قال الشاعر السوري والمفكر الكبير أدونيس أن العرب لا يمتلكون رؤية نقدية في جميع أعمالهم، مشيراً إلى أنه على مدار عشرة قرون من الزمن لن تصدر لدينا دراسة عن جمالية الشعر. وأضاف خلال الندوة التي أقيمت بالقاعة الرئيسية ضمن فعاليات الدورة ال46 لمعرض الكتاب، والتي يديرها د.أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، أنه ليس لدينا حتى الآن أدب الاعترافات، فالشخص العربي دائماً يشاهد نفسه يولد ويكبر ويموت إنساناً معصوماً من الخطاً، بحسب وصفه. وأضاف أدونيس أنه إذا أردنا تجديد الخطاب الديني، فعلى المفكرين والأدباء والكتاب العرب إحداث قطيعة مع كل الإرث الفكري والثقافي الرجعي في كل المجالات، والعمل على استحداث خطاب حداثي في حالة إذا أردنا أن نصل بفقهاءنا الذين لم يصلوا حتى الآن إلى مرحلة المفكرين مثل الأديب الفرنسي سارتر في الغرب. وتابع أدونيس أدونيس أن تقديم خطاب ديني حداثي يواكب التغيرات على مستوى الدولة والإقليم والعالم، ينبغى معه إحداث أربعة قطيعات، أولها القطيعة مع القراءة السائدة للدين لأنها تحول النص الديني الذي يفترض أن يكون نصاً دينياً منفتحاً يعظم الإنسان إلى نص عنفي "جلاد" والعمل على تقديم قراءة جديدة للدين تفصل فصلاً كاملاً بين ما هو ديني من جهة مع احترامي الكامل لكل ما هو متدين وغير متدين، مؤكداً أن النصوص القديمة لم تشير إلى أن الإسلام دولة بل دين، حسب تعبيره. وأضاف أن القطيعة الثانية إذا كنا فعلاً حريصين على أن نغير السلطة وحدها بل المجتمع فيجب أن ننشئ جبهة مدنية علمانية على المستوى العربي تكون شكلاً جديداً من قراءة الموروث وإعادة النظر فيه وتأسيس لغة وعلاقات إنسانية جديدة. وتابع العمل على تحرير الثقافة العربية من الوظيفية وإعطائها المزيد من الحرية والمعرفة وانفتاح الآفاق. واختتم حديثه بتوصية أخيرة وهي أنه لا مفر لنا من الديمقراطية القائمة على المساواه الكاملة وعلمنة المؤسسات وهو ما يجب أن نناضل من أجله. حسب قوله.