قال الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، أن نور الحضارة والثقافة أقوى وأبقى من يد الإرهاب الغاشم وكل المحاولات الإرهابية لطمس هوية وحضارة هذا البلد العريق. وشدد أنه لم يكن في استطاعة أحد الوقوف أمام ما لحق بالمتحف الإسلامي من تدمير جراء التفجير الإرهابي الآثم الذي استهدف مديرية أمن القاهرة صباح الجمعة الماضي، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده الوزير اليوم بمتحف الفن الإسلامي. واكد إبراهيم على أن السلطة القضائية في مصر لها كل الاحترام والتقدير، مشدداً أنه لا يجوز منع رجال النيابة العامة من القيام بأعمالهم، وهو ما لا يجوز قانوناً أو منطقيا، لافتا إلى أنه كان حريصاً كل الحرص على عدم تسليم التسجيلات التي التقطتها غرفة مراقبة المتحف إلا لرجال النيابة العامة والتي كان لها دورا بارز في تسهيل سير التحقيقات التي تجريها جهات التحقيق المختلفة. أوضح وزير الآثار خلال المؤتمر أن الوزارة بصدد إصدار بيان يحصر حجم الخسائر التي نالت المتحف وكذلك عدد القطع التي عانت تدمير شديد بعد انتهاء اللجنة التي شكلها أمس لمعاينة المتحف وذلك حتي لا يتم تداول أية معلومات مغلوطة تثير البلبلة، كما ناشد وزير الآثار جميع الجهات الصحفية والإعلامية بضرورة توخي الحذر عند نشر أية معلومات تخص المتحف. أضاف أن الوزارة بصدد جمع أكثر القطع الأثرية من محتويات المتحف الإسلامي تأثرا لعرضها بقسم خاص داخل المتحف لتكون شاهد على الحادث وقدرة الشعب المصري وإصراره على الصمود في مواجهة الإرهاب الأسود وكافة المحاولات الجاهلة للعبث بتاريخ وحضارة شعب بأكمله. كما أشاد د. إبراهيم بدور أمناء المتحف وأخصائي الترميم في تجميع القطع المتناثرة جراء الانفجار وكذلك شرطة السياحة والآثار لما قدمه من جهد لتأمين المتحف بعد ما تعرض له المتحف من تحطيم في أبوابه الخارجية والشبابيك والواجهات، مؤكدا أن وحدة إدارة الأزمات التي كانت مشكلة من قبل الوزارة قد قامت بدورها علي أكمل وجه لافتا إلي تواجدها في موقع الحدث بعد مرور أقل من نصف ساعة حيث قامت علي الفور بإغلاق المتحف وعدم السماح بدخوله إلا لرجال المعمل الجنائي مما ساهم بشكل كبير في الحفاظ علي الآثار الموجودة داخله وعدم سرقتها. وأكد على أن أبريق مروان بن محمد والذي يحد تحفة فنية من أهم محتويات المتحف الإسلامي لم يمسسه سوء مستعرضا إياه أمام الحضور للتأكيد على سلامته، نافيا ما أثير ببعض وسائل الإعلام من تعرضه للتدمير. وأشار إلى أن أكثر القطع تأثرا بالانفجار هي القطع الزجاجية والقيشاني حيث تم تدمير 3 مشكاوات من إجمالي عدد مشكاوات السلطان حسن والتي بلغت 12 كما تأثرت بعض المقتنيات الخشبية مثل محراب السيدة روقية ومنبر أم الغلام. كما أعرب د. محمد إبراهيم عن ثقته في تدبير التمويل اللازم لإعادة تأهيل وترميم المتحف في ظل الجهود المصرية والعالمية لبث الحياة من جديد في اعرق متحف للآثار الإسلامية على مستوى العالم، مشيرا إلى أن منظمة اليونسكو سوف تقوم بإرسال بعثة منتصف الأسبوع الجاري لتقدير حجم المعونات المطلوبة لعودة المتحف إلي مكان كان عليه، لافتا إلي أن هناك لجنة من كلية الهندسة سوف تقوم بزيارة المتحف للوقوف علي مدى تأثر المبنى من الناحية الإنشائية حيث يعد مبنى المتحف أثراً في حد ذاته يزيد عمره عن 110 عام. والمح أنه تلقى اتصالات عديدة بعض الشخصيات العامة الحريصة على سلامة ووحدة هذا الوطن في مقدمتهم الفنان محمد صبحي الذي أعلن عن إطلاق مبادرة يتبنى فيها فنانو مصر حملة تبرعات قومية لإنقاذ المتحف، مؤكداً علي عظمة الشعب المصري العريق الذي لن يتواني لحظة عن حماية تراث هذا البلد، مشيراً إلي أن ما يحدث من عمليات إرهابية هو بعيد كل البعد عن ثقافة هذا الشعب العظيم.