المعزول يطالب موظفات الهيئة بالحجاب وعدم ارتداء «البناطيل» ويكتفي بلقاء ناشرى الكتب الدينية.. ومنصور بالفاعليات البروتوكولية عرب وزيرا ومجاهد رئيسا للهيئة في الدورتين.. والداخلية تحذر في 2013 من «عنف الثوار» وفي 2014 من «إرهاب الجماعة» انطلقت اليوم الدورة الخامسة والأربعون من «معرض القاهرة الدولي للكتاب» متزامنةً مع الذكرى الثالثة ل «ثورة 25 يناير»، حيث افتتح الرئيس المؤقت عدلي منصور فعاليات الدورة التي تواجه العديد من الأزمات السياسية، ولا تختلف كثيرا عن الدورة السابقة التي افتتحها الرئيس المعزول محمد مرسي. وفي هذا التقرير نرصد أهم ملامح الدورتين. تأتي الدورة الحالية من المعرض تحت شعار «الثقافة والهوية» بمشاركة 24 دولة علي رأسها الكويت ضيف الشرف وبحضور 755 ناشرًا، وتم اختيار الشعار في إطار ما تم تدشينه منذ بدء اعتصام المثقفين في مايو الماضي، من حركات للدفاع عن الهوية المصرية في مواجهة محاولات الطمس التي تعرضت لها خلال فترة حكم الإخوان، في حين أقيم معرض «مرسي» تحت شعار «حوار لا صدام» بمشاركة 25 دولة، منها 17 دولة عربية، و735 ناشرًا، وحلّت ليبيا كضيف شرف. يكاد يتشابه المناخ العام والسياسي للدورتين، الحالية والسابقة، مع اختلاف موقع اللاعبين السياسيين، فمن كانوا في السلطة باتوا في «سجن طرة»، حيث يأتي المعرض وعدلي منصور أتم شهره السادس في قصر الاتحادية، وهي الفترة نفسها التي قضاها مرسي عند افتتاح الدورة 44. كما تتشابه الدورتان في أن كليهما جاءتا بعد أن استفتيا المصريون على دستور جديد، تم تعطيل الأول ثم إلغائه عقب مظاهرات 30 يوينو. وزارة الثقافة، في معرض 2013، والتي كان يديرها الوزير الحالي أيضًا صابرعرب مع هيئة الكتاب برئاسة أحمد مجاهد نفسه، كان لديهما تخوفات من المظاهرات أو اندلاع أعمال عنف تتسبب في تعطيل فعاليات المعرض أو إلغائه، وهو ما تم الاستعداد له وقتها بالتنسيق مع وزارة الداخلية وتوفير شركة أمن خاصة، وتأمين على قيمة المعروضات بمبلغ 100 مليون جنيه، العام الحالي التخوفات ذاتها قائمة، إلا أن الفريق المنظم للمظاهرات هو نفسه الذي كان في الحكم العام الماضي، فقامت الوزارة بالتنسيق مع الداخلية أيضًا والتأمين على المعرض بمبلغ 60 مليون جنيه. ومثلما ترددت أنباء وتقارير إعلامية عن نية القوى الثورية باقتحام معرض مرسي، نشر عدد من وسائل الإعلام المصرية تقارير نُسبت إلى مصادر أمنية عن استعداد جماعة الإخوان للاعتداء على معرض عدلي منصور، ومحاولة تعطيله أو إلغائه، عبر سلسلة من أعمال العنف، حد نص التقارير الإعلامية. من طرائف المعرض السابق، أن الحرس الجمهوري طالب من ضيفات المعرض والعاملات في هيئة الكتاب ألا يظهرن أمام مرسي من دون حجاب أو مرتديات "بنطالاً"، الأمر الذي تم تبريره حينها بعدم حب المعزول ل«السافرات»، لم يقتصر الأمر على الحجاب؛ فألغى مرسي لقائه بالمثقفين المصريين في افتتاح المعرض -كما اعتاد سلفه مبارك-، مكتفياً ببعض الناشرين العرب وناشري الكتب الدينية. في حين اكتفى منصور بمظاهر الاحتفال البروتوكولية دون لقاء الكتاب والمفكرين. المعرض السابق، «حضرت السياسة وغاب الكتاب»، وألقت الأحداث السياسية بظلالها على الأنشطة الثقافية، وتسببت مظاهرات ذكرى ثورة يناير في إلغاء العديد من الندوات والفعاليات، ويتوقع البعض تكرار الأمر ذاته هذا العام.