أكد الشيخ أحمد قنديل تركية، مدير عام شئون مناطق الوعظ بالأزهر في حواره ل"الوادي" أهمية دور الوعظ وأهمية دور الأزهر الشريف في الحفاظ على كرامة المواطن المصري، أياً كان مسيحياً أم مسلماً، من خلال ترسيخ مبادئ المواطنة وهي المعيار الحقيقي الذي يسعى الازهر لتحقيقه وتفعيله منذ أيام الثورة الاولى وحتى الآن، حول دور الازهر ومكانته ومستقبل الوطن كان لنا هذا الحوار : *** هل كان للأزهر دور واضح مع اشتعال الثوره التونسية التى كانت بمثابة البداية لثورات الربيع العربي؟ وهل طلب منه المشورة كمنبر إسلامي للعالم العربى والاسلامي؟ - لم يكن للازهر دور أو مشورة في أى دوله عربية أو اسلامية من منطلق عدم التدخل في شئون الدول الاخرى ، أما فيما يخص مصر فقد أطلق دعوات لتهدئة الوضع منعاً لحدوث كوارث وليس بمقصد الإنحياز للنظام. *** ما رؤيتكم حول الدستور الجديد كمواطن مصري قبل أن تكون رجل دين ؟ رأيى حول الدستور الجديد كمواطن مصرى بأنه يجب أن يراعي كل طوائف المجتمع وأن يرسخ مبادئ العدل والمساواة وأن يكفل حياة كريمة لكل المصريين دون تمييز، ويحافظ على الحريات العامة دون تعارض في ذات الوقت مع الشريعة الاسلامية. *** هل توافق على الاعلان الدستوري المكمل أم لا ؟ - لا أوافق بالطبع حيث وضع الاعلان الدستوري المكمل صلاحيات منقوصة لرئيس الجمهورية وهو ما يتعارض مع مصلحة البلاد في تلك المرحلة الهامة ولا يحترم ارادة المواطنين في انتخابهم لرئيس الجمهورية . *** ما رأيك في المادة الثانية من الدستور وماذا عن استمرارها في الدستور الجديد؟ - أنا أؤيد استمرار المادة الثانية للدستور كما هي لكونها تضمن الحياة الكريمة والآمنة لكل أطياف المجتمع ولا داعي للخلاف من الأساس حولها، فالإعلام الموجهه هو سبب المشكلة لما يبثه من افكار واراء غير موضوعية ، وقد أكد شيخ الأزهر أن المادة الثانية من الدستور خط أحمر لا يجب المساس به. *** ماذا عن المادة الثالثة التي من المقترح أن تنص علي أن السيادة لله وحده؟ - إن الأمر بيد الشعب وحده فابتعاد المسلم عن الدين لا يعد هو المقصود بالمدنية ولاقبل من المجتمع فكرة الخروج عن شرع الله سبحانه وتعالى. *** ما الدور الذي قام به الأزهر في مساندة مؤسسات الدولة التي كانت على وشكل الإنهيار مثل القضاء والداخلية؟ - الأزهر ليس سلطة تنفيذية ولا يملك أن يكون لديه عسكر وضبطية فهو مؤسسة دينية يسأل ويجيب في حدود الشريعة فقط ويحتكم إلى شرع الله، وإذا انهار القضاء والداخلية انهار المجتمع بأكمله فهو ينصح ويرشد ويوعظ.. *** ماذا عن إستقلال الأزهر؟ - خط أحمر وأنا أول من ينادي بإستقلالية الأزهر، فهي ليست شعارات ولكنه واقع لن تتنازل عنه ولن نسمح بالمساس به لاننا نريد تطبيق الشريعة الإسلامية التي تحكم بالوسطية والإعتدال ولا تفرق بين مسلم أو مسيحي ويرعى الحريات العامة وحقوق المرآة، فالأزهر مؤسسة عالمية تهتم بشئون المسلمين في كافة انحاء المعمورة ولذا يجب أن يحظى بالاستقلالية بعيداً عن التوجهات والمصالح السياسية. *** بالنسبة للقنوات الفضائية الدينية .. ما رأيك في الفتاوى التي تصدر منها ؟ - من المعروف أنها إنطلقت لمحاربة القنوات الدينية الشرعية وأن الفتوى لا تصدر إلا من رجل دين وهذه القنوات تجيد التحدث فقط ولا تجيد الدين لكي تسطيع أن تصدر فتوى صحيحة على أساس ديني صحيح، فمن شروط المفتي أن يكون حافظا للقرآن لأنه يستند لآياته وأيضاً دارسا للفقه والمواد التشريعية بالأزهر. *** ما هي المشكلات التي يتصدى لها الخطيب أو الواعظ؟ - أولا الخطيب هو شيخ يتبع وزارة الأوقاف ويشترط فيه حفظ القرآن ويعين من قبل الوزارة، أما الوعاظ فهم مسئولية الأزهر لأنه درس العلوم الأزهرية ويعين من قبل الأزهر وهو ليس له مكان ثابت فهو مستقل كثيراً ومساحة عمله أكبر من مساحة عمل الإمام والخطيب المعين حيث أن الوعاظ يتنقلون ما بين السجون ودور الرعاية للمرأة أو أطفال الشوارع أو المصالح الحكومية الأخرى ومؤسستي الشرطة والقوات المسلحة ومراكز الشباب ولابد أن يوفر للداعية قدر من الحصانة وأن يتوفر له حياة كريمة ومرتب يكفل له الحياة لكي يكون قادراً على تأدية الرسالة وأن يكون متفرغاً لعمله فقط، وأيضا لابد للوعاظ أن يتوفر لهم الإمكانيات الحديثة لكي يواكبوا العصر من تقدم وتكنولوجيا وأن يكونوا دائماعلى إطلاع بمستجدات الاحداث الخارجية والداخلية.