المونتيرة وأستاذة قسم المونتاج بمعهد السينما الدكتورة منى الصبان، مؤسسة مدرسة السينما والتلفزيون على الانتر نت وصاحبة العديد من الاصدارات عن فن المونتاج، تتحدث للوادي عن المدرسة والسينما المستقلة. كيف جاءت فكرة المدرسة العربية للسينما والتليفزيون؟ "لاحظت من خلال عملى بالمعهد العالى للسينما أن هناك أكثر من 3500 طالب يتقدمون سنويا للدراسة فى المعهد، ونظرا للظروف والإمكانيات فإن المعهد لا يقبل منهم سوى 64 طالب بعد إجراء الاختبارات اللازمة. وذلك حسب القانون الذى يحكم عمل المعهد، لأن عندنا 8 تخصصات دراسية، كل تخصص يضم 8 طلاب، ونرفض البقية من المتقدمين. وفى نفس الوقت لاحظت أن الدول العربية الأخرى لا يوجد بها سوى معهد آخر وحيد لتدريس السينما يوجد فى لبنان، والدراسة به مدتها ثلاث سنوات باللغة الفرنسية. وفيما عدا ذلك فلا توجد معاهد أخرى لتدريس السينما أو التليفزيون فى العالم العربى، وكما قلت فإن الدراسة فى لبنان باللغة الفرنسية، وهو ما يشكل عائقا أمام الكثير من أبناء الوطن العربى الراغبين فى الدراسة الأكاديمية للعمل السينمائى والتليفزيونى. لذلك فكرة في انشاء مدرسة لتعليم فنون السينما والتلفزيون عبر الانترنت مما يضمن الوصول لجميع الطلاب في جميع انحاء الوطن العربي". كيف بدأت فكرة مشروع المدرسة عمليا؟ "كنت أشارك فى إحدى المرات فى مؤتمر علمى فى الجامعة الأمريكية ببيروت، وكانت الورقة التى تقدمت بها تناقش فكرة إنشاء مدرسة على الإنترنت ضمن قضايا التعليم عن بعد، ووجدت حماسا كبيرا من جانب المشاركين الذين طلبوا منى العمل على تنفيذ هذا المشروع. وكان ذلك فى نوفمبر 1999 وفى ديسمبر من نفس العام كنت قد قدمت تصورا متكاملا للمشروع للأستاذ صلاح شقوير رئيس صندوق التنمية الثقافية المصرى، الذى تحمس جدا للفكرة، وقدمها بدوره لوزير الثقافة فاروق حسنى، وبالفعل حصلنا على موافقته على دعم المشروع بعد مرور شهور قليلة. وبدأنا العمل الجاد، وفى يوليه 2001 كانت المدرسة تشهد انطلاقتها إلكترونيا فى أكتوبر 2001. وفى هذه المدرسة الإلكترونية المفتوحة نقوم بتدريس السيناريو والإخراج والمونتاج والديكور والتصوير والإنتاج والصوت والرسوم المتحركة. ونقوم بتدريس هذه المواد باللغة العربية". ما هي ابرز المشاكل او عوائق التي تقابلها المدرسة؟ " لايمكنني ان أسميها عوائق لكنها مشكلة وهي عدم دمج المدرسة بوزارة التعليم العالي تحت بند التعليم عن بعد، والذي يضمن للطالب شهادة معتمدة من وزارة التعليم العالي، والتي خاطبتها كثيراً لاكنهم غير مهتمين بالتعليم عن بعد نهائياً. كما حاولت صنع بروتوكولات بين المدرسة وعدد من الجامعات المصرية العربيه لمنح الطلاب شهادات معتمدة لكنها لم تكتمل بعد ". ماهو عدد الاساتذه الذين يقومون بالتدريس في المدرسة؟ "لايوجد اساتذه أنا الاستاذ الوحيد في المدرسة وأقوم برفع المواد وتحديثها وأستقبال أستفسارات الطلاب عبر "سكايبي" وعبر الايميل . وذلك بالطبع بسبب الدعم البسيط الذي يقدم للمدرسة وتواجد مدرسين في المدرسة يحتاج الى دعم أكبر ليحصل هؤلاء الاساتذه على مستحقاتهم المالية". برأيك ماهي الشريحة الاكبر المستفيدة من المدرسة؟ "المدرسة مفتوحة للجميع من محبي السينما والتلفزيون، لكني أعتقد أن الشريحة الاكبر هم من الشباب صانعي الفيلم المستقل، وهم شريحة أنا شخصياً من المهتمين بتطويرهم ومساعدتهم من خلال المدرسة سواء بتعريفهم مواعيد المهرجانات التي يمكنهم المشاركة بها، أو من خلال توفير جميع المعلومات التييحتاجها صانع الفيلم المستقل". كيف ترى منى الصبان السينما المستقلة الان؟ "انا أرى أن السينما المستقلة تمثل الامل الجديد والمنير للسينما المصرية، التي كادت ان تتحول الى "سبوبة" دون وجود عناصر فنية حقيقية، لكن وجود جيل يكافح ويبدع ويتحدى كل اليات الانتاج الصعبة في السوق المصري وأستطاعوا بالفعل أخراج أفلامهم للنور، كل هذا الشغف بالسينما سيعيد السينما المصرية لمكانتها السابقة".