واسيني الأعرج وأصالة وهشام الجخ ولطفي بوشناق أبرز الوافدين للضفة الغربية.. وتشومسكي يؤيد ستيفن هوكينج في مقاطعته لمؤتمر بإسرائيل جوروج جالوي يرفض مناقشة طالب صهيوني.. ونقابة المعلمين الأيرلندية ورابطة محاضري الجامعات الأمريكية تقاطعان تل أبيب أكاديميًا جدل واسع حول زيارة وفد صحفي للضفة.. والسلطة الفلسطينية تحشد مؤسساتها الإعلامية للدفاع عنه شهدت الضفة الغربية، خلال عام 2013 الذي أوشك على الانتهاء، نشاطًا ملحوظًا بشأن زيارة الفنانين والمثقفين والكتاب العرب، حيث ضمت قائمة الضيوف الذين استقبلتهم السلطة الفلسطينية أسماء عديدة، منها: المطربة السورية أصالة، المغني الأردني يوسف عرفات، المطرب الشاب أحمد جمال، جورج ثلجية، والشاعر التونسي المنصف الوهايبي، والفنان التونسي لطفي بوشناق، الشاعر هشام الجخ، الروائي الجزائري واسيني الأعرج، وغيرهم. ويتطلب توافد الكتاب والفنانين على الأراضي المحتلة موافقة قوات الاحتلال، أو المرور عليها فتقوم بالتفتيش وختم جواز السفر. من جهته، يعلق الكاتب الفلسطيني هشام ساق الله، ساخرا على هذه الزيارات، أن التصاريح لأبناء القطاع يرفضها الاحتلال والتصاريح للكتاب والصحفيين والكتاب والرياضيين والفنانين العرب يتم قبولها والترحيب بها، ويتم حجز الفنادق ولقاء أكبر الشخصيات والتمتع بجمال فلسطين التاريخية و«روعة الاحتلال الصهيوني» الذي لا يستهدف إلا «الإرهابيين» من أبناء شعبنا و«الفوضويين» أبناء قطاع غزة!! الزيارات الثقافية للأراضي المحتلة باتت محل نقاش، وخلاف تقابل إما بالاستهجان والاستنكار من الرافضين للتطبيع، بكافة أشكاله، وأهمها التطبيع الثقافي. وإما بالترحيب والتعليل، وانطلاقًا من منطق «زيارة السجين وليس الجان»، بتعبير المطرب التونسي لطفي بوشناق. زيارة «الجخ»، والذي يلقب نفسه ب «هويس الشعر»، قوبلت بالاستهجان من قبل عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار جدلًا كبيرًا بين المؤيدين للسفر والرافضين له، المسألة ذاتها تكررت عندما قام الروائي الجزائري واسيني الأعرج بتوقيع روايته «مملكة الفراشة» في أمسية ثقافية في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، لم يكتف الأعرج، والمعروف بمناصرته للمقاومة الفلسطينية في أغلب كتاباته، أبرزها رواية «سوناتا لأشباح القدس»، برام الله، فقام بزيارة مدينة القدسالمحتلة، الأمر الذي تطلب موافقة إسرائيل وتصريح دخول من سلطات الكيان. وسبق أن سقط عدد من الكتاب والفنانين العرب في فخ التطبيع، أمثال المطرب محمد فؤاد، والمسرحي علي سالم، والشاعرة فاطمة ناعوت، الشاعر العراقي شاكر لعيبي، والروائي العراقي نجم والي، والأخير تطرف في الأمر حين زار إسرائيل «أراضي الداخل»، وصرح عقب زيارته أنه وجد «إسرائيل بلد السلام والديمقراطية» الأمر الذي دعا عدد من اليساريين الإسرائيليين، مع التحفظ على مصطلح يساري إسرائيلي، إلى الرد على الروائي العراقي موضحين أن الوضع داخل الأراضي المحتلة ليست بهذه المثالية، وأن إسرائيل ما زالت دولة احتلال هو الأخير من نوعه في العالم. تهمة التطبيع «الاتهام بالتطبيع» كان حديثَ الصحافة المصرية، تزامنًا مع زيارة الوفد الإعلامي للأراضي الفلسطينية في نوفمبر الماضي، حيث تعتبر نقابة الصحفيين السفر إلى الأراضي المحتلة مخالفةً للوائحها وتستوجب «التأديب» باعتباره «تطبيعًا»، فيما يرى الكثيرون من الصحفيين الأمر طبيعيًا وكسرًا للحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. وكان وفد من الصحفيين المصريين، من بينهم ثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة سافروا لحضور الاحتفال بعيد «الاستقلال الفلسطيني»، بدعوة من نقابة صحفيي فلسطين، ثم عبر الوفد إلى القدسالمحتلة، وهو ما يخالف قرار الجمعية العمومية للنقابة، الأمر الذي أثار لغطًا داخل الوسط الصحفي، قابله نقيب الصحفيين ضياء رشوان بإحالة الوفد إلى التحقيق، الذي انتهى إلى تبرئة الوفد. الجانب الفلسطيني اعتبر الاتهام ب «التطبيع» موجه له بشكل مباشر، فراحت المؤسسات السياسية والإعلامية تصدر البيانات التوضيحية والدفاعية، وصلتْ حد الرئاسة الفلسطينية التي أصدرت بيانًا تستنكر فيه قرار إحالة الوفد المصري للتحقيق بتهمة التطبيع مع إسرائيل، مثمنة ما