أكد الدكتور هاني رسلان رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن سد النهضة الأثيوبي بمواصفاته الحالية سيلحق بمصر أضرارا كبيرة، حيث لم يتمركز الضرر على المياة فحسب بل سيمتد اثره إلى الزراعة وكذلك الكهرباء وسوف يمس نواحي ومجالات كبيرة داخل مصر، مشيرا إلى أن قرار بناء السد من عدمه لم يمس الأمن المائي فقط ولكن يمس الأمن القومي كذلك لمصر. وأشار إلى أن السد بالفعل كان مقررا قديما إقامته ولكن بحمولة 12 مليون متر مكعب، ولكن أثيوبيا تريد إقامته الآن بحمولة 74 مليون متر مكعب وهذا يعني إقامته بأكثر من ستة أضعاف، مؤكدا أن أثيوبيا تسعى إلى مصلحتها فقط. وأكد ضرورة استجابة مصر لمبادرات أثيوبيا والعمل على مشاركة أديس أبابا في تمويل السد وذلك لحفظ السعة التخزينية للسد حيث تمكنه من توليد الطاقة الكهربائية وبنفس الوقت لا تلحق ضرارا بمصر، حيث إذا ساهمت مصر في هذا المشروع فمن حقها إعادة صيغة التصميمات لجسم السد، وتعتبر مصر كذلك جزء هام من السياسة التشغيلية للسد. وأكد رسلان أن تصريحات أثيوبيا المستمرة عن التعاون المشترك بين دول المصب"مصر والسودان" ماهو إلا خداع استراتيجي شكليا يتضح أن أثيوبيا تسعى للأمر على محمل الجدية ولكن فعليا هذا ليس صحيح حيث تقوم أثيوبيا بكسب الوقت لتنفيذ ماتريده، والضرر الحقيقي سوف يقع على مصر بمفردها. وأشار رسلان إلى أن ما تسعى إليه "أثيوبيا" سيؤدي في النهاية إلى "تغير استراتيجية المنطقة وسوف ينشأ طابع سياسي واستراتيجي جديد". ورآى رسلان أن الحل للخروج من هذه الأزمة، هو "الوضع الأمني بمصر" حيث ضرورة وجود رؤية استراتيجية واضحة بكيفية التعامل مع المتغيرات التي تطرأ على المنطقة بأكملها وخاصة "سد النهضة". وأشار إلى أن الوضع في ليبيا غير مستقر ودولة السودان تم تقسيمها إلى دولتين ومن المتوقع أن يتم تقسيمها أكثر من ذلك، وسوريا لا نعرف إلى الآن أين تصل، لذلك الأمان والخروج من كل ذلك واستقرار المنطقة العربية يتمركز بمصر.