افتتح اليوم المهندس عاطف حلمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المسار الشمالي الجديد من محطة أبو تلات بالإسكندرية؛ وذلك لتأمين الكابلات البحرية التي تمر عبر جمهورية مصر العربية من أسيا إلى أوروبا والعكس عبر نقاط الإنزال التي تتبع المسار (الزعفرانة – ابو تلات). وأوضح حلمي أن المسار الشمالي مسار تأميني للمسار الجنوبي الذي يعمل على نفس النقاط، حيث جاء تدشين هذا المسار بهدف تأمين نقل البيانات في حالة حدوث أي طوارئ للمسار الجنوبي، حيث يتم التحول إلى المسار الجديد بشكل تلقائي (أوتوماتيكي) ليحافظ على عمليات تدفق البيانات بشكل طبيعي وآمن تماماً لكافة نظم البيانات التي تمر من خلاله. وأضاف وزير الاتصالات بأن اطلاق هذا المسار يؤكد على السياسة التي تتبناها الدولة حاليا وهى الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لمصر وما تمثله كنقطة التقاء بين الشرق والغرب، هذا الموقع الفريد لمصر جعلها تربط ما يقرب من 17 مساراً بحرياً للكابلات التي يتم إنزالها على شواطئ البحرين المتوسط والأحمر، وهو ما يمثل معظم الكوابل التي تمر من قارة آسيا لقارة أوروبا. كما أضاف أن الدخول في صناعة الكوابل البحرية يعد محور اساسي في استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي تهدف الى تدعيم هذا الموقع الجغرافي الفريد لمصر لتصبح مركزاً عالميا ًلخدمات الانترنت، لتلعب مصر دورها في العصر الحديث في الربط بين حضارات الشعوب باستخدام مقوماتها المتميزة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك باعتبار ان مصر تمثل "معبراً للتكنولوجيا" بين الشرق والغرب، وتعد الكوابل البحرية التي تمر بها قيمة مضافة عالية أضافت اليها مكانة متميزة عالمياً في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وحضر مراسم الاطلاق اللواء طارق المهدى محافظ الاسكندرية، حيث أبدى سعادته بهذا الحدث، مشيرا إلى أن هذا المسار يدخل نحو مليار جنيه فى السنة للدولة غير الدخل السيادي للقطاع. كما حضر المهندس محمد النوواى العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، حيث أشار إلى أن هذا المسار الجديد هو المسار السابع الذي يصل بين البحر الأحمر والبحر المتوسط لعبور مسارات الكوابل البحرية عبر مصر، مضيفاً أن تلك المسارات تعمل بنظام تأميني (1+1) بما يعنى أن لكل مسار كابل بحري يحدث نقل الحركة أوتوماتيكياً على المسار التأميني في حال انقطاع المسار الأصلي، ومشيراً الى أن هذا المسار متعدد الألياف الضوئية يحمل حالياً أربعة أنظمة كوابل بحرية عابرة لجمهورية مصر العربية تخدم قارات أسيا وأفريقيا واوروبا. وأضاف ان الشركة المصرية للاتصالات قد قامت ببناء هذه البنية التحتية التي تحمل العديد من التيرا بايت لحركة الانترنت والمعلومات العابرة بين الشرق والغرب، حيث أنه المسار الطبيعي لتلك الحركة ويحمل معظم حركة الانترنت من الهند وشرق أسيا والشرق الأوسط وشرق أفريقيا إلى أوروبا. وتتمثل هذه البنية التحتية التي تم تنفيذها على مدار السنوات السابقة في إنشاء 6 محطات إنزال كوابل بحرية بالإضافة إلى بنية تحتية من مسارات الألياف الضوئية ونقاط التقوية عبر جمهورية مصر العربية لربط تلك المحطات وتحويل الحركة المؤمنة بين البحريين الأحمر والمتوسط، حيث تتطلع الشركة المصرية للاتصالات الى ربط تلك المحطات جميعاً بشبكة موحدة حتى يتسنى لها تقديم خدمات القيمة المضافة عبر جمهورية مصر العربية للعملاء الدوليين لكى ترتقى بمستوى الخدمة المقدمة من بنية تحتية فقط إلى خدمة تراسليه معلوماتية مؤمنة بمستوى يضاهى احدث التقنيات العالمية المستخدمة في هذا المجال. وأشاد الرئيس التنفيذي للمصرية للاتصالات بالدور الذي لعبته العديد من الجهات المعنية في الدولة مثل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة الدفاع، وهيئة الطرق والكباري، ووزارة البترول في المساعدة على استكمال هذا المسار الحيوي. مشيراً إلى أن الشركة المصرية للاتصالات تتطلع الى التوسع في إنشاء محطات إنزال جديدة ومسارات جديدة مستقبلاً، وذلك لزيادة التعددية التي يتطلع إليها العملاء الدوليين للكوابل البحرية الجديدة المخطط لإنشائها خلال الفترة القادمة، وهى كوابل تتميز بحجم استثماري دولي كبير، وتتميز بتعدد نقاط الإنزال وامتدادها إلى الشرق الأقصى، وربط نقاط جديدة على خريطة الكوابل البحرية. ومؤكدا على أن الاستثمار فى الكابلات البحرية يعد أحد أهداف الشركة المصرية للاتصالات حيث أسهمت الكوابل البحرية فى إيرادات الشركة خلال السنوات الماضية بنحو مليار جنيه سنوياً، وبالتالي فإن صناعة الكوابل البحرية لها دورها واهميتها في دعم الاقتصاد القومي. كما أوضح النواوي أن المصرية للاتصالات تعتمد على هذه البنية التحتية الضخمة متعددة الكوابل البحرية فى توفير أقوى نقطة تمركز للإنترنت فى جمهورية مصر العربية IPT Nodeوالتي تعد من أقوى نقاط تمركز الانترنت فى الشرق الأوسط نظرا لتوصيلها بجميع الكوابل المنتهية بجمهورية مصر العربية مما جعلها غير معرضة للتأثر بالانقطاعات المتزامنة لعدة كوابل فى نفس الوقت.