بمناسبة معرض القاهرة الدولى للكتاب 46 أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب مجموعة نصوص لإبراهيم أصلان بعنوان "انطباعات صغيرة حول حادث كبير"، وآخر رواياته بعنوان "صديق قديم جداً". هذه النصوص ليست محض كتابة نبعت من ثورة الخامس والعشرين من يناير ولهثت بموازاتها، إنها كتابة نادرة جسدها أصلان بطريقته الأثيرة كحكايات تلتقط طرف الحدث الاستثنائى من التفاصيل الهشة والعابرة من الأشخاص المنسيين الذين لا تعرف وجوههم الكاميرات ومن الشوارع الجانبية التى تخاصمها الطرقات المضيئة صانعا محكية استثنائية تستعصى على التصنيف. نص بديع خطته اليد الواهنة لأصلان فى أيامها الأخيرة مزودة بالقوة اللازمة من طاقة أخرى افتقدها الجسد الناحل، طاقة زوده بها الحدث الهائل مثلما فعل مع جميع المصريين. اختار أصلان أن يوصف نصوص هذا الكتاب النادر ب"الانطباعات الصغيرة" غير أن قارئها سيدرك منذ الوهلة الأولى انه أمام "انطباعات كبيرة" حول الحادث الكبير. وفيما يتعلق بآخر رواية للكاتب الكبير الراحل إبراهيم أصلان . والصادرة تحت عنوان" صديق قديم جداً" يأخذنا من خلالها فى رحلة مدهشة يتداخل فيها الذاتى بالخيالى ليقدم نصا بديعا يتوفر فيه جميع الخصائص الفنية والأسلوبية التى أسستها كتابة صاحب مالك الحزين وحفرت لها بعمق فى التربة السردية العربية .كعادته يبدأ أصلان من لحظة عابرة ليحولها بيد صائغ إلى عالم واسع محتشد بالتفاصيل. من البحث عن اسم صديق قديم غاب فى غبار الأوراق المهملة وتخلت عنه الخرائط، يبدأ البحث، وتتشكل رحلة الاستحضار ، استحضار وجود غاب أبطاله الأصليون مخلفين بالكاد أسماءعلقت بالذاكرة وتشبثت، رافضة مغادرتها. هكذا يخوض أصلان فى صديق قديم جدا بحثا محموما، مدعوما بذاكرة ما تزال واثقة فى قدرتها، ليس فقط على استعادة عالم مندثر لينهض متجسدا مكتملا كأنه لم ينسلخ عن صاحبه يوما. وتعد هذه الرواية رواية استثنائية تنشر لأول مرة ليكتمل عقد أصلان الروائى بها مؤكدة على عالمه المتفرد والذى لا يشبه سوى نفسه.