كيري: نتيجة الاستفتاء وحدها لن تحقق الديمقراطية.. والخطوات التي ستتبع الدستور هي التي سترسم المسار ثوار التحرير لم يخاطروا بحياتهم في ثورة لرؤية مجهودهم التاريخي يهدر في المرحلة الانتقالية الولاياتالمتحدة تناشد الحكومة المؤقتة باتخاذ خطوات نحو المصالحة وتطبيق ما يكفله الدستور قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في بيان صادر نشره موقع الخارجية الأمريكية الإلكتروني حول النتيجة النهائية للاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة في مصر، بأن تجربة مصر الديمقراطية المضطربة في الثلاث سنوات الماضية تجعلنا ندرك أنه ليس تصويتاً واحداً هو الذي يحدد الديمقراطية في مصر، لكن الخطوات التي تتبعه هي التي تحددها، فمصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة تتطلب التسوية واليقظة والثبات. أشار كيري إلى أن ما هو قادم هو الذي يشكل الإطار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر على مدى أجيال، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تناشد الحكومة المصرية المؤقتة بتطبيق الحقوق والحريات التي يكفلها الدستور كاملة في صالح الشعب المصري، واتخاذ خطوات نحو المصالحة. قال كيري "إن المصريين الشجعان الذين احتجوا في ميدان التحرير لم يخاطرون بحياتهم في ثورة لرؤية مجهودهم التاريخي يهدر في المرحلة الانتقالية، فانهم اصابتهم خيبة الأمل، ولازالوا يبحثون عن وعود تلك الثورة، وانهم يعرفون أن الطريق نحو الديمقراطية الشاملة يتطلب زعماء سياسيين مصريين يقدمون تنازلات ويبحثون عن حلول توافقية للقضايا التي تثير الانقسام بين الشعب". وأضاف وزير الخارجية الأمريكي أن الديمقراطية أكثر من استفتاء واحد أو انتخابات واحدة، فالديمقراطية هي المساواة في الحقوق وحماية جميع المصريين بموجب قوانين، بغض النظر عن نوعهم، ايمانهم، عِرقهم أو انتمائهم السياسي. وأعرب جون كيري عن قلق الإدارة الأمريكية الشديد إزاء القيود المفروضة على حرية التجمع السلمي والتعبير في مصر، بما في ذلك التي سبقت الاستفتاء، وأضاف "أبدينا قلقنا إزاء المسار الخطير والاضطرابات التي تسببت فيها الحكومة المنتخبة عام 2013، مضيفاً أن الحكومة الولاياتالمتحدة تحث جميع الأطراف مجدداً على إدانة ومنع العنف والتحرك نحو عملية سياسية شاملة تقوم على سيادة القانون واحترام الحريات الأساسية لجميع المصريين". وأكد كيري على أهمية دور المراقبين الدوليين في رصد والإبلاغ عن الأحداث الانتخابية بحرية، لأن ذلك يدعم بناء الثقة في عملية الانتقال السياسي في مصر، في ظل وجود حالة استقطاب في مصر بين غياب الشمولية في صياغة ومناقشة الدستور قبل الاستفتاء، واعتقال من يدعو برفض الدستور، والانتهاكات الإجرائية خلال الاستفتاء. وقال كيري "نحن نشجع بقوة الحكومة المصرية المؤقتة، وندعوها لأن تأخذ هذه المخاوف في الاعتبار وهي تجري الاستعدادات للانتخابات الرئاسية والبرلمانية". واختتم كيري بيانه قائلاً: " العمل الذي بدأ في ميدان التحرير يجب أن لا تنتهي عند هذا الحد، على الحكومة المؤقتة أن تقوم بتوسيع الحقوق الديمقراطية خلال المرحلة الانتقالية التي تقود مصر نحو حكومة شاملة بقيادة مدنية من خلال انتخابات حرة ونزيهة، الآن هو الوقت المناسب لتطبيق ذلك وضمان احترام حقوق الانسان العالمية لجميع المصريين".