في واحدة من أروع قصائده «جيفارا مات» كتب الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم «يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع .. يمكن وصية للي حاضنين القضية والصراع» وكأنه ينعي لنا نفسه. عن عمر يناهز 84 عاما رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح اليوم، الثلاثاء 3 ديسمبر، الشاعر والثائر المصري الفاجومي، بعد حياة حافلة بالنضال بالشعر والكلمة. ولد "نجم" فى 22 مايو 1929 بقرية كفر أبونجم بمدينة أبوحماد محافظة الشرقية، حيث تزوج نجم من الكاتبة صافيناز كاظم وأنجب منها الناشطة السياسية والصحفية «نوارة»، وتزوج مرة ثانية من السيدة فاطمة منصور وأنجب منها عفاف، وتزوج نجم عدة مرات أخرى لم ينجب خلالها أولاد. وكان أشهر تلك الزيجات زواجه من المطربة عزة بلبع، وكانت أخر زيجاتة بالسيدة أميمة عبدالوهاب وأنجب منها زينب . وقضى نجم 18 عاما من عمره في السجون، وحبس عدة مرات بعد بدء حياته الفنية في 1962، عندما قابل المطرب والملحن الشيخ إمام ليسطرا معًا صفحة مهمة من تاريخ النضال الغنائي، وكانت للأغاني التي ينتجها الثنائي الثوري دورا أساسيا في تحريك الحركة الطلابية والنضال العمالي طوال عهد الرئيس السادات الذي أطلق على نجم لقب «الشاعر البذيء». وتصدر ما كتبه الشيخ إمام من أغاني وأشعار الحركة الشعبية المصرية التي انطلقت منذ يناير وحتى الآن، وتغني المصريون بكتاباته التي سبقت اللحظة الراهنة بسنوات طوال ووجدوا فيها تعبيرا لما يجول في خاطرهم. ومن أشهر قصائدة ( * جيفارا مات *كلمتين يامصر *كلب الست *يعيش أهل بلدي *جائزة نوبل *الأخلاق *الخواجة الأمريكاني *استغماية *الأقوال المأسورة *هما مين واحنا مين *البتاع *الكلمات المتقاطعة *حسبة برما *كلب الست *نيكسون جاء *بابلو نيرودا *تذكرة مسجون *شقع بقع *الثوري النوري *الندالة *أبجد هوز (سايجون) *ورقة.. من ملف القضية *شيد قصورك). وداعا سفير الغلابة.. رحلت كما رحل جيفارا « لا طنطنة و لا شنشنة و لا اعلامات و استعلامات»، رحلت كما قلت تاركا « وصية للي حاضنين القضية والصراع».