فهمت معنى العمر فهم الأريب.. وعشت فى دنياك عيش اللبيب .. جيئت منها ثم أنكرتها ..وكنت فيها آهلاً كالغريب ,,,, فلم تبكون راحلا أيها الراحلون ؟ أأنتم بعده فى خلود؟ أم هى دموع يقرضها السلف ، ليفهم إياها الخلف ؟.. أبيات من قصائد مختلفة للشاعر البنانى خليل مطران الذى أنار بميلاده عالمنا وذلك فى الواحد من يوليو عام 1872 , لقب خليل مطران بشاعر القطرين " وهما قطر مصر وقطرلبنان وذلك لانه ولد بلبنان وعاش معظم حياته بمصر , فبالاضافة الى كونه شاعرا، كان من كبار الكتاب والمترجمين وذلك لغوصه فى المعانى وجمعه بين الثقافة العربية والاجنبية وغزارة علمه وإلمامه بالأدب الفرنسي والعربي ... اشتهر مطران بطباعه المسالمة الرقيقة. ويعتبر مطران أحد الرواد الذين اخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر حيث دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي ، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما ادخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي. تميز أسلوب مطران الشعري بالصدق الوجداني والأصالة والرنة الموسيقى على الرغم من محاكاته فى بداياته لشعراء عصره في أغراض الشعر الشائعة من مدح ورثاء، لكنه ما لبث أن أستقر على المدرسة الرومانسية والتي تأثر فيها بثقافته الفرنسية، ، وأثرت مدرسته الرومانسية الجديدة على العديد من الشعراء في عصره مثل إبراهيم ناجي و أبو شادى وشعراء المهجر وغيرهم. من اشهر ما قيل عن شعر مطران كان من عميد الادب العربى طه حسين وعبر طه حسين حيث خاطبه قائلا "إنك زعيم الشعر العربي المعاصر، وأستاذ الشعراء العرب المعاصرين، وأنت حميت "حافظاً" من أن يسرف في المحافظة حتى يصيح شعره كحديث النائمين، وأنت حميت "شوقي" من أن يسرف في التجديد حتى يصبح شعره كهذيان المحمومين". كما قال عنه محمد حسنين هيكل "عاش مطران للحاضر في الحاضر وجذب جيله ليجعله حاضراً كذلك، فشعره وأسلوبه وتفكيره كلها حياة جلت فيها الذكرى وعظمت فيها الحيوية، ولهذا تراهم حين يتحدثون عن مطران يتحدثون عن الشعر والتجديد فيه". ولد خليل مطران فى 1 يوليو 1872 فى بعلبك بلبنان، و رحل عن عالمنا فى الواحد من يونيو لعام 1949 عن عمر يناهز 77 عام تاركا ارثا ثريا من الشعر والقصائد مثل المساء، موت عزيز، الأسد الباكي، وفاء، الجنين الشهيد، المنتحر، الطفل الظاهر، نيرون، فتاة الجبل الأسود، شيخ أثينة، بين القلب والدمع، الزنبق.