قام الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولي بزيارة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي ببروكسل مساء أمس الأربعاء وذلك بهدف التشاور مع الجانب الأوروبي بشأن الجهود الحكومية الحالية لتنفيذ برنامج التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية خلال المرحلة الانتقالية، وكذلك سبل دعم الاتحاد الأوروبي لهذا البرنامج ولعملية التحول الديمقراطي. وتم خلال الزيارة عقد اجتماع مع كاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، حيث أكد بهاء الدين أن مصر ماضية قدماً في تنفيذ خريطة الطريق، كما تم عرض أهم بنود برنامج الحكومة الانتقالية للتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية خاصة ما يتضمنه من زيادة في الإنفاق الاستثماري العام مع خفض عجز الموازنة وكذلك برامج الحكومة لتحقيق استهداف أفضل للفقر وتوجيه الإنفاق الاجتماعي بشكل أكثر كفاءة. وأبدت اشتون استعداد الاتحاد الأوروبي التام لدعم ومساندة مصر حكومة وشعباً لتنفيذ برنامجها الحالي معربة عن أملها في أن يسهم تنفيذ البرنامج في استقرار الاقتصاد المصري وتحسين أوضاع المواطنين وبالتالي تسيير عملية التحول الديمقراطي. وشهدت الزيارة توقيع بهاء الدين وآشتون في نهاية اللقاء على اتفاق تمويل برنامج دعم المشاركة والإصلاح والتنمية الشاملة والذي يتيح بموجبة الاتحاد الأوروبي لمصر مبلغ 90 مليون يورو في صورة منحة يتم تقسيم هذا المبلغ بواقع 60 مليون يورو لدعم البرنامج القومي للوجبة المدرسية والذي أطلقته الحكومة مؤخراً في إطار برنامج التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية و20 مليون يورو إلى مشروع تطوير المناطق غير الرسمية بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية بهدف تحسين الأحوال المعيشية لسكان هذه المناطق هذا بالإضافة إلى 10 مليون يورو يتم تقديمهم لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الأكثر احتياجاً في مصر. وأعرب بهاء الدين في نهاية اللقاء عن ارتياحه لاستمرار التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية مع استمرار دول الاتحاد الأوروبي في مراقبة الوضع السياسي في مصر وترقب انتهاء خارطة الطريق. كما التقي د. بهاء الدين خلال زيارته إلى العاصمة البلجيكية، شتيفان فولية المفوض الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبي والتوسع حيث ناقش الجانبان مظروف التعاون المالي الحالي بين مصر والاتحاد الأوروبي وموقف البرامج والمشروعات المشتركة. كما بحثا أولويات التعاون بين الجانبين في المستقبل، وأشار بهاء الدين إلى أن أولوية الحكومة المصرية الأساسية خلال المستقبل القريب هو توفير شبكات حماية اجتماعية للمواطنين واستهداف الطبقات والمناطق الأكثر احتياجا هذا بالإضافة إلى التركيز علي تنمية الموارد البشرية من خلال إقامة مشروعات تنموية مع شركاء مصر في التنمية في مجالات ذات الصلة مثل الصحة والتعليم. كما عقد بهاء الدين عدة لقاءات مع عدد من المجموعات الحزبية في البرلمان الأوروبي وهم مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين وهي ثاني أكبر المجموعات السياسية المنتمية إلى اليسار ومجموعة الأحزاب الشعبية وهي أكبر المجموعات السياسية المنتمية إلى تيار اليمين، مجموعة الليبراليين ومجموعة الخضر. وتم خلال هذه اللقاءات استعراض ما تم انجازه على صعيد خريطة الطريق خاصة انتهاء لجنة العشرة من أعمالها وقرب انتهاء أعمال لجنة الخمسين لتعديل الدستور، والقضايا المعلقة أمام الخمسين ولم تحسم بعد. وأشار بهاء الدين إلى أنه من المتوقع أن يطرح الدستور للاستفتاء الشعبي خلال شهر يناير 2014 وهي الخطوة التي ستمهد الطريق لمتابعة المضي قدما في باقي بنود خريطة الطريق.