"شيخ الأزهر" و"وزير الاتصالات" يفتتحان التشغيل التجريبي لبانوراما ذاكرة الأزهر

افتتح اليوم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والمهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التشغيل التجريبي لمشروع "بانوراما تراث ذاكرة الأزهر الشريف" الذي تنفذه مكتبة الأزهر الشريف بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي أحد مراكز مكتبة الإسكندرية والمدعم فنيا من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ويأتي هذا المشروع بهدف التعريف بدور الأزهر الشريف عبر تاريخه الطويل الذى يمتد لأكثر من ألف عام. حيث تم تنفيذ المشروع طبقاً لبروتوكول التعاون المشترك الذي تم توقيعه في 2011 بين الأزهر الشريف ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإعداد مشروع "ذاكرة الأزهر الشريف، وتم اليوم توقيع بروتوكول جديد بين الجانبين لاستكمال تنفيذ هذا المشروع الكبير الذي تبلغ تكلفته الاجمالية نحو 300 مليون جنيه.
يتضمن المشروع عدة محاور عمل من اهمها: محور توثيق المواقف المشرقة والمشرفة للأزهر الشريف عبر تاريخه الطويل واثرها في الحياة الوطنية والاسلامية . ومحور توثيق السير الذاتية لشيوخ الأزهر ومؤلفاتهم وإنجازاتهم عبر السنين، ومحور توثيق التراث المعماري للجامع الأزهر والمعاهد الدينية العريقة، ومحور توثيق الذاكرة الصحفية لكل ما نشر عن الأزهر الشريف، ويتم نشر هذه المعلومات باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية من خلال: موقع ذاكرة الأزهر الشريف على الإنترنت، وبانوراما تراث ذاكرة الأزهر بمكتبة الأزهر الشريف، ومجموعة من المطبوعات أهمها كتاب" مختارات من ذاكرة الأزهر الشريف".
وعقب الافتتاح صرح "الطيب" بأن هذا المشروع القومي يطمح إلى استدعاء عظمة الأزهر الشريف إلى أذهان المسلمين والعالم أجمع، وإبراز دوره في نشر الوسطية، واحتواء الخلافات بين المذاهب الإسلامية، والحفاظ على الهوية الإسلامية في مختلف بقاع العالم وعلى مر العصور.
وأكد حلمي، بأن التطورات المتلاحقة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ساهمت في تقديم مفاهيم جديدة للتوثيق الرقمي يمكن الاستفادة منها وتوظيفها في توثيق ذاكرة الأزهر الشريف. كما أكد سيادته حرص الوزارة الدائم والمستمر على التعاون مع هذا الصرح العملاق والذى يعد مركزا للإشعاع التراثي والفكري والديني ليس لمصر فقط، وليس للمنطقة العربية فحسب، وإنما للعالم أجمع.
ومن المنتظر أن يتم الافتتاح النهائي للمشروع ونشر مخرجاته من خلال بوابة إلكترونية ومطبوعات وغيرها في ديسمبر2014.
جدير بالذكر أن بانوراما التراث هي اختراع مصري حصل على براءة اختراع عام 2007م، وهي نتاج جهود كبيرة قام بها مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي لاستخدام أحدث تقنيات العرض الرقمي في استعراض مفردات التراث المصري، وقد تم إعداد نسخة مخصصة منها لعرض تراث الأزهر الشريف بحيث يرى المشاهد لأول مرة العناصر المختلفة لتاريخ الأزهر الشريف مرئية ومسموعة بشكل مترابط وجذاب أمام ناظريه.
كما وقع شيخ الازهر، ووزير الاتصالات، برتوكول تعاون مشترك بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والازهر الشريف بشأن تطوير المعاهد الازهرية بمراحلها المختلفة (الابتدائي/ والاعدادي/ والثانوي) باستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وذلك لتحقيق استراتيجية الازهر الشريف التي تسعى الى الارتقاء بمنظومة التعليم قبل الجامعي الذي يؤهل للتعليم بجامعات الازهر، وتطوير التعلم داخل المعاهد الازهرية بكافة انواعها وذلك من خلال دمج تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بالعملية التعليمية داخل المعاهد، وتقليل الفجوة بين طلاب المعاهد الازهرية من الناحية التكنولوجية وطلاب المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم.