وسمته ب«الدور الحيوي للصحافة المصرية». فيما اعتبرت الحكومة الفلسطينية زيارة الوفد المصري «انتصارًا للشعب الفلسطيني!» وأكد السفير حازم أبو شنب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن «الوفد» لم يكن مطبعًا مع الكيان الصهيوني، لأن الزيارة كانت بدعوى من المؤسسات الفلسطينية، مشددا على أن نقابة الصحفيين المصريين لم ولن تطبع مع الكيان. وثمنت وزارة الإعلام الفلسطينية زيارة الوفد المصري، واستنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين قرار النقابة المصرية، واصفة من يعتبر زيارة مدينتي القدسورام الله ب«التطبيع» ب"المغيبين والغائبين عن الحقيقة". والاتحاد العام للصحفيين العرب، بدوره ساند الوفد المصري، معتبرًا الزيارة عملًا إيجابيًا لدى الشعب والمؤسسات الرسمية في فلسطين، بينما أعلن نقيب الصحفيين الفلسطينيين عبد الناصر النجار، أن الاتحاد العام للصحفيين العرب سيعقد لأول مرة اجتماعه في رام الله، القرار الذي اعتبره البعض تأييدًا للإعلاميين الذين يسافرون إلى الأراضي المحتلة. كما نفى السفير ياسر عثمان، سفير مصر برام الله، شبهة «التطبيع» عن زيارة الوفد المصري، واصفًا إياها خلال مؤتمر صحفي عُقد أثناء زيارة الصحفيين للأراضي المحتلة، بالعمل البطولي لدعم الشعب الفلسطيني على الأرض. من جانب آخر، لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية والأكاديمية الغربية ترفض زيارة الأراضي المحتلة، بخاصة ما يعرف بأراضي الداخل، رافضة كافة أشكال التعاون الإعلامي والثقافي مع «الكيان»، انطلاقا من كون القضية الفلسطينية «قضية الضمير الإنساني»، ومحكًا وجوديًا لانحيازاتها الإنسانية. الغربيون يقاطعون وفي العام الحالي، ثمة عدة مواقف غربية للإعلان عن رفض التطبيع المعرفي. ففي فبراير الماضي دعا اتحاد طلاب جامعة أكسفورد للتصويت على مقترح حول مقاطعة إسرائيل، بعدما جدد النائب البريطاني جورج جالوي، في إحدى لقاءات الجامعة، وصفه لإسرائيل بالعنصرية، منسحبًا من القاعة الجامعية قائلا لطالب صهيوني «أنا لا أعترف بالكيان، ولا أناقش عنصريين». وفي أبريل قامت نقابة المعلمين الأيرلندية بالتصويت بإجماع كافة أعضائها، «14 ألف عضو»، لقرار مقاطعة إسرائيل آكاديميا، وقطع العلاقات معها بسبب سياسة الاحتلال والاستيطان وسياسة الفصل العنصري. وفي مايو انضم عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينج إلى قائمة مقاطعي إسرائيل من خلال انسحابه من المؤتمر الذي استضافه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس في مدينة القدس في يونيو الماضي. بعدها أصدر الأكاديمي الأمريكي نعوم تشومسكي، ومعه 20 آكاديميا، بيانا لدعم هوكينج؛ نظرا لما تقترفه قوات الاحتلال من انتهاكات ضد الشعب الفلسطيني. كما أقامت منظمة «صوت يهودي من أجل السلام» الأمريكية، منذ عدة شهور، مخيمًا صيفيًا ببعض جامعات الولاياتالمتحدة لتشجيع مقاطعة إسرائيل. فيما تعتبر الحركة نفسها الجناح اليهودي ضمن حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني. ومؤخرًا، في مطلع ديسمبر، قررت رابطة محاضري الجامعات الأمريكية التي تضم نحو 5000 أستاذ جامعي فرض مقاطعة أكاديمية على إسرائيل احتجاجًا على سياستها تجاه الفلسطينيين. ووفقًا لما نشرت وكالات الأنباء، فقد جاء في قرار الرابطة المتخصصة في دراسة تاريخ وثقافة الولاياتالمتحدة أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان وتتجاهل القرارات الأممية. القرار نفسه اتخذته من قبل جمعية الدراسات الأسيوية الأمريكية. فيما أقرت جمعية تضم علماء أمريكين، الأسبوع الماضي، مقاطعة أكاديمية للكليات والجامعات الإسرائيلية لانتهاك تل أبيب للقانون الدولي، وتضامنا مع العلماء والطلاب الفلسطينيين المحرومين من حريتهم الأكاديمية. ووافق ثلثا أعضاء جمعية الدراسات الأميركية الذين شاركوا في التصويت (وعددهم 1252) على قرار المقاطعة المنبثق عن حملة أوسع نطاقا لعزل إسرائيل. واستشهد القرار بالانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة والتأثير الموثق للاحتلال الإسرائيلي على العلماء والطلاب الفلسطينيين". وأشار إلى أن "مؤسسات إسرائيلية للتعليم العالي أصبحت طرفًا في سياسات الدولة التي تنتهك حقوق الإنسان.