تحل غدا الثلاثاء، الذكرى الثالثة لجمعة الغضب 28 يناير 2011, يوم أن اشتعلت فيه ثورة 25 يناير ووصلت إلى أعلى حدا لها، وارتفع سقف مطالب الشباب الثوري الذي خاض المعركة من النظام السابق منذ بدايتها وحتى رحل رغم أنفه, فغدا ذكرى أن ارتوت أرض ميدان التحرير بدماء مئات شباب الثورة. لم يمر يوم 28 يناير 2011 مرور الكرام, فقد تصاعدت فيه الأحداث بشكل سريع جدا, حتى تحولت المطالب من مجرد تقديم إصلاحات سياسية وتشريعية وإقالات بحكومة الدكتور أحمد نظيف وقتها, إلى المطالبة بشكل قاطع رحيل الديكتاتور حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي, الذي أصدر أوامره بقمع المظاهرات وقتل الثوار. وشهدت جمعة الغضب في 2011, العديد من الأحداث, لم تقتصر فقط على استشهاد الشباب وإصابتهم البالغة وفقدان العشرات منهم لعيونهم بسبب تعمد رجال الداخلية إطلاق الرصاص الخرطوش صوب أعيونهم, وكان أشهر من فقد أحدي عيناه في ذلك اليوم هو الدكتور أحمد حرارة الذي فقد عينه الأخرى في أحداث محمد محمود بعدها. وانتشرت قوات ومدرعات ودبابات الجيش مساء ذلك اليوم في شوارع القاهرة وأغلب المحافظات بطول مصر وعرضها، بعد انسحاب قوات الشرطة من الأقسام والشوارع والميادين وتركوا البلاد وتفرغوا لقتل وقمع الثوار في ميدان التحرير وميادين ومحافظات أخرى. كما اقتحم عدد كبير من أقسام الشرطة في مختلف محافظات الجمهورية, فضلا عن هروب المساجين من بعض السجون التي تم اقتحامها وتهريب من بداخلها, وكان أبرزهم قيادات جماعة الإخوان المسلمين الرئيس المعزول محمد مرسي والدكتور عصام العريان والدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة وأخريين. وانتشرت في ذلك اليوم حالة من الخوف والرعب بين المواطنين, نتيجة استخدام التلفزيون المصري أنباء هروب السجناء لترهيب المواطنين ومنعهم من النزول, وتصدير معلومة أن البلطجية يقومون باقتحام المنازل وسرقتها والاعتداء علي سكانها. كما انتشرت اللجان الشعبية في كل مناطق وشوارع الجمهورية, لتأمين المنازل والممتلكات الخاصة, ردا علي ما تعمد التلفزيون المصري بثه في هذه الليلة من انتشار البلطجية في كل الشوارع والأحياء, حتى كانت الجملة الشهيرة "بلطجية يحملون كرات من النار قادمون لاقتحام التحرير".