود المنشاوي"، يقرأ سورة "يوسف" والجمهور يطلب منه الإعادة، ظل على هذه الحالة حتى آذان الفجر، وهذا يدلنا على شدة تعلق الناس بصوته الجميل، الذي إتسم بالصفاء. وقد توفي الشيخ "محمود صديق المنشاوي" في 23 يونيو 1987. بعد أن ترك تراثا فريدا من المصحف المرتل والمجود. استمع الي التلاوة المباركة