يصدر قريبًا كتاب "أفق يتباعد ..من الحداثة إلى بعد ما بعد الحداثة" للباحثة والناقدة الفلسطينية أماني أبو رحمة، الذي يعالج جملة من الفلسفات والرؤى التي تحاول استشراف مرحلة بعد ما بعد الحداثة. يصدر الكتاب عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة بالاشتراك مع نادي نجران الأدبي بالسعودية، في 400 صفحة من القطع الكبير ويتضمن 20 دراسة، فضلًا عن تقديم للمفكر الألماني راؤول إيشلمان، وتتتناول أبو رحمة العديد من القضايا الفكرية والثقافية المهمة، عبر طرح الاستراتيجيات الفلسفية والنقدية الحديثة للنقاش والمساءلة، كذلك مساءلة الخطاب الفكري العربي في شقيه الحداثي وما بعد الحداثي. يحتوى الكتاب الذي على قسمين أساسيين: الحداثة وما بعدها ثم بعد ما بعد الحداثة، تغير أطروحات مثل التناص، والنسوية وما بعد الحداثة، والإنسان في ما بعد الحداثة، والتحليل النفسي وعلاقته بالأدب والثقافة في الحداثة وما بعدها، ثم اتجاهات علم النفس فيما بعد الحداثة، والإعلام الجماهيري وتأثيره بين حقبتين أيضًا، ثم دراسة تطبيقية موسعة على أعمال الأديب الكوني الراحل جبرا إبراهيم جبرا بوصفه قد عايش الحداثة وانتقل إلى ما بعدها فعليًا وأدبيًا. في القسم الثاني من الكتاب تستعرض الناقدة الفلسطينية بعض المفاهيم الثورية التي تعززت في الألفية الثالثة، كمفهوم المكان الذي اقترحه الفيلسوف الألماني المعاصر بيتر سلوترديك في دراسة موسعة تستعرض جملة أعماله ومفاهيمه، ثم مفهوم الهولوكوست وما حظيت به من مكانة في المراحل الثلاث بحيث أصبحت ميزة تتمشى بين الأجيال وانعكاساتها الضمنية والمباشرة على الفن والأدب، ثم مفهوم اجتماعي وهو العنف ضد النساء وكيف تجاوزت التفسيرات النفسية مفاهيم باتت بالية كالفرودية واللاكانية نسبة لفرويد ولاكان، ثم مفهوم الأدب الإليكتروني الذي شاع في الألفية الثالثة. وتستعرض الباحثة في أطروحة موسعة الأسس الفلسفية للمراجل الثلاثة وما تبعها من انحرافات في النموذج الفكري. وتتناول التحول في التقانات السردية وملامح الجماليات القادمة، وانقلابا في التفسير النفسي للإبداع طرحة العالم النفسي هاجمان عام 2010. وأضافت الباحثة في القسم الثالث ترجمات مهمة لمفاهيم مغايرة ترعرعت مطلع الألفية الثالثة مع التطور الرقمي المهول والعلمي الخارق، حيث ترجمت دراسة عن رواية "امتلاك" للبريطانية انطونيا سوزان بيات التي عدت في حينها من الروايات المفارقة التي نعت ما بعد الحداثة وأسست لمفهوم جديد في الرواية التاريخية، ووشمل القسم ترجمة لبيان السايبروغ الشهير لدونا هاروي، ثم ترجمة للعلم الذي باب فلسفة ملحة وهو علم البيوطيقا أو الأخلاقيات الطبية والحيوية بفضل التطور غير المسبوق في علم الأحياء والطب. يناقش هذا العلم الأسس الأخلاقية لعمليات مثل الإجهاض والقتل الرحيم والاستنساخ والتبرع بالأعضاء وما شابه. ثم ترجمة لكلمة ملخصة تطرح التطور من الحداثة إلى بعدياتها ألقاها الفيلسوف الأمريكي راؤول ايشلمان في القاهرة في الملتقى الثالث للنص الجديد. يذكر أن أماني أبو رحمة باحثة ومترجمة فلسطينية صدر لها "نهايات ما بعد الحداثة: إرهاصات عهد جديد" عن وزارة الثقافة العراقية 2013، و"الفضاءات القادمة: الطريق إلى بعد ما بعد الحداثة" تقديم معن الطائي 2012، كما ترجمت "علم السرد: مدخل إلى نظرية السرد" تأليف يان مانفريد 2010، و"جماليات ما وراء القص: دراسات في رواية ما بعد الحداثة" لمجموعة مؤلفين 2010. و"نهاية ما بعد الحداثة: الأدائية وتطبيقات في السرد والسينما والفن" لراؤول إيشلمان 2013. وشاركت أبو رحمة بالعديد من الدراسات في عدد من الموسوعات العلمية، منها: موسوعة الفلسفة الغربية المعاصرة: صناعة العقل الغربي من مركزية الحداثة الى التشفير المزدوج، وموسوعة الفلسفة والنسوية، وموسوعة خطابات الما بعد في استنفاذ أو تعديل المشروعات الفلسفية، وموسوعة "الفعل السياسي بفعله ثورة: دراسات في جدل السلطة والعنف عند حنه ارندنت، وصدرت هذه الموسوعات بالاشتراك مع عدد من الأكاديميين العرب عن منشورات الاختلاف ومنشورات ضفاف 2013.