يهدف البروتوكول الى تحقيق زيادة كفاءة العملية التعليمية من خلال تشجيع التعليم الالكتروني والتعلم المستمر من اي مكان، واستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لإحداث نقلة نوعية نحو التحول الى مجتمع المعرفة وتعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين لدى المجتمع التعليمي في الازهر، وتشجيع صناعة المحتوى الالكتروني العربي على الانترنت، وبناء مجتمع المعلومات المصري ومجتمع المعرفة عن طريق إعداد جيل قادر على التعامل مع مستحدثات العصر من تكنولوجيات.
كما يتضمن نطاق عمل البروتوكول عددا من المشروعات تتمثل في: نطاق أعمال هذا البروتوكول:
أولا: مشروعات ميكنة العملية الإدارية التعليمية وتتضمن: مشروع انشاء نظم إدارة العاملين بالمناطق والقطاعات الرئيسية والمعاهد الازهرية، ومشروع نظم إدارة المعاهد الأزهرية، ومشروع الخريطة الجغرافية للمعاهد الازهرية على مستوي الجمهورية، ومشروع انشاء قاعدة بيانات المكتبات، ومشروع تطوير نظام الرصد والتفتيش ، ومشروع إنشاء بوابة الكترونية تعليمية تفاعلية متكاملة على شبكة الانترنت ومكتب الاستعلامات الهاتفية للمعاهد الازهرية، ومشروع توفير نظم متابعة البنية التكنولوجية بالمعاهد الازهرية وتوفير رخص نظم التشغيل للمعاهد الازهرية.
ثانيا: مشروعات النظم التعليمية وتتضمن: مشروع تطوير المحتوي التعليمي ورقمنة المقررات الدراسية للمعاهد الازهرية، ومشروع انشاء موسوعات المواد العربية والشرعية في صورة مترابطة ومتكاملة، ومشروع توفير تطبيقات وخدمات لذوى الاحتياجات الخاصة (المكفوفين)، ومشروع توفير خدمات رقمية للطلاب واولياء الأمور، ومشروع توفير نظم المحاكاة والبرمجيات مفتوحة المصدر والمعامل الافتراضية، ومشروع بناء مكتبة رقمية على الحوسبة السحابية للمحتوي التعليمي من خلال المشاركة المجتمعية والمحتويات المفتوحة، ومشروع انشاء قنوات تعليمية متخصصة على الانترنت، ومشروع التعلم الالكتروني.
ثالثا: مشروعات تطوير البنية التحتية للمؤسسات التعليمية وتتضمن: مشروع التعليم القائم على الحاسبات اللوحية (منظومة تعلم الكتروني متكاملة)، ومشروع توصيل بعض المعاهد بالإنترنت فائق السرعة، ومشروع تحسين البنية التكنولوجية داخل المعاهد الازهرية (معامل حاسبات الية وشبكات)
رابعا: مشروعات تنمية القدرات البشرية للمدرسين والمدرسات بالمعاهد الازهرية وتتضمن: مشروع تعليم وتدريس البرمجيات مفتوحة المصدر داخل المؤسسات التعليمية، ومشروع تأهيل الموارد البشرية ومشروع تنمية مهارات ادارة التغيير والقيادة.
خامسا: النظم الايكولوجية والاستدامة وتتضمن: تفعيل المعاهد كمراكز تعلم مجتمعي، وتفعيل الشراكة بين القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية الاخرى.
هذا وتبلغ التكلفة الاجمالية للبروتوكول نحو 216 مليون جنيه، وتبلغ مدة تنفيذه ثلاث سنوات .