في مثل هذا اليوم، استطاع السلطان محمد الفاتح بفتح القسطنطينية، عاصمة الدولة البيزنطية آنذاك واسطنبول حالياً، ويعود تاريخ المدينة إلى عام 658 قبل الميلاد عندما كانت تُقطن من قبل مجموعة من الصيادين، وفي العهد الرومانيّ والبيزنطيّ كانت مقر بطريركية الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية كنيسة آيا صوفيا التي ما زالت موجودةً إلى يومنا هذا، وفي عصر النهضة أو العصر الذهبيّ كانت تُحكم المدينة على يد أسرة مقدونيّة، وسميت بالنهضة. الرأس المدبر كانت القسطنطينية الرأس المدبر والمحرك الذي أدار شئون الدفاع البحري عن الدولة البيزنطية وجزرها في حوض البحر المتوسط الشرقي، وأدرك المسلمون أنه لا استقرار لفتوحاتهم إلا بإدخال هذه العاصمة في قائمة الفتوحات، وبدأ التفكير في فتح القسطنطينية يراود خيال خلفاء المسلمين منذ بداية العصر الأموي. المحاولة الأولى وكانت المحاولة الأولى حينما أرسل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، حملة سفيان بن عوف عام 49 ه، 669 م برا، فاخترقت آسيا الصغرى وافتتحت حصونا كثيرة في الأناضول حتى وصلت إلى سواحل بحر مرمرة، وبعد اشتباك القتال بين الطرفين حال الشتاء القارس وصعوبة الإمدادات ثم نقص الأطعمة والأغذية وتفشي الأمراض بين الجند، حال ذلك كله دون فتح المدينة. المحاولة الثانية لم يتوقف المسلمون عن محاولاتهم بفتح القسطنطينية، حيث بين عامي 54-60ه/ 674-679م، خرج الأسطول الإسلامي من جزيرة أرواد بقيادة جنادة بن أبي أمية الأزدي، وأحكم المسلمون حصار القسطنطينية برا وبحرا، وكانوا يحاصرون المدينة صيفاً ويفكوا الحصار شتاءً وتكرر هذا الأمر مراراً حتى عام 60ه/ 679م عندما قرر معاوية بصفة نهائية الانسحاب، وعقد معاهدة صلح مع إمبراطور الروم: قسطنطين الرابع، مدتها ثلاثون عام. الحصار الثالث وفي عهد الوليد بن عبد الملك 94ه ، 713م، بدأ في الاستعداد لغزو العاصمة البيزنطية، وجهز حملة بحرية برية بقيادة أخيه مسلمة بن عبد الملك، وما إن ترامت أخبار هذه الاستعدادات إلى السلطات البيزنطية حتى بدأ تهتم بتدعيم وسائل الدفاع عن أسوار المدينة، ولكن وفاة الوليد بن عبد الملك أدت إلى إرجاء إنفاذ الحملة إلى مقصدها. وعندما تولى سليمان بن عبد الملك الخلافة أخذ يجهز الجيوش للسير إلى القسطنطينية، وتوجه نحو المدينة العتيقة سنة 98ه/ 716م ليبدأ الحصار الثالث، الذي انتهى بالفشل. محاولة العباسيين ولم ييأس المسلمون من محاولاتهم لفتح المدينة عبر العصور، حيث شهد العصر العباسي الأول حملات جهادية مكثفة ضد الدولة البيزنطية، ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى القسطنطينية نفسها وتهديدها، وبخاصة الحملة التي تمت في أيام هارون الرشيد سنة 190ه. محاولة العثمانيين وفي مطلع القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي، خلف العثمانيون سلاجقة الروم، وتجددت المحاولات الإسلامية لفتح القسطنطينية، وكانت البداية في أيام السلطان بايزيد " الصاعقة "، الذي تمكنت قواته من محاصرتها بقوة سنة 796ه - 1393م، ولكن وصول جنود تيمورلنك المغولي إلى داخل الأراضي العثمانية اضطر السلطان لسحب قواته. مراد الثاني وتوقف التفكير في فتح القسطنطينية وما أن استقرت الأحوال في الدولة أعيدت محاولات الحصار في عهد السلطان مراد الثاني، ولكنه لم يتمكن من تحقيق ما كان يطمح إليه، وبرغم كل تلك المحاولات ظل الاستيلاء على هذه المدينة حلما يداعب خيال المسلمين، وأملا يراود نفوسهم، حتى استطاع السلطان العثماني "محمد الفاتح" أن يحقق ذلك الحلم بعد عدة قرون من الزمان عام 857ه، 1453م. محمد الفاتح وفيما عن السلطان محمد الفاتح، فهو السلطان السابع للدولة العثمانية حكم ما يقرب من ثلاثين عامًا وتوسعت الخلافة الإسلامية في عهده، لذا لقب بالفاتح، بدأ الحصار الفعلي للمدينة في إبريل 1453 و بدأ بتوزيع الجيش ثم أرسل للأمبرطور البيزيطنى لتسليم المدينة دون قتال و لكنه رفض و إختار القتال و بدأت الحرب صباح اليوم التالي ل 21 إبريل، ولكن انهزم الأسطول العثماني البحري. وأخذ السلطان يفكر في الدخول إلى المضيق لإتمام الحصار مستخدما أغرب الطرق لنقل السفن داخل المضيق، وفي صبيحة يوم التاسع و العشرون من مايو بدأ الهجوم من جديد على القسطنطينية حتى سقطت، وقام الفاتح باتخاذ القسطنطينيّة عاصمةً لملكه، وسميت بذلك الوقت باسم إسلامبول والتي تعني تحت الإسلام، وحالياً باسطنبول.