ما حدث بعد 3 يوليو «مسار إنقلابي».. وكان أمام السيسي أن يصبح حلا للأزمة لكنه اختار أن يكون هو الأزمة الغضب الشعبي جاء بسبب أخطاء الإخوان وغياب الرؤية وعدم وجود رغبة لدى الجماعة في شراكة وطنية سأعود لمصر قريبا وأتمنى أن اقول قريبا جدا .. ومقاطعة الاستفتاء تصرف خاطئ قال الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب غد الثورة، أن ما حدث في 30 يونيو كان «غضبا شعبيا حقيقيا، لكن ما تلاه من تداعيات كان مسارا انقلابيا»، حسب وصفه، وأكد نور في حوار خاص مع "الوادي" على أن ما حدث في 3 يوليو كان «الاختيار الأسوء، والأخطر، من بين عدة خيارات جميعها، كان يقود للعودة للصندوق». ونفى نور، المقيم حاليا في لبنان، ما تردد عن مشاركته في اجتماعات للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين في قطروتركيا وماليزيا، مشيراً إلى عودته لمصر «أصبحت قريبة، وأتمنى أن تكون قريبة جداً». وإلى نص الحوار: - كيف ترى 30 يونيو وما تلاها من إعلان خارطة الطريق؟ لابد من التفرقة بين ما حدث قبل وأثناء يوم 30 يونيو وما جاء بعده من تداعيات أهمها وأخطرها 3 يوليو وإختياراتها وتوابعها. فما حدث في 30 يونيو، كان نتاجاً لحالة غضب شعبي حقيقي، وهو غضب حدث لأسباب معظمها حقيقي، وبعضها بسبب الشحن الإعلامي والسياسي، وأدى لانطباع عام بوجود بالفعشل، لكن الغضب كان من الأداء العام والأخطاء وغياب الرؤية الواضحة، وغياب الرغبة في تدشين شراكة وطنية واسعة. أما عن 3 يوليو فكان الاختيار الاسوء، والأخطر، من بين عدة خيارات كانت أكثر منطقية، وكانت جميعها، يقودنا للعودة للصندوق، سواء في صورة الدعوة لاستفتاء الشعب على رحيل أو بقاء الرئيس، أو حتى بالدعوة مباشرة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، والذي استطاع أن يفرض مسار 3/7 ،كان يستطيع بطريقة اقل تكلفة ان يفرض الاستفتاء، خاصة أن الاحتكام للصندوق، كان هو المطلب الشعبي الذي طالبت به جماهير 30 يونيو فلم يطلب أحد، هذا المسار الاستثنائي، الإنقلابي، الذي ضرب عرض الحائط، بكل القيم الديمقراطية، والإنسانية، بل انقلب على ما أعلنه من أهداف في وثيقة 3/7 ذاتها، وأدى للانحراف بالمسار الديمقراطي والسلمي، والدخول في مرحلة الاحتراب الأهلي، والعنف والدم، والخروج من أزمة انفراد جماعة ومشروع سياسي بالبلد عبر صناديق الانتخاب، إلى انفراد شخص، بغير مشروع واضح، بمستقبل الوطن كله. - إذن هل تصنف ما حدث بأنه إنقلاب ؟ 30 يونيو، كانت غضبا شعبيا مبرراً لكن مسار 3 يوليو كان انقلابيا، حتى لو حظى بقدر من الترحيب الشعبي، فالأهداف التي تم إعلانها في 3 يوليو كانت منقطعة الصلة بما طالب به الناس في 30 يونيو، لكن أيضا 3 يوليو ليست انقلابا بالمعنى المباشر أو انقلابا كلاسيكيا، لكن المسار الذي ذهبت فيه الأمور بعد 3 يوليو أننا أمام إنقلاب إتخذ غطاءاً شعبياً. - ما هي توقعاتك خلال الفترة المقبلة خاصة بعد الإستفتاء على الدستور؟ بغض النظر عن الموقف من الدستور - معه أو ضده- فكان ينبغي على كل الأطراف اعتبار الاستفتاء وما بعده مرحلة مختلفة تستوجب قراءة جديدة، وآليات مختلفة في التعامل مع الصراع السياسي وأحسب أن كل الأطراف لم تجدد من رؤيتها في الصراع السياسي، واستمرت فى نفس النهج بما عمق أزمة الوطن. ومن تصور أن مقاطعة الاستفتاء هو الحل الصحيح، أخطأوا، وكذلك أخطأ من تصور أن استفتاء يناير يجُبُ ما قبله من إختيارات خاطئة ومسارات غير ديمقراطية، فالأهم من الدستور أن يكون لدينا مناخ عام يشعر فيه من خرجوا من 25 يناير و30 يونيو أنهم حصلوا على حريات ومكاسب. - لماذا قطاع حزب "غد الثورة" الانتخابات الرئاسية ورفض دعم مرشح؟ وماذا عن ترشح المشير السيسي؟ لقد ترشحنا في مواجهة مبارك عام 2005 ، لنكشف، ونعري أكذوبة أنه لا بديل عن مبارك غير مبارك ( الأب او الأبن) ولنؤكد أن في مصر بدائل رغم كل ما أحاط هذه الخطوة من مخاطر. وفعلنا العكس تماماً بقرار المقاطعة الأخير لإنتخابات 2014، عندما شعرنا ان النظام يريد ان يروج أن مُرشحهُ، خيار من بين عدة خيارات، وليس مرشحاً منفرداً بكل فرص النجاح، مستغلاً في هذا مناخ إستقطابي خطير، وتعميق شديد لهوة الخلاف الذي يستند عليه في خلق علة وشرعية وجود. أما عن ترشح المشير عبد الفتاح السيسي فقد كان لدى المشير فرصة حقيقية أن يكون هو حل للأزمة لكنه اختار أن يكون هو الأزمة.. وهذا ما لم نكن نتمناه وإن كنا توقعناه بعد 3 يوليو. - كيف ترى علاقة الإخوان بالعمليات الإرهابية؟ وهل تربط الجماعة علاقة بتنظيم أنصار بيت المقدس؟. ظاهر الأمر، وحتى الآن، لا توجد صلة مباشرة بين الإخوان والإرهاب وهو ما لم تتوافر لدي أدلة حقيقية لدى على وجود صلة مباشرة، لكن بشكل عام فإن العنف والمنهج الاقتصائي هو البيئة الحاضنة للتكفير، أما عن علاقة الإخوان بأنصار بيت المقدس فليس لدي دليل على وجود رابط بين الاثنين، ولدي قناعة بأن هذه الجماعة يتم استخدامها بقصد أو غير قصد لخلق مبرر للقضاء على الإسلام السياسي. – متى ستعود إلى مصر؟ وهل تقف بجانب النظام الجديد ام تحاول ان تسترجع نظام الأخوان لأنه الشرعي علي حد وصفك؟ أنا لا أخلع الشرعية علي أحد ولا أنزعها من أحد، ليس هذا هو دوري، وكل يوم لدينا معطيات جديدة والذي يحدد اختياراتي السياسية، هو وثوابتي المبدئية انحيازا لقيم ومبادئ أفنيت عمري دفاعا عنها فلن أقف مع أحد أو ضد أحد، الآن أو سابقا، إلا لإعلاء قيم الليبرالية والحرية ومصلحة مصر. مهما كان الثمن الذي ندفعه ومازلنا قبل واثناء، وثورة يناير. أما عودتي من لبنان فهي قريبة إن شاء الله، ومرتبطة بعدة أمور بعضها صحي وطبي 7 – هل تنتظر رفع اسمك من قوائم ترقب الوصول لرجوعك القاهرة؟ أم تعود برغم وضع اسمك علي القوائم؟ لا علم لي بوضع أسمي علي قوائم ترقب الوصول، ولا أظن أن هناك سبب قانوني أو قضائي لمثل هذا الأجراء. وأحسب أن مكتب النائب العام أصدر بيانا أو خبرا صحفيا يوم 1 يناير 2014 بهذا الخصوص أكد فيه أن أيمن نور ليس مطلوبا ولا وجود لأسمه في قوائم المنع من السفر أو ترقب الوصول وأن بلاغات كيدية كانت قدمت من البعض تتصل بأتهامات متعددة سياسية ومالية وغيرها إلا أن النيابة علي حد ما ورد في الخبر – حفظتها جميعا وبالتالي لست هارباً، لكني لازمت الفراش 3 أشهر بعد إجراء جراحة في الركبة ومازلت أخضع للعلاج. ولا أخفيك سراً أني فضلت أن أنأى بنفسي عندما غاب المنطق واشتد التعصب والعمى السياسي والعنف، ولن أتورط في مباركة هذا ولا الصمت أمامه. - ردك علي القائلين بأن لا تزال على اتصال بالإخوان وأنك أحد مستشاريهم القانونيين؟ هذا كلام مضحك.. ولا دليل عليه.. نعم كان لي اتصال بالرئيس الذي جاء بعد مبارك وهو الدكتور محمد مرسي زميلي بالبرلمان والسجن لسنوات، ولو كان اسم الرئيس هو حمدين أو البرادعي أو موسي لكان موقفي هو نفس موقفي من أول رئيس بعد الثورة. ولكن لم يكن هناك علاقة مع تنظيم أو جماعة الأخوان إلا في حدود العلاقات الجبهوية التي جمعتنا قبل واثناء الثورة، وكما اتفقنا مع الرئيس مرسي – أحيانا – إختلفنا معه في أحيان أكثر في مقدمتها بعد الإعلان الدستوري المشئوم وأحداث الإتحادية التي حملته شخصيا المسئولية السياسية عنها ويمكن مراجعة موقفي عبر حسابي على موقع تويتر. وكذلك إختلفنا مع الجمعية التأسيسة للدستور في بعض النصوص وانسحبنا منها ودعونا للتصويت بلا علي الدستور، وكذلك لم نقبل بحكومة قنديل الأولي والثانية واعتذرنا عن أي مهمة تنفيذية عرضت علينا. - وماذا عن عرض الرئيس المعزول عليك تولي الوزارة خلفا لهشام قنديل قبل 30 يونيو.؟ في شهر إبريل 2013، تلقيت دعوة لمقابلة الرئيس في قصر القبة، وفهمت من اتصال تليفوني من الدكتورة باكينام الشرقاوي أن اللقاء سيكون فرديا أي بغير حضور رؤساء الأحزاب كما كان معتاداً واستمر اللقاء مع الرئيس قرابة الساعتين استمع خلالها لرؤيتي في شأن إنقاذ الوضع السياسي والاقتصادي من تردي واضح ومسار كانت ملامحه تتشكل أمامي كمراقب وكمتابع وكطرف فاعل في الحياة السياسية وكان من بين مقترحاتي ضرورة إقالة حكومة قنديل ووقتها تحدث الرئيس عن البدائل المطروحة ووجه لي سؤالا واضحا حول من يقبل ويصلح لهذه المسئولية في هذا التوقيت الضيق وتقبل به كل الأطراف فقدمت بعض الأسماء إلا أنه عاد وسألني هل أقبل بهذه المهمة حال تنحية الدكتور هشام قنديل، وهنا أبديت مخاوف محدده من بينها ضيق الوقت وموقف الزملاء من القوي الليبرالية والمدنية من المشاركة في هذه الحكومة في ظل انتخابات برلمانية كانت وشيكة قبل أن يصدر الحكم في القضية التي رفعها حزب غد الثورة وآخرين بتأجيل موعد الانتخابات واعتبرت أن إجابتي علي سؤال الدكتور مرسي اعتذارا إلا أني خرجت من اللقاء لأجد كل الإعلام يتحدث عن تكليفي بتشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما لم يحدث وطلبت من الرئاسة نفي الخبر. - وماذا عن مشاركتك مع الإخوان في مؤتمرات بماليزيا وتركياوقطر ؟ لم أزر تركيا حياتي من قبل وإلي الآن وزيارتي لقطر، كانت 48 ساعة – فقط للمشاركة في مؤتمر حول مستقبل القضية الفلسطينية.. ولم أشارك في أي فاعليات سياسية أو إعلامية خلال هذه الزيارة، وزيارتي لماليزيا كانت في إطار ندوة دعاني اليها الصديق العزيز والمرشح السابق للرئاسة الدكتور باسم خفاجي، ولم تكن هناك أي مشاركة من جماعة الأخوان. – متي تعود لمصر؟ قريبا.. وأتمني أن أقول لك قريبا جداَ.