تقدم الدكتور أحمد عبد الغنى ، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، باستقالته الى الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة الجديد، وهذه هى ليست المرة الأولى التى يتقدم بها رئيس القطاع باستقالته ، حيث قدمها الى الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة السابقة مرتين لأسباب صحية، الا ان الأخير رفضهما وكان ذلك فى شهر ديسمبر من العام الماى 2014، و كان ذلك فى أقل من أربعة أشهر منذ توليه القطاع، وقام فى المرة الأخيرة بعد أجتماعه بالعاملين بمنحنه صلاحيات سلطات وزير من الناحية المالية والإدارية. بعد أربعة أشهر أخرى، تقدم بالأمس الدكتور أحمد عبد الغنى باستقالته، الى الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة الجديد للمرة الثالثة، فى فترة تقارب من الثمانية أشهر منذ توليه رئاسة القطاع ولكن سببها هذه المرة ليس بأسباب صحية ، وأنما كشف عن السبب الحقيقى وراء استقالته. وذكر الدكتور أحمد عبد الغنى فى نص استقالته قائلا : أنه سبق أن تقدمت باستقالتي لظروف صحية، هذه المرة لن اسمح لنفسي أن استعير هذه الجملة التقليدية، الكلاسيكية، الدبلوماسية، الروتينية، البليدة، للاعتذار، لأن المأزق والدافع الحقيقي في هذا المبرر الذي هو في الحقيقة صادقًا ولكنه ليس كل السبب وليس كل الحقيقة وليس كل المشكلة. وأوضح فى نص الاستقالة ، فقد ايقنت أن المشكلة في بلدنا الحبيب ليس فقط في المتآمرين أو الفاسدين أو الحاقدين أو المغرضين ... إنما المشكلة أيضًا فينا نحن الصالحين المصلين المتصدقين المتذكرين، نحن لا نحاسب أنفسنا ولا نراقب إلا الآخرين نحن نصلي ونصوم كل اثنين وخميس، وننافق ونكذب ونتكاسل ونغتاب ونَفسد ونُفسد، فالفساد ليس كله ماليًا، ولكنه إداريًا وأخلاقيًا، الفساد هو حالة وليس فعل مادي فقط. وتابع، نحن صنعنا دستورًا ربما يكون عظيمًا للمستقبل، نحتكم به، ولكننا الأهم أن نصنع دستورًا لأنفسنا، دستورًا يصنع مواطنًا عظيمًا محبًا للوطن وعاشقًا له، دستورًا للتسامح ولتصحيح المسار وإيقاظ الهمم والضمائر والعمل والانجاز والتحدي نحن نتسابق لصناعة إنجاز عظيمًا ومشروعات عملاقة وطموحة، واحيانًا لا نلتقت بنفس التحدي والجسارة لصناعة انسانًا عظيما فاهدرنا كثير من القيم وأخلاقيات العمل والحياة. وأشار الى انه خلال توليه رئاسة القطاع قرابة ثمانية أشهر سعى لتحقيق انجازا يليق بهذا البلد وأفخر به، ولن اسرد لسيادتكم تفصيلا بهذا. وأكد على انه قد أدي كل ما استطاع كي يؤوسس لهذا المستقبل بمشاريع طموحة وإعادة إفتتاح متاحف مغلقة وتفعيل دور الفن في المجتمع، واوضح انه كان يحلم بوضع حجر اساس لمتحف الفن المصري المعاصر في العاصمة الإدارية الجديدة كنقلة حضارية وفنية وثقافية، وبمشاريع تضيئ بافتتاحاتها سماء مصر مثل :" متحف الجزيرة – جمال عبدالناصر – قصر عائشة فهمي – محمود خليل، وإضافة متحف عز الدين حمودة وزينب عبدالحميد" لرصيد متاحفنا الفنية، واوضح :" جميعًا لدينا أدوار نؤديها، فليتولى بعدي من يستكمل الحلم ". وأختتم نص استقالته برسالة وجها الى الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة قائلا: "سيادة وزير الثقافة وعلى كل ما سبق ..أتوجه لسيادتكم بالتفضل بقبول استقالتي،وأوصييك بكل المشروعات الطموحة التي تؤسس لغد أفضل ، أوصيك بإقامة متحف للفن المصري المعاصر بالعاصمة الإدارية الجديدة،أوصيك بالفن والثقافة ".