تستضيف العاصمة البلجيكية، بروكسل اليوم، الخميس، اجتماعاً طارئاً لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي من أجل وضع موقف مشترك من الأحداث في أوكرانيا، كما ومن المتوقع أن ينظر المشاركون في القمة في إمكانية فرض عقوبات على روسيا بسبب ما اعتبروه تدخلاً عسكرياً في القرم جنوبأوكرانيا، وذلك حسبما ذكرت قناة "روسيا اليوم". نقلت القناة عن مصدر دبلوماسي أن مسودة البيان الختامي للقمة تشير إلى أن الوضع في أوكرانيا يمثل خطراً على السلام والاستقرار في أوروبا، ويجب تسوية الأزمة في أسرع وقت عبر الحوار السياسي وبمراعاة مبدأ الحفاظ على وحدة أراضي البلاد، كما سيطالب الاتحاد الأوروبي بإرسال مراقبين دوليين الى أوكرانيا. وفيما يخص العقوبات التي من المحتمل أن يتم فرضها، فهي تتعلق بتجميد المباحثات حول إلغاء تأشيرات الدخول بين الطرفين وتعليق المحادثات حول إعداد الاتفاقية الأساسية الجديدة للعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي. قالت القناة أن أوضح محللون أن الدول الرئيسية في الاتحاد، على الرغم من دعوات زعمائها العلنية إلى معاقبة روسيا، إلا أنها لا تريد فرض عقوبات اقتصادية جادة على روسيا، فلندن لا تريد فرض عقوبات على القطاع المصرفي الروسي، باعتبار أن ذلك سيعود بأضرار كبيرة على المصارف البريطانية. ويبدو أن فرنسا غير مستعدة لإلغاء عقودها مع موسكو في المجال العسكري، أما ألمانيا التي تعتبر أكبر شريك تجاري لروسيا وأكبر مشتر للغاز الروسي، تصر على أن الوسائل الدبلوماسية لتسوية الوضع لم تستنفد بعد، وليس من داعِ لفرض عقوبات في الوقت الراهن، بحسب القناة. وأشارت القناة إلى أن هناك مجموعة دول أوروبية تربطها علاقات اقتصادية وثيقة مع روسيا، مثل قبرص واليونان وفنلندا وبلغاريا، وهي تخشى إمكانية فقدانها للاستثمارات الروسية في اقتصادها. ويذكر أن المفوضية الأوروبية أعلنت بالأمس عن خطة لتقديم مساعدات مالية لأوكرانيا بقيمة 11 مليار يورو، وأن تقديم هذه الأموال سيستمر حتى عام 2020، بالإضافة الى أن تسيلم 10 مليارات من هذا المبلغ رهن بتنفيذ كييف لشروط صندوق النقد الدولي. ويتوجه رئيس الوزراء الأوكراني الجديد أرسيني ياتسينيوك اليوم إلى بروكسل لدعم موقف كييف في القمة، لكن زيارة ياتسينيوك الى بروكسل تأتي على خلفية فضيحة تتعلق بنشر مكالمة هاتفية مسربة بين المفوضة الأوروبية العليا للسياسية الخارجية والأمنية كاثرين آشتون ووزير خارجية إستونيا أورماس بايت، إذ يتحدث الأخير عن احتمال أن يكون القناصة الذين أطلقوا النار على محتجين في كييف خلال الأحداث الدموية الأخيرة، مرتزقة جندتهم أطراف من المعارضة. كما أقرت آشتون خلال المكالمة بأنها على علم بتعرض بعض نواب مجلس الرادا الأوكراني للضرب من قبل المحتجين المتطرفين.