شائعات وتلفيق ودعاية مضادة وحشد وتضخيم إعلامي ودعائي واعلانات توك شو مدفوعة الأجر، كل هذا يقوم به الإعلام القومي والخاص علي مدار الأربعة وعشرين ساعة، مما يقود في نهاية المطاف إلى تعبئة عامة وحشد الرأي العام ضد شخص بعينه، وينذر بكارثة وخيمة بين المصريين. وأكد الدكتور عدلى رضا، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، على أن المشهد الإعلامى فى مصر يدعونا إلى الحزن، فهو مليء بالفوضى والعشوائية والارتباك وعدم الحيادية، إضافة إلى عدم مراعاة مصالح الوطن؛ كما أن العاملين فى الاعلام الخاص لايراعوا إلا مصالحهم الشخصية والأجندات الخاصة بهم. وأضاف "عدلى" أن مقدمى البرامج فى الفضائيات وخاصة برامج التوك شو اعتمدوا على الإثارة وعدم الاعتماد على أخلاقيات المهنه وحرفيتها، كما ساهموا فى إشعال الفتنه بين ابناء الوطن الواحد، ترتب عليه انقسام في الرأى العام المصرى لفريقان ضد بعض، مشيرا أن الإعلام عمل على تفريق عنصري الأمة بدلا من توحيد عنصري الأمه فى تلك الفترة الفارق فى تاريخ الوطن، فعلى الإعلام أن يقوم بدوره السليم المتمثل فى نقل المعلومه بوضوح وموضوعية الى المتلقى بالاضافة إلى زيادة وعى المتلقى " الجمهور "بقضايا الوطن بدلامن أن يستخدم أساليب لإشعال الضغينه والفرقه بين الناس. وطالب عدلى بضرورة وجود مجلس أعلى للقنوات الفضائية لعدة أمور منها تولى منح التراخيص للقنوات، ومعرفة الهدف من بث تلك القنوات وما الخدمه التى تقدمها للجمهور وماهى سياستها، ليتم محاسبتها أيضا إذا خالفت أخلاقيات المهنة، فالاعلام الخاص الآن به العديد من الأخطاء، كاللغة الرديئة والخطاب الرديء، فعلى الأجهزة الإعلامية المصرية فى تلك المرحلة دعم ثقافة الحوار وقبول الرأى والرأي الأخر، لأن هذا بمثابة أساس الديمقراطية التى يجب ان يعرفها ويؤمن بها كل أفراد المجتمع . وتابع قائلاً " يجب أن يكون لدى العاملين ضمير وحس وطنى يهدف الى تعليم الناس أن يختلفوا بدلا من إثارة الضغينه والصراع لان ذلك بمثابة الطامه الكبرى وعلى من يشعل الفتنة بين الناس أن يتقي الله فى وطنه وعمله، لأن الأمة فى خطر، وعلى أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة التكاتف والتعاون الآن بدل من أسلوب الضغينة والاثارة وبلبلة الرأى العام". فيما أرجع الدكتور محمود علم الدين أستاذ بقسم الصحافة بكلية الإعلام، ووكيل الكلية لشئون البيئة والمجتمع، زيادة التوتر الناتج عن برامج وسائل الاعلام بين أفراد المجتمع، إلى عدم تحري الدقة في اختيار الأخبار والاعتماد على مصادر غير موثوق بها، إضافة إلى النهم وراء السبق الصحفي بدون بذل جهد، مؤكداً أن الخاسر الوحيد فى تلك العملية هو الجمهور. ووصف "علم الدين" الإعلام الحكومى بأنه حيادى وموضوعى وألتزم بأخلاقيات العمل الإعلامي إلى أقصى درجه، مطالبا جميع أجهزة الاعلام أن يتعلمن من تجربة فرنسا فى الانتخابات بحيث أخذ النتائج من الجهات المسؤلة عن إصدار النتائج الخاصة بالانتخابات الرئاسية المتمثلة فى اللجنة العليا الانتخابات الرئاسية وليس من مندوبى اللجان الفرعية وموكلى المرشحين أو المتحدثين الرسمين للحملات الانتخابية.