ارتبط الفرسان في أذهان الأغلبية بالرومانسية، تركت تلك القصص التي قرأناها صغارا لألكسندر دوماس الأب وميشال زيفاكو مثل "الفرسان الثلاثة" و"كابيتان" انطباعا بأن الفروسية والرومانسية لا ينفصلان حتى قدم الفنان أحمد السقا رائعته الرومانسية "عن العشق والهوى" 2006، وتبعها ب"تيمور وشفيقة" 2007، ليسقط ذلك الوهم الذي عاش لما يزيد عن مائتي عام. السقا الذي طرح نفسه فارسا للسينما المصرية خلفا للراحل أحمد مظهر، والذي كان ضابطا في سلاح الفرسان وحاز على اللقب عقب أداءه مجموعة من الأفلام التاريخية مثل "الناصر صلاح الدين" و"وا إسلاماه"، وقدرته الفائقة على ركوب الخيل التي أهلته للقب، حصل عليه الفنان الشاب عقب اقتنائه اصطبل للخيول في ضواحي القاهرة، وتصوير مشهد في اولى بطولاته على صهوة الجواد بفانلة داخلية مميزة وعضلات تصارع الزمن. قدم السقا الذي تخصص في بطولة أفلام الحركة دوره العاطفي الأول من خلال شخصية "عمر" في الفيلم الذي كتبه تامر حبيب وأخرجته كاملة ابو ذكرى، والذي من فرط رومانسيته استخدم اسمين من اسماء الحب وهما العشق والهوى. شاب ثري يرتبط بفتاة من طبقة أدنى، يضطر إلى أن يهجرها بعد اكتشاف طبيعة عمل أختها الكبرى، ومن خلال مشهد لم ولن يتكرر في تاريخ السينما المصرية العالمية، يبدأ الشاب الحزين في إزالة صور حبيبته من على حاسبه الشخصي باكيا قصة الحب التي انتهت، وفيما لم ينجح فيه البصل، او حتى استدعاء الدموع بطريقة مفتعلة، أو بطريقة صناعية عجز السقا على أن يعطي انطباعا لجمهوره بالبكاء، فقط ارتفعت الضحكات في دور العرض بسبب تعبيرات وجه النجم الفارس، التي بدت وكأنه يعاني مغصا ما في مشهد يبدو أنه حزين للغاية - في الحقيقة اقتنعت بالمشهد لأن في مثل هذه الظروف لايد أن يعاني من مشاكل في القولون العصبي تجبره على مثل تلك التعبيرات -. ومن خلال أحداث الفيلم متشابكة العلاقات، تزوج البطل من فتاة لعبت دورها بشرى وأحب فتاة ثالثة أخرى لعبت دورها منة شلبي، وفشل خلال 3 قصص في تقديم دور العاشق الذي يتسم بالرومانسية، بدا قلقا ومتوترا ينتظر المشاهد منه في تلك اللحظة التي يتحسس فيها يد حبيبته أن يوجه لها لكمة خاطفة أو يشهر مسدسا في وجهها في أي لحظة. أو تلك الطبقة الصوتية التي يستخدمها خصيصا للأدوار الرومانسية والتي تصلح لدفع طفل إلى الفراش مع أطيب تمنيات النجم المحبوب له بنوم سعيد. فشل أحمد السقا في هذا الدور لم يثنيه على إعادة المحاولة مرة أخرى في فيلم "تيمور وشفيقة" بعدها بعام واحد، ليتحول اسم الفيلم إلى "تيمون وبومبا" عقب الأداء الكارتوني لبطليه، فقط حينها انتحرت الرومانسية واعتزلت الفروسية، وبقى النجم الشاب ناجحا فيما امتلك أدواته كضابط شرطة السينما المصرية، فاشلاً كلما اقترب من دائرة عاطفية أو كوميدية.