أكدت وزارة الخارجية أهمية موافقة المصريين بأغلبية ساحقة على مشروع الدستور بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات مساء أمس نتائج الاستفتاء والتي أكدت على المشاركة الكبيرة غير المسبوقة بالمقارنة بالاستفتاءات السابقة بمشاركة حوالي 20.5 مليون ناخب، فضلاً عن نسبة التأييد الكاسحة لمشروع الدستور والتي تجاوزت 98%. وقال السفير الدكتور بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية في تصريحات صحفية إن الحكومة المصرية تجدد التزامها بتنفيذ باقي استحقاقات خريطة الطريق بعد الانتهاء من الاستحقاق الأهم والموافقة على مشروع الدستور، كما تؤكد نتائج الاستفتاء بما لا يدع مجالاً للشك تأييد الشعب المصري الساحق لمشروع الدستور ولخريطة المستقبل، حيث أعلنت اللجنة العليا للانتخابات مشاركة أكثر من 20.5 مليون ناخب في الاستفتاء على مشروع الدستور بنسبة 38.6% من إجمالي عدد الناخبين المقيدين في الجداول الانتخابية، أي ما يفوق من شاركوا في الاستفتاء على مشروع التعديلات الدستورية في مارس 2011 ومشروع دستور عام 2012. كما نال مشروع الدستور موافقة 19 مليونا و985 ألف ناخب بنسبة 98.1% من إجمالي عدد المشاركين في التصويت، كما أحاطت بعملية الاستفتاء مجموعة من الضمانات القانونية التي استهدفت تحقيق أكبر قدر من النزاهة والشفافية والحيدة، بدءاً من تولي جهة قضائية مستقلة ممثلة في اللجنة العليا للانتخابات عملية الإعداد والإشراف الكامل على الاستفتاء برئاسة رئيس محكمة استئناف القاهرة وعضوية نواب رئيس محكمة النقض ونواب رئيس مجلس الدولة ورؤساء محاكم الاستئناف، ومروراً بإجراء عملية التصويت تحت إشراف قضائي كامل بمشاركة 13 ألفا و867 قاضيًا في 13 ألفا و867 مقرًا انتخابيًا، وإنتهاءً بموافقة اللجنة العليا علي منح تصاريح لعدد كبير من المنظمات المحلية والأجنبية لمتابعة الاستفتاء حيث شاركت 67 منظمة محلية بحوالي 83.467 ممثل وحوالي 800 ممثل عن 6 منظمات أجنبية، كما تم إصدار التصاريح اللازمة لمتابعة الاستفتاء لعدد 120 من ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية إلى جانب مشاركة ممثلين كل السفارات الأجنبية المعتمدة بالقاهرة. وأشارت التقارير الصادرة عن عدد من المنظمات الدولية والمحلية التي تابعت عملية الاستفتاء (شبكة مراقبون بلا حدود/ تقرير رئيس بعثة المراقبين الدولية التابعة لمنظمة الشفافية الدولية/المنظمة المصرية لحقوق الإنسان/المجلس القومي لحقوق الإنسان/الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي/ منظمة إتحاد المحامين) إلى ما رصدته هذه المنظمات من نزاهة وحيدة عملية التصويت وفقاً للمعايير الدولية واستقلالية اللجنة العليا للانتخابات، وإقرارها بالإقبال الشعبي الكبير على المشاركة في الاقتراع والتأييد الهائل لمشروع الدستور. وأكدت الخارجية أن الاستفتاء على مشروع الدستور يمثل خطوة رئيسية هامة في مسار تنفيذ خريطة المستقبل التي توافقت حولها القوى السياسية المختلفة في الثالث من يوليو، وبما ينبئ بأن الاستحقاقات التالية من انتخابات رئاسية وبرلمانية سوف تشهد إقبالاً مماثلاً إن لم يكن أكبر مما شهده الاستفتاء على الدستور. وتجدد وزارة الخارجية التأكيد على التزام الحكومة الانتقالية الكامل أمام الشعب المصري باحترام الإرادة الشعبية وتنفيذ كافة استحقاقات خريطة المستقبل في التوقيتات الزمنية المعلنة بما في ذلك إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وفقا لما سيتم الإعلان عنه، تمهيداً لبناء النظام الديمقراطي العصري الذي يحقق تطلعات الشعب المصري ويلبي طموحاته. كما جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية ترحيب مصر باستمرار تغطية المراسلين الأجانب الزائرين والمقيمين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وذلك إعمالا بحرية الصحافة والنشر وتوفير أقصى درجات الشفافية في العمليةً الانتخابية.