سجل مركز الدوحة لحرية الإعلام باستياء أخطاء مهنية مخلة لبعض وسائل الإعلام تسببت في نقل صورة مشوهة إلى الرأي العام العالمي عن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي تدخل يومها السابع، كما تابع المركز الانحياز الكبير للاعلام الغربي من قنوات ووكالات أنباء، وعملها على تزييف الحقائق والصور المروعة للدمار الذي خلفه القصف الهمجي على قطاع غزة. وتفاوتت فداحة تلك الأخطاء التي ارتكبتها وسائل الاعلام تلك، بين بث معلومات خاطئة مثل نسبة مشاهد من الدمار الذي لحق بالمواطنين العزل في غزة جراء القصف الإسرائيلي لبيوتهم وتقديمه للمشاهد على أنه لضحايا إسرائيليين طالتهم صواريخ المقاومة الفلسطينية، وبين المساواة بين الضحية والجلاد، من خلال تصوير ما يجري على أنه حرب بين قوتين متكافئتين، في مجانبة واضحة للحقائق، وتصوير مغلوط لما يجري على الأرض، وهو ما يتنافى مع أخلاقيات المهنة التي تقتضي الالتزام بالمهنية والحياد. فقد نقلت قناة "أي بي سي" الأمريكية خلال نشرة أخبار رئيسية الثلاثاء الماضي 8 يوليو معلومات مضللة، تمثلت في عرض مشاهد من الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وقدمته على أنه دمار في إسرائيل إثر صواريخ المقاومة الفلسطينية. وعلقت المذيعة بالقناة، ديان ساويير خلال بث حي لنشرة الأخبار على صور لعائلة فلسطينية، تحاول جمع بعض ممتلكاتها من بين حطام بيتها المهدم إثر غازة إسرائيلية قائلة "إنها لأسرة إسرائيلية تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه". وتابعت المذيعة مخاطبة المشاهدين بينما كانت القناة تعرض صورا للدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة: "نأخذكم إلى الخارج الآن، حيث الصواريخ تمطر إسرائيل اليوم، بينما تحاول إسرائيل صدها". وفي السياق نفسه، أخطأت المذيعة أيضا في التعريف بصورة سيدة فلسطينية تقف وسط حطام بيت مهدم قائلة "سيدة تقف عاجزة عن الكلام وسط الركام"، مما يوحي للمشاهد بأن السيدة ضحية إسرائيلية لقصف المقاومة الفلسطينية. واضطرت القناة للاعتذار لمشاهديها لاحقا عن هذا الخطأ بعد أن تم تداوله في وسائط التواصل الاجتماعي خصوصا "تويتر"، وأثار سخطا في أوساط المدونين. كما عنونت وسائل إعلام من بينها قنوات تلفزيونية، وبعض الصحف العالمية تغطيتها لما يجري بطريقة توحي للقارئ بتكافئ القوى بين طرفي الصراع، ففي 8 يوليو عنونت صحيفة "نيويورك تايمز" تغطيتها للصراع كالتالي "إسرائيل وحماس يتبادلان الهجمات في ظل تزايد التوتر"، و"إسرائيل وحماس تتبادلان إطلاق النار". (روابط) بينما نقلت صحف أخرى طرفا واحدا من القصة من خلال تركيزها على تغطية ما يجري على الجبهة الإسرائيلية، فهذه "وول ستريت جورنال" تختار عناوين من قبيل "صواريخ غزة تصل العمق الإسرائيلي"، و"الغارات الجوية تهدف إلى إضعاف ترسانة حماس"، متجاهلة الأعداد المتزايدة للقتلى المدنيين في قطاع غزة في اختزال مخل لما يجري، ومساواة بين الضحية والجلاد، وهي مغالطة تفندها معطيات الواقع، حيث لا وجود لتكافئ القوى بين الطرفين. وقد سقط حتى الساعة، ما يزيد على 170 شهيدا فلسطينيا، وجرح قرابة 1200 معظمهم من النساء والأطفال، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف المدنيين، وطال البيوت والمستشفيات، ومركزا خاصا بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ودور العبادة على سبيل المثال لا الحصر، وفي المقابل لم تسجل أي وفيات في الجانب الإسرائيلي. وتشير التقارير الإخبارية إلى أن إسرائيل نفذت مئات الغارات على أهداف مدنية في قطاع غزة منذ بداية العدوان ومازالت غاراتها متواصلة حتى الآن. وسجل مركز الدوحة لحرية الإعلام استياءه من هذه الأخطاء الفادحة، فإنه يدعو وسائل الإعلام إلى تصحيح الصورة المغلوطة التي تم تقديمها للرأي العام عن الحرب على قطاع غزة، كما يدعوها إلى الإلتزام بأخلاقيات المهنة، ونقل ما يجري بحيادية وتوخي الدقة، والابتعاد عن كل أشكال الانحياز، ويهيب بها أن تمارس دورها كشاهد على ما يجري، وأن لا تسمح بتبرير قتل الأبرياء واستهداف المدنيين العزل. كما ادان المركز استهداف الصحفيين وقتلهم من قبل السلطات الإسرائيلية، ويدعو المجتمع الدولي، ممثلا في الأممالمتحدة، ومجلس حقوق الانسان، واليونسكو وكافة المنظمات الحقوقية لإدانة استهداف إسرائيل للصحفيين، حيث راح ضحية العدوان على غزة الصحفي حمدي شهاب الذي يعمل لصالح وكالة "ميديا 24"، إثر قصف طائرة حربية إسرائيلية لسيارة تحمل إشارة صحافة كان يستقلها، كما جرح "مراسل قناة فلسطين اليوم"، إثر استهدافه والفريق العامل معه بقنبلة صوتية أثناء نقل مباشر للأخبار من قطاع غزة. وعبر مركز الدوحة عن وقوفه الكامل مع الاعلاميين في قطاع غزة، يدعو المنظمات الإعلامية العربية والدولية الى الوقوف الى جانب الإعلاميين في فلسطين ومساندتهم كي يتمكنوا من القيام بواجبهم المهني وكشف الإنتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة.