"أم محمود" الشهيرة ب"شيكامارا" هي أول سائقة تسير على الطريق السريع ، تحيط بها المخاطر من كل جانب ولم تخف أو تتراجع في سبيل حماية بيتها وأولادها من الخراب والتفكك، فهي مثال للمرأة المصرية المكافحة ، وفي حوارنا معها شرحت كيف جاءتها الفكرة وما الذي دفعها لذلك. أم محمود سيدة مطلقة كانت تعمل في البداية في مخبز وكانت هي بداية تعاملها مع الرجال حيث كان يعمل تحت يدها 6 رجال وهذا ما ساعدها على العمل كسائقة، وبعد المعاملة السيئة من زوجها بعد أن أنجبت منه 4 أولاد وتهديدها ببيع أبنها الخامس، بالإضافة إلى معاملته السيئة لأولاده لدرجة كرههم له، فإنفصلت عنه وتركته وتركت العمل بالمخبز. ثم جاءتها فكرة العمل كسائقة بسبب حبها للقيادة وخاضت هذه التجربة بجرءة وتغلبت على خوفها، وبتشجيع أولادها لها رغم خوفهم عليها من السير على الطريق السريع، وها هي تعمل منذ خمس سنوات وأصبح كل من يعرفها على علاقة جيدة بها، وعندما سألناها إذا عرض عليها العمل في مهنة أخرى وبراتب أعلى قالت أنها سوف ترفض لأنها تعمل ما تحب وأعتادت على هذا العمل وأصبح من الصعب تركه.. تبدأ أم محمود يومها من الساعة الخامسة فجرا لتقود الميكروباص، من موقف العاشر إلى مدينة الشروق، تجيد أم محمود التعامل مع الركاب بمختلف أذواقهم وأنماطهم، وتتبادل معهم الحديث وتتداول أخبار البلد، والسياسة والمجتمع، ولا تلتفت إلى المنتقدين والمستغربين من كونها سيدة تقود ميكروباص في مجتمع ذكوري، يشيرون إليها قائلين: " بص ست هي اللي بتسوق .. هما سيبنيها ازاي كدة"، ومنهم من يرفض الركوب معها وخاصة السيدات، ولكنها تغلبت على تلك الصعاب بجرأتها ، وبمساعدة السائقين الرجال لها وتشجيعها والوقوف بجانبها على عكس توقعاتها تماما. وتناولت "أم محمود" خلال حديثها بعض المواقف التي تعرضت لها خلال الأيام الأولى من تجربتها، موضحة ان النساء وخلال قيادتها كن يبدين إستغرابا كبيرا، أما السائقين، فكانوا يخرجون رؤوسهم من مركباتهم ويضحكون..!!، في إشاره للمفاجئة والإستغراب لمشاهدتهم سيدة تقود شاحنة، قائلة: "إلا انني لم أتراجع، بل عقدت العزم على الإستمرار وتحقيق هدفي، بل كنت أتعامل مع كل تلك المواقف بهدوء وتفهّم، خاصة وان المجتمع الذي نعيش فيه لم يشاهد من قبل سيدة تقود ميكروباص"، كما أحاول البعد كل البعد عن المشاكل. وأخيرا تقول "شيكامارا"، أتمنى أن يخوض غيري من النساء هذه التجربة وأن أرى غيري من النساء يزاولون هذا العمل، حتى نثبت لمجتمعنا أن النساء قادرات على عمل ما يقوم به الرجال بل وبإتقان أكثر، وتغير مفهوم "الست ملهاش غير بيتها".