ولد إيفند يونسون لأبوين فقيرين في بلدة "أوڤرلولِه "أقصى شمال السويد فى 29 يوليو عام 1900 ترك المدرسة وهو في الثالثة عشرة من عمره وعمل في مجالات مختلفة لكسب عيشه، بيد أنه ثقّف نفسه بالمطالعة الكثيرة. استقر في ستوكهولم بعد الحرب العالمية الأولى وشارك في الحياة السياسية وحركة الاتحادات العمالية من أجل المساواة وحقوق العمال، ثم انتقل في عام 1921 إلى برلين حيث بدأ حياته صحفياً ناشئاً وراقب عن كثب معاناة الشعب الألماني في فترة ما بعد الحرب. ثم أقام فترة طويلة في باريس حيث عمل مراسلاً لبعض الصحف السويدية وبدأ الكتابة شعراً ونثراً. عاد في عام 1930 إلى بلاده أديباً مرموقاً واستقر في ستوكهولم حتى وفاته . كان لنشأة يونسون القاسية الأثر الكبير في أدبه، وازدادت نزعته الأوربية وضوحاً وأفقه توسعاً نتيجة إقامته الطويلة في كل من برلينوباريس وزيارته العديد من العواصم الأوربية الأخرى، كان مجدداً وحداثياً في أسلوبه الروائيبدأ يونسون مسيرته الأدبية بمجموعة الروايات القصيرة «الغرباء الأربعة» عام1924، وانتقل لكتابة الرواية فكتب «في الذاكرة» و«وداعاً لهملت» عام 1930 ،و «رواية أولوف» فى الفترة من 19341937، وهي ملحمة من أربعة أجزاء تعكس تجربته الشخصية في بداية حياته، و" مدينة في الظلمات " و " رسالة مضمونة " و " كريلون " . وهو من ادباء طبفة العمال . لم يكن يونسون بمعزل عن الأحداث السياسية التي كانت تدور حوله في ذلك الوقت، وفي رواياته «تمرينات ليلية» عام 1938، و«عودة الجندي» عام 1940 والثلاثية الرمزية «كريلون»فى الفترة من 19411943 عالج الحرب الأهلية الإسبانية وانتشار الحركة النازية في بلاده وسياسة الحياد التي تتبعها. فالسويد كانت دوماً دولة محايدة، وفي أثناء الحرب العالمية الثانية نجت من الاحتلال النازي بعكس جاراتها بمحاباتها للنازية من جهة وللحلفاء من جهة أخرى. وحرر يونسون في هذه الفترة الصحيفة الناطقة بلسان حركة المقاومة النروجية، مما جعل له جمهوراً كبيراً في كل من الدنمارك والنروج. في روايته «الأمواج المتكسرة» عام1946 استلهم يونسون «الأوديسة» لهوميروس وصاغ منها رواية معاصرة أكد فيها ما أكده في أعماله اللاحقة من دائرية الزمن وتكرار التاريخ. وفي فترة قحط في نتاجه الأدبي - تزامنت مع بدايات الحرب الباردة - اتهمه اليسار بالتعاطف مع أمريكا ومناوءة الشيوعية، بيد أنه عاود الكتابة من جديد ونشر رواية «أيام سعادته» عام 1960 التي حلل فيها خصائص الحكم الاستبدادي وما يواجهه الإنسان من مصاعب في السلم والحرب والحب، وكان لها الدور الأكبر في منحه جائزة نوبل عام 1974. طغت على يونسون في آخر سنوات حياته روح التشاؤم؛ مما ظهر في رواياته: «فاڤل وحيداً» عام 1968، و«بضع خطوات نحو الصمت» عام (1973). وتجاوزت مؤلفاته ثلاثين رواية إضافة إلى العديد من مجموعات الروايات القصيرة والمقالات الأدبية والصحفية. توفى يونسون فى 25أغسطس 1976 عن عمر يناهز ال 76 عاماً.